Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Jun-2018

الجمل ومجلس النقباء - سعد الحسن

 الراي- يحكى أن رجلا متفيقها زعم العقل والحكمة كان يحمل القمح على ظهر جمل في جهة ويوازن الحمل بالحجارة من الجهة الاخرى فجاءه أعرابي أمي لا يقرأ ولا يكتب وأخذ يتأمل صنيعة المتفيقه وينظر إلى ما كان منه بتعجب ..

قال الأعرابي للرجل .. يا هذا ما تفعل !!؟ ؟
قال الرجل .. كما ترى اوازن الحمل بالحجارة !!!
فقال الأعرابي .. لم لا تقسم الحمل إلى جزئين فتوازن القمح بالقمح فيكون الحمل أكثر والغلة أكبر ولا تكسر
ظهر الجمل !!!؟ ؟ ؟
تأمل الرجل في قول الأعرابي وقد أسقط في يده وعلم انه مغفل ولكن حالة التفيقه غالبة فأراد أن يدحض
قول الأعرابي بأدب فقال .. ونعم الرأي يا هذا لكن هل تملك من الإبل شيئا !!؟ ؟
أجاب الأعرابي وقد كانت مظاهر الفقر ظاهرة على قسمات وجهه ورث ثيابه ( لا ) ..
فقال الرجل .. إليك عني فلو كان لك رأي سديد لكان على نفسك !!!
إعلان بعض أعضاء مجلس النقباء باستمرارية الاضراب اليوم الاربعاء بالرغم من انه يخلو من الهدف وفارغ من
المضمون ويكتنفه العوار التكتيكي ولا نجد له ما يسنده من الواقع يذكرني بهذه القصة تماما ..
الإصرار على المضي قدما بفعالية اليوم حتى سحب مشروع قانون ضريبة الدخل لم يعد يصنف سوى بأنه
ضرب من ضروب العناد لأنه ببساطة شديدة لا توجد جهة لديها صلاحيات دستورية لسحب مشروع القانون ..
فالملك مثلا له حق الامتناع عن توشيح مشروع القانون بتوقيعه أما مجلس النواب كما الأعيان فله حق رد
مشروع القانون أما من يملك حق سحب مشروع القانون فهي الحكومة التي جرى اقالتها وتكليف حكومة
جديدة وفقا لأحكام الدستور وعليه فإن الحكومة الجديدة تبقى غير مخولة دستوريا بسحب مشروع القانون
حتى لو أقسمت اليمين الدستورية لحين حصولها على الثقة من مجلس النواب وهذا بالطبع بحاجة إلى
عقد دورة استثنائية وفقا للواقع القائم ..
إذن فالاصرار على تنفيذ فعالية اليو م لا وجه لها ولا معنى ولا قيمة دستورية تذكر ولا تعدو كونها طعطعات مواقف وعنتريات صادرة عن حالة تفيقه لا فقه وضررها أكبر من نفعها وقد روينا في قواعد الحكمة أن الضرر الأشد يزال بالضرر الاخف فما الذي يحول بين مجلس النقباء واتخاذ قرار بوقف كافة أشكال الاحتجاج لحين ولادة الحكومة الجديدة بشكل دستوري سليم سوى عناد صاحب الجمل !!!؟ ؟ ؟
رسالة نوجهها لمجلس النقباء بلزوم الحق الذي هو اولى بالاتباع فلم تكن خطيئة فرعون إلا الكبر والعناد المورث للهلاك فلا تجحدوا بها وقد استيقنتها أنفسكم وننصحكم بشدة بالاستماع لرأي نقيب المحامين الذي نثق بأن له رأي مليء بالحكمة وبعد النظر من هذا الجانب ولا تثقلوا بالحجارة على راحلة الوطن ..