Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Dec-2017

ملصقات مضللة وإعلانات فات أوانها - د. فيصل غرايبة

 الراي - تتميز شوارع المدن الأردنية والطرق الرئيسية والفرعية الممتدة بين مدن المملكة وقراها بتوافر الشواخص الخاصة بتحديد اتجاهات السير وبيان المواقع والأماكن التي تقع على جنباتها، وتؤشر الى المنعطفات والانخفاضات والمرتفعات، وقد صممت أساسا وفقا للمواصفات القانونية والمعيارية المتفق عليها عالميا، ووضعت بمعرفة الخبراء والمختصين من مهندسي الطرق وضباط المرور، واختير لها الألوان المقررة لكل واحدة منها كالأحمر والأزرق والأصفر، ذات الانعكاسات الفسفورية، لتسهل رؤيتها اثناء الليل وفي المناطق المعتمة.وهكذا يمضي كل مار بسيارته في الشارع او مسافر يقود مركبته على الطريق، بكل ارتياح واطمئنان، وهو ينظر الى تلك الشواخص ويلمحها بيسر، ويعبر دون توقف او حيرة، ملتزما بقواعد السير ومتبعا أصول قيادة السياقة.

ولكن تلك الشواخص المهمة والضرورية والتي لم توضع عبثا، يتعرض بعضها وفي مواقع مختلفة الى ممارسات خرقاء، من بعض
الذين يقومون بالصاق اعلانات ترويجية لمنتج استهلاكي أو لخدمة معينة،مثل بيع الديزل وكي الملابس وصالونات التجميل والحداد
المتنقل او الكهربائي الذي يستدعى الى البيوت، او رياض الأطفال او دور الحضانة التي تفتح حديثا،عدا عن الصاق وريقات تدل على
مكان تقديم العزاء او موقع اقامة حفلة فرح ما، فيقوم هؤلاء بالصاق اعلاناتهم على لوحات الشواخص التي نتحدث عنها وعن ضرورتها
وأهميتها، اذ يحتاج كل من يمر بشارع او طريق، وبخاصة اذا كان يرتاد الجهة لأول مرة، ويهمه ان يعرف مثلا اذا كان هذا الشارع يسمح
بدخوله أو يمنع، وان كان ذاك الشارع يسار به بالاتجاهين ام باتجاه واحد، فاذا ما غطيت تلك الرسومات والكتابات الرسمية بالاعلانات
الدخيلة عليها، فان ذلك سيحرم السائق من رؤية الاتجاه الصحيح ومن ضالته المنشودة.
يضاف الى ما سبق ذاك التصرف المسيء للذوق العام أو للخلق القويم،مثل التدخل بالريشة والدهان لتحريف الرسومات الرسمية
الموضوعة او تحريف الكلمات المكتوبة،بالفاظ بذيئة او رسومات فاضحة أو بعبارات تخدش الحياء.عدا عن سوء الخط وبشاعة الرسم.
واشير هنا الى تلك الاعلانات والتوضيحات التي تثبت على أعمدة الهاتف والكهرباء وأسوار البيوت قبالة الشارع، ولا يقوم أصحابها
بازالتها بعد انقضاء المناسبة – تهنئة أو مباركة أو عزاء- أو حتى اعلانات المترشحين لانتخابات المجالس النيابية والبلدية والمحافظات،
وقد تبقى حتى يزيلها الريح أو المطر،ومنها ما ثبت باحكام وبقي رغم مضي الزمن، وحتى هذه لا تسلم من التطفل بادخال رسومات
مشوهة وعبارات مسيئة ، لمجرد ممارسة هواية الخربشة، أو كما يقول علماء النفس للتعبير عما في النفس من حب للاساءة للآخرين أو
محاولة التشويه أو التشويش عليهم.
وتحضرني بمناسبة الكتابة عن الاعلانات واليافطات، قضية ذات صلة،فأشير الى تلك الاخطاء الاملائية والنحوية في اعلانات تجارية
ضخمة،تثبت على اعالي البنايات وفي شوارع تجارية مهمة ومطروقة كثيرا، مثل أن تلحق ياء بكلمة تخاطب الاناث، فتكتب(اليكي ولكي
وعليكي) بينما من الأصح أن تكتب(اليك ولك وعليك)،او ان توضع كلمة(كافة)في اول العبارة(الى كافة الأمهات)،مع ان الصحيح ان توضع
في نهايتها:(الى الأمهات كافة) أن المواطن المعني باعلان او ملصق عليه أن يؤكد مسبقا ويتأكد لاحقا،من سلامة صياغة اعلانه او
ملصقه وطباعته ومن ثم تعليقه أو تثبيته أو الصاقه في الأماكن المناسبة والخالية من أية تنبيهات أو توضيحات أو بيانات تهم
المواطنين جميعا،وعليه أن يتابع أمر ازالة اعلانه المؤقت بعد فوات أوانه ومضي وقته،وهو مكلف بواجب ازالة اية تشوهات أحدثها
ملصقه.
dfaisal77@hotmail.com