Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Mar-2017

د. حسن حنفي: «على الماركسيين صياغة ماركسية رأسمالية»! - يوسف عبدالله محمود
 
الراي - استوقفتني عبارة وردت في تعقيب للدكتور حسن حنفي استاذ الفلسفة في جامعة القاهرة على ملاحظات نقدية للدكتور الراحل صادق العظم. التعقيب جاء تحت عنوان «من مثقف وطني الى مثقف غربي». والمقصود بالوطني طبعاً د. حنفي وبالغربي د. العظم.
 
تقول عبارة د. حنفي بالحرف « لم يبق للماركسيين الا فهم مسار التاريخ الجديد ومنطقه الراهن والتكيّف معه، وصياغة ماركسية رأسمالية، أو ماركسية عولمية، او رأسمالية ماركسية او عولمية ماركسية حتى لا تنهار الماركسية كأيديولوجيا بعد أن انهارت كنظام». (كتاب: «ما العولمة»» ص 219، تأليف: د. حسن حنفي ود. صادق العظم).
 
بصدق دهشت لتناقض مفردات هذه العبارة! تساءلت كيف يمكن ان تكون الماركسية رأسمالية او عولمية او رأسمالية ماركسية..الخ؟ ثم هل حقاً ان الماركسية كنظام قد انهارت بانهيار الاتحاد السوفيتي وسائر المنظومة الاشتراكية ولم يبق الا ان تنهار كأيديولوجيا؟
 
واعترف انني سارعت فاتصلت بالباحث والمفكر أ.د. هشام غصيب مُستجلياً تفسيراً لما قصده د. حسن حنفي! وجدته يستغرب مثل هذا اللامنطق! كيف يمكن ان يتكيف الماركسيون مع مسار التاريخ الجديد ب»صياغة ماركسية رأسمالية»؟ وفي تعليقه قال: هذا «تخبيص» ومتناقضات!.
 
وفي تعليقه على قول د. حسن حنفي حول «انهيار النظام الماركسي» أضاف: «ما جرى في الاتحاد السوفيتي السابق هو «الغاء» النظام وليس «الانهيار». وثمة فرق بين المفردتين.
 
ولعل سقوط التجربة السوفيتية هو الذي دفع د. حنفي ان توصل الى هذه النتيجة. وفي قراءة اخرى مختلفة عن قراءة د. حسن حنفي يعزو د. صادق العظم سقوط التجربة السوفيتية الى «الكذب» الذي كان يمارسه بعض القادة السوفيت. وهنا يشير د. العظم الى الخطاب الشهير الذي القاه خروشوف في الامم المتحدة سنة 1960م وقال فيه: «ان مصانع بلاده تنتج الصواريخ العابرة للقارات في الوقت الذي تنتج مصانع اخرى السُّجق والنقانق».
 
وفي رأي د. العظم كان هذا المسؤول السوفيتي الرفيع يومها «يكذب ويفاخر ويهول على مشهد ومرأى من العالم كله». (صقر ابو فخر: «حوار مع صادق جلال العظم، ص 85).
 
وكما اسلفت وكما ذكر أ.د. هشام غصيب: ما حصل في الاتحاد السوفيتي سببه «فقدان النخبة الشيوعية السوفيتية نفسها كل ثقة بمؤسساتها ونظامها واقتصادها وأهدافها ودولتها. وبالحرف يقول د. العظم في المرجع السابق ص 84 «لقد تخلى عنه (اي عن الاتحاد السوفيتي) اصحابه فجأة في ليلة بلا ضوء قمر، كما نقول، وكأنهم اكتشفوا فجأة ايضاً بأنهم غير قادرين على حكم البلاد».
 
بعبارة اخرى يريد ان يؤكد د. العظم ان انهيار الاتحاد السوفيتي لم يكن سببه مؤامرة غربية او امريكية بالذات بل سببه بيروقراطية القيادات السوفيتية.
 
بالطبع هذا لا يعني ان الغرب لم يمارس ضغطاً باتجاه تفكيك الاتحاد السوفيتي. غير ان السبب الرئيس هو البيروقراطية التي كانت لا تقبل التفكير النقدي الذي ينبّه على الازمات المتراكمة والاختناقات المزمنة. اعود الى ما ذكره د. حسن حنفي، فأقول ان حديثه عن صياغة ماركسية رأسمالية او ماركسية عولمية لا ينسجم مع ادبيات نظرية عالمية لا تتفق وادبيات الراسمالية!
 
إن انهيار الاتحاد السوفيتي المفاجيء والمريع –وكما ذكرت- ان القائمين على الحكم فيه لم يحسنوا قراءة الازمات التي سارعت في تلاشي هذا النظام.
 
والسؤال الذي يتردد اليوم هو: هل العيب كان في نظام الحكم ام في النظرية الماركسية؟ وهل انهيار النظام السوفيتي ينسحب على فقدان «الماركسية» قدرتها على البقاء؟
 
وقبل ان أُنهي اشير الى ان كثيرين من الماركسيين العرب تراجعوا وتبنوا «الليبرالية» بعد ان شعروا او شعر بعضهم ان الماركسية قد تجاوزها الزمن!
 
robroy0232@yahoo.com