بداية قدم د. البستاني انحيازه بقوة للشعر العربي، لكونه يحافظ على متانة اللغة العربية، ولما فيه نزعة للتصوف ودعوة للسمو وتهذيب النفس وشحذ الهمم عند الشدة، اضافة الى ان مطالعة الشعر الجيد وحفظ بعض منه ينشط الذاكرة ويبعد الاكتئاب ويعطي للغة العربية موسيقاها في بيان لغوي تبدع فيه المفردات والصور في قالب من الوزن والايقاع لتحقيق حضورها المدهش عندما يتوحد الشعر مع الموسيقى.

وتحدث عن العصر الذهبي للموسيقى والغناء في القصيدة والشعر العربي، الذي يمكن ان يؤرخ له بالعام 1901 مع ولادة موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب. 

ويضيف بأن عبد الوهاب قد أرسى بأعماله قواعد ثابتة للموسيقى والغناء الراقي والملتزم في القصيدة والشعر العربي المتين خاصة عندما قدم قصائد مغناة.

وفي ختام المحاضرة، التي أقيمت نهاية الأسبوع الماضي، قدم مقاطع من الشعر ومن القصائد المغناة لعدد من الشعراء منتصف القرن العشرين.

وقدم كل من د. العنبتاوي ود. الدباغ ثناءهم لهذا البحث واشارا الى العلاقة الوثيقة بين الشعر العربي والغناء الملتزم على مر عصور الأدب العربي، وان هناك ثنائيات جديدة تربط نزار قباني بكاظم الساهر ومحمود درويش بمارسيل خليفة.