Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Apr-2014

الأردني وشعوره بـأنه جزء من الدولة وليس مستقبلا لقراراتها فقط* د. عامر سبايلة

العرب اليوم - مع تعرض السفير الاردني فواز العيطان لعملية اختطاف، بغض النظر عن تفاصيل دوافعها، يكون الاردن قد دخل الى دائرة الاستهداف مجددا ما يعني منطقيا دخول الاردن مرحلة جديدة من التحديات المباشرة. الانخراط الاردني المباشر في مواجهة الارهاب على مدار السنوات الماضية جعله هدفا للجماعات الارهابية حيث أخذت هذه المواجهة صورة المواجهة المباشرة والتقليدية. لكن مع تعرض السفير الاردني في ليبيا لعملية اختطاف مباشر في وضح النهار نكون قد دخلنا مـــــعادلة جـــــديدة تجعل من الاردنيين اهدافا للجماعات الارهابية.

هذه ليست المرة الاولى التي يتم فيها اختطاف سفير اردني، في الماضي، تعرض السفير الاردني في لبنان ابان الحرب الاهلية «هشام المحيسن» لعملية اختطاف يمكن النظر اليها آنذاك على أن دوافعها ارتبطت في تفاصيل الحرب الأهلية اللبنانية وشكل تطوراتها آنذاك من ظهور قوى وجماعات جديدة على الساحة اللبنانية.

اليوم، مع الانفلات الامني في ليبيا واتساع رقعته وصولا الى صحراء سيناء، والوضع الخطير الذي يشهده العراق عداك عن الوضع الامني المرعب الذي تعيشه سورية وامتداد رقعة الارهاب الى لبنان ومنطقة الجولان يعني ان الاردن فعليا بات محاطا من كل الاتجاهات بموجات الارهاب الكبيرة العابرة للحدود.

الأخطار المتزايدة الناتجة عن فوضى الاقليم وتسارع نمو الجماعات المسلحة وتزاوجها واتخاذ بعضها للصورة القبائلية في بعض الاحيان كل هذه التطورات تعمل على خلط الاوراق وتجعل من امتحانات مواجهة هذه الاخطار مهمة صعبة جدا ومستنزفة للطاقة الامنية. الاردنيون اليوم بأمس الحاجة لمواجهة هذه الاخطار ليس فقط عبر بوابة المواجهات والاجراءات الامنية، بل من خلال شعورهم بأردنيتهم وشعورهم بمشاعر اللحمة الداخلية. والاردنيون احوج للتقارب لمواجهة هذه الاخطار. اعادة انتاج العلاقة بين المؤسسات والمواطن وبين الحكومة والاردنيين ضرورية بعد حالات التباعد وفقدان الثقة والمصداقية التي باتت تتسيد علاقة الاردنيين بحكوماتهم. الأردنيون مستعدون لتقديم التضحيات، لكن لا بد لهذه التضحيات من ان تقترن مع شعور الانسان بوطنيته وبأنه جزء من هذه الدولة، لا مستقبلا لنتائج قراراتها فقط.

لا يتفق كثير من الاردنيين مع كثير من السياسات الامنية، لكن لا اعتقد ان احدا منهم غير مستعد لمواجهة الاخطار التي تحدق بالأردن والاردنيين اليوم.

وجود هكذا قضية جديدة بازاء الاردنيين اليوم يجب ان تكون فرصة لإعادة بناء شكل العلاقة بين الدولة والمواطن، حتى يتذكر اصحاب القرار مستقبلا، بان لحظات الامتحانات الصعبة والتحديات لا يمكن ان تواجهها أية دولة بعيدا عن مواطنيها.