Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    31-Dec-2017

الانفلات الإعلامي وخطاب الكراهية - د. هزاع عبد العزيز المجالي

 الراي - بعد أن دخل الإعلام العربي كغيره في عالم عولمة الإعلام المرئي والمسموع، وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي والشبكة العنكبوتية لتتصفح وتتطلع على أي مادة مكتوبة أو مسموعة أو مرئية، أصبحت العديد من الدول العربية تمتلك محطات تلفزيونية خاصة بها لديها موازنات تضاهي موازنات دول تمتلك جيشاً من الكوادر الإعلامية والفنية والخبراء والمستشارين تنتشر مكاتبها في شتى بقاع العالم، تحرص في برامجها الإخبارية أو في برامجها الحوارية السياسية وغيرها على ايصال أفكار وأراء تتفق والتوجهات السياسية للدول المالكة لتلك المحطات.

وبما أن الصراعات والأزمات والانقسام السياسي والفكري هي السمة السائدة بين الدول العربية فلم يعد أمر امتلاك المحطات الخاصة
مقتصراً على الدول كما هو حال محطتي الجزيرة المملوكة لدولة قطر، والعربية المملوكة للمملكة العربية السعودية، بل انتقل الحال
إلى ما هو أخطر من ذلك بامتلاك بعض الأحزاب والقوى السياسية المتقاسمة لنظام الحكم في بعض الدول العربية لمحطات إخبارية
خاصة بها تعبر فيها عن أرائها المذهبية والفكرية والسياسية المعادية لبعضها أو الموالية لدول خارجية كما هو الحال في لبنان و
العراق واليمن، وأصبحت تستخدم كوسيلة لممارسة شتى أنواع الاتهام بالخيانة لبعضها لبعض والسب والشتم المتبادل فيما بينها.
لقد نجحت تلك الفوضى الإعلامية في تغذية الخلافات والصراعات الفكرية، فأصبح التشكيك والانقسام الفكري حتى بين طبقة المثقفين
هو السمة السائدة، وأخطر ما تلعبه تلك المحطات المذهبية من دور مشبوه في نشر سمومها الكريهة في مجتمعاتنا وبين شبابنا
جعلهم يتبنون أفكاراً متطرفة دفعت البعض منهم للانتماء إلى الجماعات والميلشيات الدينية المتطرفة والمذهبية التي هي أصلاً أداة
لبعض القوى الدولية والإقليمية التوسعية في المنطقة.
وفي النهاية نقول لا بد لنا في الأردن من العمل التوعوي الجاد على تحصين أبنائنا من هذا السرطان الإعلامي بمزيد من الانفتاح الفكري
العقلاني القائم على أسمى مبادئ الدين الإسلامي والفكر الإنساني المتنور.