Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Jun-2017

صراع الحضارات - د. تيسير عماري
 
الراي - الخوف والرعب وقطع الرؤوس وقتل الاطفال والبشر بلا سبب نتيجة الفكر التكفيري هي ثقافة غير انسانية وغير حضارية يشهدها العالم اليوم ابطالها من الجهلة في الدين والفكر والانسانية صنعتهم مراكز دولية واقليمية لأغراض سياسية فالدين اخلاق ومبادئ اما السياسة فهي قذرة لا دين لها ولا اخلاق.
 
من صنع هذه الثقافة ثقافة الموت هم الذين استبقوا ظهور هذه الحضارة الجديدة عندما كتبوا عن صراع الحضارات قبل سنوات وهم من اوجدوا عدواً جديداً بعد ان انتهت الحرب الباردة بنهاية الاتحاد السوفييتي وهم من اوجدوا القاعدة والتي فرخت داعش والنصرة وغيرها.
 
وقع الخيار على الاسلام والعروبة والاسلام والعروبة منهم براء وجاءت احداث 11 سبتمبر لتبدأ الحروب الاستباقية التي اعلنها بوش الابن ومجموعة المحافظين الجدد فتم احتلال افغانستان والعراق ثم جاء ما يسمى بالربيع العربي والشرق الاوسط الجديد لتدمير وتقسيم الدول العربية وتقسم الشعوب طائفيا ودينيا وعرقيا وهم الذين اوجدوا الصراع السني الشيعي ليحل محل الصراع العربي الاسرائيلي.
 
ما نشاهده اليوم من احداث وعمليات ارهابية في لندن وغيرها من الدول الاوروبية هو جزء من المخطط الشيطاني لكي تاخذ الشعوب الاوربية المتحضرة موقفاً عدائياً ضد العرب والمسلمين نتيجة هذه الافعال البشعة وهذه الحضارة المصطنعه لانها تتناقض تماماً مع الثقافة والحضارة الاوربية وهي ثقافة احترام الفرد ومعتقداته واحترام حقوق الانسان والتعددية السياسية والفكرية والحرية والديموقراطية واحترام حقوق المرأة ومساواتها مع الرجل واحترام النفس البشرية وعدم قتلها حتى لو كان الشخص مجرماً فلا توجد عقوبة اعدام توجد عقوبة السجن المؤبد.
 
هناك فرق شاسع بين الحضارتين فمن الطبيعي أن يرتعب المشاهد الاوروبي عندما يرى قطع الرؤوس وقتل الاطفال ومن الطبيعي ان يكره الاوروبي العرب والمسلمين وان لا يتعاطف مع قضاياهم وأولها القضية الفلسطينية وهنا مربط الفرس وهنا يأتي السؤال من المستفيد من كل ذلك؟.
 
كل هذا يجري وبعض العرب يسيرون كما خطط الذين أوجدوا صراع الحضارات إنه الجهل والتخلف الفكري والتأمر والخيانة إنه عصر الإنحطاط العربي.
 
يتم تدميرنا وتدمير حضارتنا ونهب ثرواتها بأيدينا فالقتل في بلادنا والدمار في بلادنا وتكلفة الدمار والقتل من اموالنا.
 
تم تدمير سوريا والعراق وليبيا واليمن ومصر تنزف في سيناء وغيرها وجيشها مشغول في مواجهة الارهاب ونسيت شعوبنا القضية الفلسطينية واسرائيل تبني المستوطنات وتقتل الشباب الفلسطيني وتعمل ليل نهار من أجل تحقيق يهودية الدولة ونحن منشغلون بعد أن عدنا 1400 سنة الى الوراء في صراع جديد سني شيعي وبعضنا منشغل في دعم المجموعات الارهابية في سوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها.
 
إنها المأساة الحقيقية حلت بالأمة فكرياً وحضارياً علماء وخطباء الامة منشغلون في تجهيل العقول وبث روح التفرقة وخطاب التطرف والكراهية مستغلين الفقر الذي اصبح نسبته 50% من شعوب الامة والبطالة التي تشكل 35% بين شباب الامة حتى اصبح عنوان المرحلة الفقر والبطالة والجهل.
 
لا نستطيع القول الا عظم الله أجركم يا عرب.