Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Apr-2018

ضبابية المشهد العالمي - غازي خالد الزعبي

 الراي - يشهد العالم وضعا غير مسبوق من عدم الاستقرار والفوضى التي تغذي الصراع الدامي والحروب العبثية المدمرة ، وذلك نتيجة لعوامل متعددة كاستعمال القوة المفرطة لحل المشاكل العالقة ، والتسرع في اتخاذ قرار الحرب والسلم ، وتراجع القيم الاخلاقية التي ينبغي ان تكون في صلب القرار المتعلق بحياة الناس ، وغياب الحوار العقلاني والنوايا الحسنة للالتقاء على كلمة سواء

تشيع روح الامن والسلام والحرية وعدم التدخل في شؤون الاخرين.
ونشوء ظاهرة ارهاب الدول الممنهج والمنظم التي دأبت للخروج على الشرعية الدولية والقانون الانساني لتعمل منفردة وتفرض ارادتها على الاخرين، وتقسم العالم الى اصدقاء واعداء ، وتوهم وجود عدو افتراضي كمبرر لشن العدوان واستباحة حدود الدول، غذى اجندة التطرف وردود الافعال المضادة ، وأشعل نار فتيل البؤر الاقليمية الحية ، وخلق واقعا مريرا يحيل العالم الى مكان لايصلح العيش فيه بالتزامن مع مايعانيه من أوضاع مستعصية كالمجاعات والاوبئة وندرة الغذاء وشح المياه والتفجر السكاني وتغير المناخ وتلوث البيئة.
ومراكز صنع القرار لدى بعض الدول التي أصبحت رهينة لأشخاص قاصرين عن ادراك الحقائق، وتمييز الوقائع عن الامنيات التي تدفع باتخاذ مواقف عدوانية مستمده من نعرات عرقية ونرجسية وبطولية زائفة باسلوب شيطاني ماكر، جعلت قرار الحرب هو الاول بعد ان كان الاخير بتشجيع من تظاهرات غوغائية واحزاب متسلقة للسلطة، لتصب جميعا في نهاية المطاف في مستنقع جرائم ضد الانسانية تمهد لإنفجار الوضع العالمي ودخوله في نفق حقبة صراع وحشي تحت مظلة اسلحة الدمار الشامل والرعب النووي.
والمنظمات الدولية ومجلس الامن الذي اصبح اليوم عاجزا عن القيام بمهامه في رعاية الامن والسلام
الدوليين نتيجة لمواقف بعض الدول التي تستغل حق النقض الجائر لتعطيل قراراته ، وافساح المجال
لإستباحة غياب الشرعية الدولية لمزيد من الممارسة العبثية ، وخلق حالة من اليأس والإستسلام أمام الامر الواقع ، مما يستدعي ضرورة ايجاد منظمات وهيئات ومجالس بديلة متطورة لتجاوز النظام الدولي الحالي المخترق تكون عصية على ثغرات يمكن استغلالها لتمرير سياسات عدوانية تهدد المجتمعات البشرية.
والعالم العربي الاسلامي الذي اصبح مسرحا مفتوحا لنشاط واعمال الدول المارقة والمغامرين الدوليين ، لايمكنه أن يبقى متفرجا أمام هذه الالة الجهنمية التي تهدد كيانه وتستبيح أوطانه وتغتال مواطنيه ، الامر الذي يفرض عليه مواجهة هذه الحالة الشاذة ، وتحمل مسؤولياته للتصدي لهذه المعركة التي فرضت عليه فرضا ولم يسع اليها.