Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Apr-2017

وماذا عن معاقي الجيش - جدعون ليفي

 

هآرتس
 
الغد- رقم قياسي جديد بالوقاحة: يقول رئيس حكومة إسرائيل ان على السلطة الفلسطينية أن تثبت أنها ملتزمة بالسلام من خلال وقف إعطاء الاموال لعائلات  الاسرى والقتلى الفلسطينيين. 
الدولة التي كان من المفترض ان تقوم بتعويض جزء كبير من هذه العائلات – بسبب القتل الذي لا لزوم له، والمعاقين الذين لا لزوم لهم والاسرى الذين لا لزوم لهم – تطالب بمنع السلطة الفلسطينية من عمل ذلك. الدولة التي أدى احتلالها العنيف إلى وجود المقاومة العنيفة: والتي اعتقلت مئات آلاف الفلسطينيين وفرضت عليهم عقوبات شديدة، ويد جنودها سهلة على الزناد ولا يمر يوم تقريبا دون التسبب بالقتل والإصابة بشكل زائد – هي بالذات التي تتعامل بسخاء مع مصابيها واسراها واهالي قتلاها – تطالب بهكذا طلب من الفلسطينيين. هل يستطيع أحد التفكير بوقاحة أكثر من هذه؟ تخيلوا: أن يطالب محمود عباس بأن تتوقف إسرائيل عن دفع المخصصات لأرامل الجيش الإسرائيلي كاختبار لنواياها السلمية. 
يجب أن نتغاضى طبعا عن الشروط التي تتبدل واختبارات السلام المضحكة التي يضعها بنيامين نتنياهو للمفاوضات بدون شروط مسبقة. في جوهر كل شيء توجد الفرضية الاكثر خطورة: الفلسطينيون هم ادنى منا. ابطالنا مقدسين وابطالهم مجرمين. ان مجرد المقارنة تحدث عاصفة هنا. وإلى أن يتم اقتلاع هذه المفاهيم المشوهة من جذورها وإلى أن نضع أنفسنا بدلا منهم ونعتبرهم مساوين لنا في كل شيء – فإنه لن يتغير شيء.
الاسرى الفلسطينيون هم أسرى حرب بالنسبة لهم، ابطال الشعب. والقتلى مقدسين. وهل يمكن ان يكون الامر مختلفا عن ذلك؟ هم الاشخاص الذين ضحوا بكل ما لديهم من اجل الصراع الذي ليس اكثر عدالة منه. اذا كان هناك شيء صحيح تقوم بها السلطة الفلسطينية فهو المساعدة المالية لعائلات الشهداء والاسرى. الدعاية الإسرائيلية فقط أو أجهزتها الامنية تستطيع الاعتقاد بان هناك فلسطيني ذاهب للقتل والموت أو سيصبح معاق أو سيمضي ايام حياته بالسجن وكل هذا من أجل 1.200 شيكل شهريا لعائلته. العقل المشوه فقط يستطيع الاعتقاد بانه ليس لدى المحاربين الفلسطينيين دافع آخر باستثناء المال. واذا توقفت الاموال سيتوقف الارهاب. وان هناك جندي إسرائيلي واحد ذهب ليقتل ويُقتل من أجل المخصصات المالية؟ هل يمكن ان يخطر هذا على بال احد؟ ولكن يمكن اتهام الفلسطينيين بأي شيء. فهم ليسوا مثلنا.
على احد أن يهتم بعائلات الاسرى الفلسطينيين الكثيرة. انها ضحية الاحتلال. لا يوجد شخص مستقيم واحد يفكر بجدية أنه يجب معاقبتهم. وعلى أحد ان يهتم بهذه العائلات. لا يوجد شخص مستقيم يعتبر أنهم جميعا يستحقون الموت. بما في ذلك الطفلة التي كانت تحمل المقص. وملقي الحجارة الصغير. والمرأة التي وقفت على النافذة. وأيضا المخربين، نعم المخربين اولئك الذين قاموا بأفعال سيئة والحقوا الضرر بالأبرياء هم أيضا ابطال بنظر ابناء شعبهم ويجب الاهتمام بعائلاتهم بالضبط مثلما أن القتلة عندنا هم ابطال والدولة تهتم بهم وبعائلاتهم.
السلطة الفلسطينية تفعل ذلك. هذا هو دورها. إسرائيل تقدم اموال اكثر بكثير من أجل احترام وتخليد ابطالها. ومنها بالذات يجب أن نتوقع بعض التفهم للجانب القومي المشابه للشعب الآخر.
سخرية القدر: ان طلب نتنياهو الوقع قبل يوم ذكرى قتلى الجيش الإسرائيلي باسبوع يوم الوفاء القومي لأبطالنا. لا يجب أن نقيس كميات الدم التي سفكها ابطالنا امام ابطالهم. أو مدى البشاعة والضرر الذي لحق الابرياء. يكفي أن نتذكر: مثلما اننا نقف دقيقة صمت احياء لذكرى أبطالنا ونهتم بعائلاتهم فمن حق الفلسطينيين عمل ذلك بالضبط.