Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Mar-2017

«سلامة» سد الفرات.. مسؤولية واشنطن وحدها! - محمد خروب
 
الراي - لا قيمة عملية لنفي الناطق باسم قوات سوريا الديمقراطية طلال سلّو، حول الأنباء المتواترة التي راجت عن قرب «انهيار» سد الفرات، بعد ان خرج عن الخدمة، سواء كان الذين اطلقوا هذه «الشائعات والدعايات الاعلامية.. الكاذِبة والمُغرِضة» كما وصفها سلّو، هم انصار التنظيم الارهابي «داعش» بهدف كبح الهجوم الذي تشنه قوات «قسد» بدعم من طيران التحالف الدولي (اقرأ الأميركي), والذي ثبت انه لا يُقيم وزنا او يحرص على ارواح السوريين عند تنفيذ غاراته, (المجازر التي قارفها ضد المدنيين والبنى التحتية شاهدة على ذلك, وآخرها مجزرة الموصل القديمة التي تنصل منها بعد ان اعترف بارتكابها, ثم ما لبث ان وضع المسؤولية على الجيش العراقي, بزعم ان غرفة عملياته, هي من اعطته الإحداثيات وطلبت منه قصف المبنى/الملجأ، ثم ما لبث الاخير ان وضع المسؤولية على «داعش» بانه «فخّخ المبنى الذي تم قصفه, حاصداً أكثر من مائتين وخمسين ضحية بريئة).
 
لا داعي للمكابرة او تغطية الكارثة المُحدِقة بسوريا الشعب والوطن والإنجازات التنموية التي راكمها,سواء في الدمار الواسع الذي سيلحق بالبنى التحتية لمنطقة الجزيرة كلها, عندما تغمر مياه السد مدينتي الرقة ودير الزور وأريافهما وصولاً إلى أجزاء من العراق, ناهيك عن عدد الضحايا المتوقّع، والذي يُقدّر بأكثر من مليوني نسمة، في فاجعة لم يعرفها التاريخ الحديث وذلك المتوسط، ما بالك ان الفرصة ما تزال قائمة لتلافي هذه المأساة, عبر استخدام العقل والمنطق وتحييد المنطقة وتوقُّف الغارات الجوية وعمليات القصف المدفعي المهول المتواصِل الذي تقوم به الطائرات والمدفعية الأميركية، ووضع خطة بديلة للخطة الحالية, الرامية لـِ»تحرير» منطقة السدّ.
 
وبصرف النظر عن الحركات «الصبيانية» التي قام بها داعش, والتي عكست انعدام المسؤولية لديه وقصور رؤيته ازاء «اللعبة» غير المتقنة التي قام بها للايحاء بان السد يوشك على الانهيار, ومسارعة «هيئة الحسبة» التابعة له دعوة سكان الرقة لمغادرتها خوفاً من ذلك, ثم تراجعها عن تلك الدعوة باعتبار «أن الخطر قد زال»، بعد ان اكتشفت ان «تفريغ» الرقة من سكانها، سيُفقدِهم استراتيجية اتخاذ المدنيين دروعاً بشرية، كما دأب داعش على ذلك في المواقع التي حُوصِر فيها, كما هو حاصل الآن في الموصل، فإن من الحكمة بمكان النظر الى احتمال وقع هذه الكارثة بمسؤولية عالية، نحسب أن الأميركيين الذين اثبتوا طوال تاريخهم..قديمه والحديث,وخصوصاً منذ ان ابادوا سكان وشعوب أميركا الاصلية, حتى بروزهم كقوة امبريالية باطشة، انهم لا يولون حياة البشر (غير البيض) اهمية او يقيمون لها أي اعتبار، ولم تكن «قنبلتا» هيروشيما وناكازاكي، سوى رسالة «عصرِية» لتاريخ مُلطخ بالدماء والقتل.. والجلافة.
 
انهيار سد الفرات سيكون في نتائجه وأكلافه, أسوأ بكثير مما حدث في هيروشيما وناكازاكي، والمسألة لا تحتاج الى اجراءات وخطط وبروتوكولات، لأن المطلوب هو اتخاذ اجراء فوري وخطوات تأخذ صفة الاستعجال. «لِأن الكارثة بدأت بالفعل، غرف التحكُّم انهارت، الوضع كارثي ,ويجب ان تتوقف الولايات المتحدة فورا.كما يجب البحث عن سبيل لِإدخال فرقة انقاذ سريعة لمعالجة ما تمكن معالجته, وإلاّ فإن الكارثة ستقع»، على ما قال نجم صالح، مدير المؤسسة العامة لسد الفرات.
 
لا قيمة عسكرية أو أخلاقية أو إنسانية أواجتماعية لدحر داعش من منطقة سد الفرات... اذا ما انهار هذا السد, ولن يتحمل داعش وحده المسؤولية, فالذي حوّل المنطقة إلى «ساحة معركة» هو المسؤول عن ذلك، يمكن محاصرة داعش في تلك المنطقة وصولاً الى تجويعه او حتى عقد «صفقة» معه يقوم بالإنسحاب من المنطقة, والسماح له بالذهاب الى الرقة او الى اي مكان يرغب, مقابِل وقف الكارثة المُتدحرِجة التي تلوح في الأفق، وعمليات الإنزال الجوي الإستعراضي الذي قامت به القوات الاميركية وقوات سوريا الديمقراطية في تلك المنطقة وحواليها, هي التي اسهمت في ارتفاع مستوى التوقعات بان «سد الفرات» هو الذي سيدفع الثمن... بانهياره، لكن سوريا وشعبها سيكونان امام نكبة إنسانية وجغرافية وبنية تحتية, لن يستطيعا معها الخروج من تبعاتِها لعقود طويلة مُقبلة.
 
من السذاجة الإعتقاد ان كل هذا التلويح بالثمن الانساني والبيئي، يُقلق اميركا, التي لم تتوقف عن قصف البنى التحتية السورية بسبب وبغير سبب, هدمَت الجسور والمصانع والمدارس والطرق السريعة,وضربت مواقع وتشكيلات الجيش العربي السوري ومنصّات صواريخه ودفاعاته الجوية، وكل ما من شأنه إرجاع سوريا الى العصر الحجري (تذكرون بالطبع تهديدات بوش الصغير للعراق قبل غزوه, وما يقارفه الصهاينة ضد لبنان وغزة, وما يهددون بعمله.. لاحقاً)، وكي يفتحوا ابواب الارباح ونهب الثروات على مصاريعها لشركاتهم, عند البدء بِإعادة الإعمار والتزويد بقطع الغيار وغيرها، مما تحتاجه الدول المنكوبة التي تبدأ.. من الصفر.
 
لكن الدق المتواصل على «الخزّان» الاميركي, والدعوة الى وقف القصف الاميركي,الذي طال مؤخراً ساحة التوزيع في سد الفرات المسؤولة عن تزويد السد بالطاقة الكهربائية، مما ادّى الى خروجها عن الخدمة فنياً، يجب ان يكون الهدف الاول, للحؤول دون تنفيذ واشنطن ما ترمي اليه من وراء إنهيار السد, الذي يبقي في نظرها «علامة سوفياتية- روسيّة» ودليلاً على ما كان يُقدمه السوفيات لأصدقائهم, فيما لا يُقدم الاميركيون غير القنابل وادوات القمع والتجسس والتنكيل.
 
«دم» سد الفرات... في «رقبة» الأميركيين,لا يمكن توزيعه على...»القبائِل»!.
 
kharroub@jpf.com.jo