Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Aug-2017

تماسك ‘‘اتفاق عمان‘‘: جهود دولية وضمانة أردنية

 

ماهر الشوابكة
عمان -الغد-  بعد مرور شهر على إعلان اتفاق عمان لوقف إطلاق النار في جنوب غرب سورية، والذي توصلت له كل من الولايات المتحدة وروسيا والأردن في التاسع من الشهر الماضي بشكل فاجأ الجميع، تختلف آراء السياسيين والعسكريين الأردنيين والسوريين في سبب صموده حتى الآن دون خروقات تذكر، بيد أنها تتفق على أن وجود الأردن في الاتفاق كضامن رئيسي، وتأثيره الإيجابي المباشر على الفصائل الجنوبية، كان سببا رئيسيا في نجاح هذا الاتفاق وصموده حتى الآن.  
فيما يبرز أبطال الولايات المتحدة الأميركية للتفاعلات الإيرانية في الجنوب، وإجبارها من خلال نصوص الاتفاق على سحب مليشياتها منه، بالاضافة الى حالة التجاذبات الروسية الايرانية مؤخرا، وهما الدولتان الرئيسيتان اللتان تتصارعان من وراء الكواليس على السيطرة على الأرض السورية، عاملان رئيسيان آخران يفسران حالة صمود الاتفاق حتى الآن.
وهو بعكس منطقتي تخفيف التوتر في الغوطه وحمص، اللتين ابرمتهما موسكو مع فصائل المعارضة في هاتين المنطقتين في القاهرة مؤخرا بوساطة مصرية، وتشهدان خروقات كبيرة تهدد بانهيارهما. 
يأتي ذلك فيما يرهن سياسيون مصير هذا الاتفاق بالعلاقات الاميركية الروسية وتوتراتها في ملفات دولية اخرى، كما حدث قبل ايام بعد تجديد الكونغرس الاميركي للعقوبات على روسيا، ما أسهم في تصاعد التوتر بين القطبين الرئيسيين بالعالم.
وهو ما عبر عنه كبير المفاوضين السوريين في جنيف المحامي محمد صبرة من ان اميركا وروسيا حتى اللحظة معنيتان بنجاح هذا الاتفاق، بيد أن هذا الامر يحتاج الى مراقبة التطورات على صعيد العلاقات الاميركية الروسية، وهل سينعكس التوتر الدبلوماسي بينهما في اي لحظة على مجمل تفاهماتهما، ام سيبقى محصورا في إطاره الدبلوماسي البحت.
واضاف ان وجود الولايات المتحدة والاردن وروسيا كاطراف ضامنة لاتفاق الجنوب جعله اكثر استقرارا، خاصة وانه مبني على تفاهمات بوتن ترامب في هامبورغ.
وقال صبره انه من المبكر الحديث عن حل سياسي ينتج عن هذا الاتفاق، مشيرا الى انه يمكن وضع هذا الاتفاق ضمن سياق إدارة الصراع وليس إيجاد حل له، فالهدف من الاتفاق هو تخفيض مستوى العنف، وهذا شيء جيد لكن الحل هو في مساعدة الشعب السوري على تحقيق مطالبه المحقة، في بناء دولة الحرية والكرامة، الدولة الديمقراطية القائمة على اساس المواطنة.
واضاف ان الحل هو في تحقيق مطالب الثورة السورية، وإعادة إنتاج الدولة السورية بما يتوافق مع مطالب الشعب السوري، وليس مع مطالب وأطماع روسيا وإيران.
في حين اعادت مستشارة الهيئة السورية العليا للمفاوضات وعضو وفد جنيف المفاوض مرح البقاعي، صمود اتفاق الجنوب الى الإرادة السياسية الدولية، مؤكدة بانه لا يمكن أن نتجاهل لعب هذه الإرادة الدور الرئيسي في الصياغات الميدانية للاتفاقات، بما فيها اتفاق الجنوب.
واشارت الى ان توافق فصائل الجنوب بين بعضها اولا والجهات الدولية التي ترتبط بها ثانيا، في اشارة الى الاردن والولايات المتحدة الاميركية، ساعد على صمود هذا الاتفاق حتى الآن.
واضافت ان هذا الاتفاق ميداني عسكري وليس سياسيا، لكن في الوقت عينه لا يمكن التوصل إلى اتفاق سياسي دون حلول وقف إطلاق النار كاملاً، ليس فقط في الجنوب بل على الأراضي السورية كافة.
وفسرت البقاعي خروقات الاتفاق الموازية في الغوطة وحمص بشقين: الأول اقتتال الفصائل فيما بينها، الثاني والرئيس هو تركيز النظام وحليفيه الروسي والميليشياوي الإيراني على إخماد آخر رئة تتنفس الثورة في الغوطة كون موقعها في ريف دمشق، ويمكن أن يشكل تهديداً مستمراً للنظام ويبقيها ناراً تحت الرماد لا تخبو جذوتها.
اما المحلل العسكري والخبير الاستراتيجي الاردني اللواء المتقاعد فايز الدويري فأرجع نجاح اتفاق الجنوب الى ان معظم الفصائل الموجودة في المنطقة التي شملها الاتفاق، تنتسب الى غرفة "الموك" الموجودة في عمان والتي تتحكم بقراراتها ودعمها، مشيرا الى ان وجود الولايات المتحدة الاميركية والاردن بالاتفاق، واللذان يعتبران ضامنين رئيسيين بالاتفاق ساهم في التزام وقف إطلاق النار كونهما ممثلان في هذه الغرفة.
وأشار الدويري إلى عدم إغفال الاتفاق للقلق والهواجس الأمنية لإسرائيل ايضا، وهو ما ساهم في نجاح صموده حتى الآن كونها دولة جوار ومعنية بما يجري على حدودها.
كما أكد أن اتفاق عمان هو الاول من بين اتفاقات تخفيض التوتر او التصعيد في سورية، مشيرا الى ان الخطوة الاولى يجب ان تكون ثابتة وراسخة وناتجة عن دراسة معمقة لطبيعة الأزمة في المنطقة، والا فأن جميع الخطوات اللاحقة ستكون محكومة بالفشل.
أما المحلل العسكري السوري احمد رحال فذهب باتجاه المصالح الايرانية في سورية في تفسير صمود اتفاق الجنوب وتهلهل اتفاقات الغوطة وحمص، مؤكدا ان كل هذه اتفاقات وقف اطلاق النار او تخفيف التوتر التي عقدت حتى الآن، لا تحظى بالموافقة الايرانية، بيد أن ايران يتفاوت تأثيرها في المناطق السورية، ويضعف في الجنوب.
وفسر رحال ذلك ان اميركا موجودة باتفاق الجنوب بالاضافة الى الاردن المدعومة بقوة منها وتملك تأثيرا قويا بالجنوب، فيما إيران تخشى من الغضب الاميركي.
وقال هذا بالاضافة الى ان اسرائيل موجودة في الجنوب وايران لا تجرؤ ان تلعب مع اسرائيل وتخشى الغضب الاسرائيلي، ولذلك اتفاق الجنوب صامد حتى الآن، بينما اتفاق الغوطة وحمص مهدد بالانهيار.
واضاف أن إيران غير موجودة باتفاقات حمص والغوطة ولذلك هي تعمد الى تخريب الاتفاقات، إما من خلال الحرس الثوري أو فيلق القدس او مليشياتها او عن طريق قوات الأسد.
واشار رحال الى وجود حالة من التجاذب والتنافر بين ايران وروسيا حاليا في سورية، مشيرا الى ان روسيا تحاول ان تقدم اوراقها لاميركا والمجتمع الدولي كقوة للسلام، وانها قادرة على فرض ارادتها داخل المربع السوري، ولكن روسيا لا تملك حقيقة على الارض تلك القدرة، وقدراتها الفعلية هي فقط جوية، فيما يسيطر على الارض ايران، ولذلك موسكو هربت من الاستانا، التي يفترض ان تكون مقرا لعقد اتفاقات، وراحت مرة الى عمان، ومرتين الى القاهرة لعقد اتفاقات منفصلة.
أما قائد فصيل تجمع توحيد الأمة فكان له رأي عسكري ميداني في صمود اتفاق عمان، مؤكدا ان النظام حاول مرارا منذ 5 أعوام تحقيق تقدم على الارض، الا انه فشل بذلك عدة مرات، ووجد بالهدنة السبيل الوحيد لتحقيق تهدئة وإيقاف تقدم للثوار في درعا البلد وحي المنشية.
أما اتفاق الغوطة فيرى الفراج ان النظام يحاول اخراج الثوار من جوبر وذلك بالضغط على الغوطة المحاصرة، وهو لا يرغب اساسا في تثبيت الهدنة في هذه المنطقة رغم اعلانها منطقة تخفيف توتر.
أما الناطق باسم مجلس العشائر السورية عمر البنية فبين أن الجنوب يخيف النظام بسبب توحد ابنائه، خاصة وان فصايل الجنوب لهم كلمة واحدة، بالاضافة الى ان الجنوب لا يشهد تداخلات كبيرة، والاردن تمتلك علاقات قوية مع جميع هذه الفصائل.
وقال البنية إنه ولذلك فإن النظام يبحث عن تسوية في الجنوب ولا يريد اي خرق للهدنة فيه، سيما وان موقف أهل الجنوب واضح وهو إسقاط النظام.
وفسر البنية خروقات اتفاق الغوطة في أن إيران تبحث عن مكاسب في دمشق وحمص، التي هي الممر والطريق الى الساحل والمتوسط لتحقيق الهلال الشيعي، وهي لا تريد وقف المعارك قبل ان تحقق ذلك، فيما ايران تخشى من اميركا في الجنوب وهي متلزمة بوقف اطلاق النار من أجل ذلك.