Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Oct-2018

الخطاب الجديد للدولة الجديدة.. - هشام عزيزات

 الراي - خرج الملك في خطاب افتتاح الدورة الثالثة لمجلس الامة عن مألوف خطابات العرش المعتادة، فاستحق ما ألقاه سيد البلاد الاحد الماضي من على منبر المجلس وعرين الديموقراطية الأردنية، أن يطلق عليه أكثر من مراقب بالخطاب الجديد في المضمون والشكل والاستهداف وهو يشير إلى اقتراب الاحتفال بمئوية تأسيس الدولة الأردنية التي تحتاج حكما إلى خطاب ملكي جديد يؤسس للدولة الأردنية الجديدة في مئويتها الثانية.

وان كانت المناسبة الأولى افتتاح الدورة الجديدة لمجلس الامة كانت تفرض تاريخيا خطابا برتوكوليا، يتحدث باسهاب عن الإنجاز وعن ما هو مطلوب من سلطات الدولة من إنجاز والتذكير بالثوابت الأردنية وبالطبع انسجاما مع مقتضيات المرحلة ورغبات وحاجات الشعب والطموحات المشروعة لأي دولة، فإن العبور للمئوية الثانية من عمر الدولة تتطلب ايعازات وتوجيهات وتنبيهات ورسائل فلسفية ملكية جديدة في كيفية إدارة الدولة والحكم وما هو مطلوب من الشعب ومغايرة للمالوف وبالضرورة ومنسجمة مع المتغيرات والتحديات خصوصا وهذه الدولة كانت منذ نشأتها محكومة بنظرية التحدي والاستجابة وقد نجحت بشهادة الأعداء قبل الاهل والأصدقاء في العبور إلى بر الأمان رغم كل الظروف الصعبة وشح الامكانيات وقصور المحيط في فهم الرؤية الأردنية ورسالة الأردن لمحيطه وللعالم اجمع.
والملفت للانتباه، أن الملك وبوضوح شديد أراد إن يوصل لمشرعي الدولة ومن يتولون الرقابة والمساءلة وفي بيتهم وإلى الحكومة والشعب بعامته ونخبه وسياسييه وايدلوجييه وطلاب العلم والعمال وربات الاسر أن خطابه بمجمله مستوحى من الواقع اليومي ويوميات الناس وملاحظاتهم السلبية عن أداء الإدارات ولا يأتي على الإطلاق من زاوية التنظير، ولاالشغف بالنقد لاجل النقد ولا بمعنى جب الإنجاز الذي تحقق بل على العكس توزينه وتقييمه موضوعيا ومن جديد والحث على مراكمته إيمانا بأنه لا يجوز لأحد أن يفتخر أو يستصغر بما أنجز الا اذا جناه بعرق جبينه لا أن يكون متفرجا وشاكيا وكسولا وبالتالي منظرا.
لقد حمل الخطاب الملكي الجديد عدة رسائل وفي مقدمتها أن الدولة الجديدة المأمولة وهي دولة قابلة للتحقق ليس بالامنيات فحسب بل بالعمل والاصرار بل أن نكون في ظلال دولة القانون والإنتاج والاقتصاد المنفتح المرن الانموذج ودولة العدل ولكن بعيدا عن الانتقائية وفوضى التخطيط ومزاجيته وشجع الاستدانة، ومن خلال مؤسسات محصنة وقادرة على محاربة التطرف والفساد وتعمل على تعزيز الرقابة وتفعيل المساءلة وتعميق اسلوب ومنطق الشفافية وتعميق ثقافة صناعة الفرص والاعتماد على الذات وروح المبادرة والانفتاح باعتبارها ممكنات الاستمرار والديمومة والقدرة على المواجهة وتحويل التحديات إلى حوافز للنجاح.
وفي خضم كل هذه المفاهيم، التى حملها الخطاب الملكي الجديد للدولة الجديدة، لم ينس الملك ان يذكر الأردنيين برسالتهم ووفائهم للقضية الأم قضية الشعب الفلسطيني، لأن الحق والعدل من شيمهم وثوابتهم، ولأن الثقة بهم.. تقة القائد بشعبه صخرة تتحطم عليها الأمواج العاتية وليس بالعنتريات والبطولات الكرتونية، بل بالوعي أن هذا وطننا جميعا وإن لنا رسالة لا نحيد عنها واننا وطن التنوع ووطن الاستنارة والتسامح والعيش المشترك والانصاف والمساواة.
hishamezazat@gmail.com