Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Aug-2017

المعارضة السورية.. قوية وقادرة - صالح القلاب
 
الراي - غير معروف ما أستند إليه أحد قادة المعارضة السورية حتى يطلق ذلك التصريح المدوي الذي قال فيه: «إنَّ الحرب مع نظام بشار الأسد قد وضعت أوزارها» فالمفترض أنه كان عليه، قبل أن يزفَّ هذه البشرى لمئات الألوف من الذين أصبحوا من سكان المقابر ولملايين اللاجئين وللذين غير معروفة أعدادهم من نزلاء السجون السرية التي غدت بلا أسماء وبلا عناوين، أنْ ينظر إلى نصفي الكأس.. النصف الفارغ والنصف الملآن ويقيناً أن الوصول إلى كل هذا المستوى من الإحباط ليس هو غير مبرر وفقط بل هو أيضاً خدمة لرئيس هذا النظام الذي يواصل رهانه، إعتماداً على إيران وروسيا وعلى بعض «المؤلفة قلوبهم» على أن الفوز بالنتيجة سيكون إلى جانبه وأنه سينقل الحكم إلى حافظ الصغير كما نقله حافظ الكبير إليه.
 
ربما أنَّ أحد قادة المعارضة هذا لم يتذكر الآية القرآنية التي جاء فيها :»إنْ يمسسكم قرح فقد مسَّ القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين» ولم يدرك أنَّ هذا النظام لا يحسد على ما هو عليه وأنَّ حاله كحال ذلك الذي قيل فيه:»خليفة في قفص بين وصيف وبغا.. يقول ما قالا له كما تقول الببغاء» وأنه: «شاهد ما شافشِ حاجة» وأنَّ صاحب القرار في «القطر العربي السوري» هو أولاً فلاديمير بوتين.. صاحب روسيا الإتحادية وثانياً هو الولي الفقيه في طهران مرشد الثورة علي خامنئي وهو في بعض الأحيان الجنرال قاسم سليماني.
 
عندما إنطلقت إنتفاضة الشعب السوري العظيم من درعا في مارس (أذار) عام 2011، أي قبل أكثر من ستة أعوام، كان نظام بشار الأسد، وليس نظام حزب البعث وذلك لأن هذا النظام لم تعد له منذ «الحركة التصحيحية» عام 1970 علاقة بهذا الحزب، يسيطر على كل موطىء قدم في «القطر العربي السوري» وكان يحصي على السوريين حتى أنفاسهم وكانت مخابراته وإستخباراته متغلغلة في شرايين هذا البلد حتى النخاع الشوكي كما يقال بينما كان جيشه، الذي كان إسمه «الجيش العربي السوري» جيشاً فعلياًّ قبل أن يتحول إلى ميليشيات مذهبية طائفية نسيت هضبة الجولان المحتلة.. والعدو الصهيوني وغدت تتفنن في إضطهاد السوريين سنة وعلويين وإسماعيليين ومسيحيين وأكرادا وباتت ترفع، بدل الشعارات البعثية القومية، شعار:»إلى الأبد يا أسد»!!.
 
أما الآن فإنَّ سيطرة هذا النظام تكاد تقتصر على بعض رقع الجغرافيا السورية وما تبقى فإنه إمّا تحت سيطرة فصائل المعارضة السورية كما هو واقع الحال في إدلب وفي الجبهة الجنوبية – الغربية كلها وفي غوطة دمشق وفي كل مناطق حدود سورية مع تركيا وأيضاً في معظم مناطق حمص وحماه وذلك في حين أن مناطق دير الزور والرقة والحسكة والفامشلي إما تحت سيطرة «داعش» وإما تحت سيطرة بعض المجموعات الكردية المدعومة من قبل الولايات المتحدة الأميركية.
 
إنه لا شك في أنَّ المعارضة قد أستهدفت بالعديد من التدخلات الخارجية وبالكثير من الإختراقات الداخلية منذ اللحظة الأولى لإنطلاقها في عام 2011 وأنها منعت من قبل هذه القوى المتدخلة كلها، وعلى رأسها الروس والإيرانيون وبعض العرب و»الإخوان» وغيرهم، من أن تكون جبهة وطنية واحدة وأن يكون لها جيشها الذي كان بدأ يتشكل في البدايات تحت إسم وعنوان :»الجيش الحر» لكن ومع ذلك فإن القوى الحية في هذه المعارضة قد إستمرت بالسباحة ضد تيارات عنيفة كل هذه الأعوام الماضية وبقيت صامدة وإلى حدٍّ أنه لم يعد من الممكن تجاوزها وعلى الإطلاق وأنَّ حلَّ»جنيف1» وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 والمرحلة الإنتقالية لا يزال قائماً.. وهذا هو ما أتفقت عليه الولايات المتحدة وروسيا الإتحادية رغم إختلافهما على أمورٍ كثيرة ورغم أن بينهما «ما صنع الحداد « كما يقال.