Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Jun-2017

«داعش».. عودة إلى البدايات ! - صالح القلاب
 
الراي - بعدما وصل العنف والإرهاب إلى كل هذه الحدود التي وصل إليها في الغرب والشرق وفي كل مكان من الكرة الأرضية وبات يخبط عشوائياً كما حدث في أحد شوارع لندن مساء أمس الأول فإنه لا بد أن تترجم الأقوال إلى أفعال وأن تكون هناك غرفة عمليات دولية، تشترك فيها الدول الكبرى كلها وأيضاً الدول الإسلامية والعربية بأسرها، تدير هذا الصراع الذي غدا مستشرياً وتلاحق القتلة والمجرمين إنْ كانوا أفراداً «الذئاب المنفردة» أو تنظيمات معروفة مثل «داعش» و»القاعدة» وتجلياتهما أو غير معروفة.
 
قبل أيام أعلن هذا الـ»داعش» الذي أصبح عنواناً لكل الجرائم الإرهابية التي ترتكب في كل مكان والذي بات يسارع لتبني أي عملية إجرامية يسمع عنها أو يراها في وسائل الإعلام ليثبت أنه لا يزال موجوداً بعد محاصرته في الموصل والرقة وبعد الضربات الأخيرة التي تلقاها إنْ في العراق وإنْ في سورية وإن في ليبيا والعديد من الدول الغربية التي إكتوت بنيران هذا التنظيم الذي يكتنف مرجعيته الغموض والذي يدور حول ظهوره والذي يقفون خلف هذا الظهور ألف سؤال وسؤال!!.
 
إنه لا بد من العودة إلى البدايات فهذا التنظيم كانت بدايته إخراج النظام السوري الإرهابيين من سجونه وإستخدامهم ضد العراق في تفجيرات وزارة الخارجية ووزارة الصحة المعروفة ثم إستخدام هذا الـ «داعش» من قبل هذا النظام ومن قبل الروس والإيرانيين في معادلة :إما «داعش» وإما بشار الأسد وهنا فإن ما يحير بالفعل هو أن العديد من الدول الغربية الرئيسية التي ذاقت طعم الإرهاب بكل مرارته ودمويته قد دفعها الرعب والخوف إلى تبني هذه المعادلة السقيمة الواضحة الأهداف والمعروفة النوايا!!.
 
ثم وإن المفترض ألاّ «تلفلف» جريمة تسليم رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي مدينة الموصل، ذات الموقع الإستراتيجي، إلى «داعش» الذي «إحتلها» بنحو أربعمائة من إرهابييه فقط بينما كان يرابط في هذه المدينة أكثر من ستين ألفاً من ضباط وجنود الجيش العراقي الذين صدرت إليهم الأوامر بالإنسحاب الكيفي بدون إطلاق ولو طلقة واحدة.. ألا يستدعي هذا تحقيقاً دولياًّ ويستدعي وضع المسؤول عن هذه المؤامرة الواضحة كل الوضوح في قفص الإتهام وخارج الأراضي العراقية.
 
هناك مثل يقول :»إنه من الخطل والخبل البحث عن أثر الذئب بينما يقف الذئب أمامك مكشراً عن أنيابه» ويقينا لو أن ملفات هذا الـ»داعش» تُفتح بطريقة صحيحة وبحيث يجري تحقيق دولي في خفايا تسليم نوري المالكي مدينة الموصل إلى هذا التنظيم وفي دوافع إصرار الروس والإيرانيين وحتى الآن على معادلة :»إما داعش وإما بشار الأسد» فلما كانت هناك ضرورة لكل هذا التحشيد الذي إلتحق به حتى الأميركيون وفي عهد ترمب ولما كانت هناك ضرورة للإستنجاد بأكراد «سورية الديموقراطية»!! وهكذا فإن الأمور باتت واضحة وإن الوقفة الجادة تجاه كل هذا الذي يجري في العديد من الدول الغربية و»عندنا»، في هذه المنطقة الملتهبة، وفي كل مكان تستدعي معرفة إستقصائية صحيحة للذين يرتكبون كل هذه الجرائم التي أصبحت ترتكب في العالم كله والذين يمولونهم.. نعم الذين يمولونهم!!.