Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Jun-2018

كل عام وأنتم بخير

رأينا 

الراي - يحتفل الأردنيون والعرب والمسلمون بعيد الفطر السعيد بكل ما يحمله العيد من معانٍ ودلالات بعد انتهاء الشهر الفضيل الذي يكتنز العِظات والدروس التي على المؤمن التمسك بها والعمل من اجلها مرضاة الله سبحانه وتعالى وتقرباً اليه لنيل رضاه ورحمته وهو ما يدعونا على الدوام للتمسك بأهداب الفضيلة والعمل من اجل عمل الخير ومساندة الضعفاء والفقراء واليتامى وابناء السبيل ومواصلة الدعوة الى التعاون والاخاء ورفض كل محاولات المسّ بوحدتنا الوطنية او العبث بأمن وطننا واستقراره والتضحية من اجله وعدم الاعتماد على الآخرين بقدر اعتمادنا على انفسنا وشد الاحزمة على بطوننا لتجاوز كل الصعاب والتحديات التي تواجهنا وبخاصة على الصعيد الاقتصادي.

في عيد الفطر السعيد يجدر بالاردنيين التوقف طويلا عند الاحداث التي واجهها بلدنا قبل اسبوعين واستخلاص الدروس والعِبر مما استطاع الاردنيون إنجازه خلال تلك الاحداث وما تلاها والتي برهنت اننا شعب قادر على تحويل التحديات الى فرص واننا بوعينا وحكمة قيادتنا ومتانة نسيجنا الوطني قد قدمنا درساً للعالم اجمع بكيفية الجمع بين المطالب الشعبية العادلة وبين الحفاظ على مصالحنا الوطنية العليا وعدم السماح لاحد باستغلال الغضب الشعبي على قرارات حكومية غير شعبية وغير مدروسة والذهاب بعيداً في الانزلاق الى نهج الفوضى والتخريب وتعريض الامن والاستقرار الوطنيين الى الخطر..
في عيد الفطر السعيد تبدو الفرصة متاحة الآن أمام الجميع للمراجعة واعادة النظر في بعض القرارات والأساليب والإجراءات التي اتخذت في المرحلة السابقة والتي ثبت قصورها وان لم نقل عقمها، وبالتالي باتت الحاجة مُلحة اليوم اكثر من أي يوم مضى الى وضع برنامج عمل طويل المدى على أكثر من صعيد ومستوى للتأسيس لمرحلة جديدة منتجة وعملية وأكثر مرونة لمعالجة الاختلالات في التصورات التي حدثت في المرحلة السابقة والتي اضاء عليها كتاب التكليف السامي لرئيس الوزراء د.عمر الرزاز التي بدأت اعمالها رسمياً يوم أمس بعد اداء اليمين الدستورية أمام جلالة الملك.
في عيد الفطر السعيد يتطلع الاردنيون بثقة وأمل وكلهم إصرار على مواصلة العمل بالعزيمة والارادة التي كانوا عليها على الدوام وبخاصة بعد أن ثبت للجميع اننا شعب اكثر وعياً واكثر وطنية واكثر صلابة مما ظن كثيرون عندما شاهدوا جموع الاردنيين في الساحات والميادين تطالب العدالة الاجتماعية ومراعاة ظروف الطبقات الاقل دخلاً والفقراء وعدم المسّ بالحقوق الاساسية للمواطن في الطبابة والتعليم والخدمات العامة دون ان يذهبوا بعيداً في الاستجابة للدعوات المشبوهة على قلتها التي حاولت التخفي خلف المطالب الشعبية العادلة لممارسة التخريب والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة او الاحتكاك بقوات الامن على مختلف اذرعها تلك القوات الوطنية التي تعاملت بأرقى ما يمكن للمرء ان يتصوره مع الاردنيين دون ان يطال أحد من ابناء الشعب اذى او يلحق به ما يمسّ كرامته، الأمر الذي كان موضع تشديد صارم من القيادة الهاشمية الحكيمة بأن مهمة رجال الأمن هو حرية المواطن وضمان حقه الدستوري في التعبير عن آرائه في حرية وبالطرق السلمية والقانونية.
في عيد الفطر السعيد يتوجب على الاردنيين وقد انجزوا بنجاح وفي ارقى اشكال الاحتجاج الحضارية الحرص
على أمن بلدهم واستقراره وأن يواصلوا العمل بهمة وعزيمة لدعم الحكومة الجديدة ومساندتها في جهودها لإعادة العربة الى سكتها الصحيحة وخصوصاً انها تعمل وفق التوجيهات الملكية الواضحة والمحددة التي تقول ليس من العدل ان يتحمل المواطن الاردني تبعات اي تصحيح مالي او اقتصادي.
وكل عام وانتم بخير