Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Jan-2018

الذاكرة الفنية: إيمان التي تزوجت من فؤاد الأطرش و ربطتها الشائعات بفريد
المغرب - الدار البيضاء - رمزي صوفيا  
عرفت السينما العربية في منتصف القرن الماضي نجاحا هائلا لأجمل الجميلات اللواتي تنافسن في الأناقة والدلع وسرقن القلوب فنجحت من نجحت وغادرت الشاشة من غادرتها نحو بيت الزوجية.
 
ومن أشهر حسناوات الفترة أذكر الفنانة إيمان أو "سمراء النيل" كما لقبها العندليب الراحل عبد الحليم حافظ.
نتيجة بحث الصور عن ليلى هلال  مع عبد الحليم حافظ
ولدت ليلى هلال وهذا هو إسمها الحقيقي في سنة 1938 وسط عائلة متوسطة الحال. وكان والدها يحرص على تعليمها مختلف أنواع الرياضات وخاصة رياضة الفروسية وذلك منذ نعومة أظافرها. وعندما شبّت عن الطوق تحولت إلى غادة تفتن الأنظار بجمالها وبشرتها السمراء الدافئة ونظراتها الناعسة، فكان الخطاب يتوافدون على بيت أهلها ولكن ليلى كانت لها طموحات أخرى غير الزواج، فكانت تحلم بأن تصبح طبيبة أخصائية في علم النفس.
 
وعندما كانت في سن المراهقة كانت هوايتها الأكبر هي المشي لمسافات طويلة في الشارع شاردة بنظراتها نحو المستقبل المجهول بالنسبة لها في ذلك الوقت.
 
اكتشفها حسن الامام
 
وذات يوم صادفها مخرج الروائع حسن الإمام الذي كان معروفا باقتناصه للمواهب في كل مكان، وكانت مراهقة لا تتجاوز الخامس عشرة من عمرها فعرض عليها التمثيل في السينما، ولكن ليلى هلال الصغيرة لم تعره انتباها بل هربت منه راكضة نحو بيت أهلها وقلبها ينبض بكل قوة من فرط المفاجأة.
 
 
 
مع فريد الاطرش
 
 
ومرت السنوات بسرعة فائقة لتلتقي بفريد الأطرش في أول فيلم دخلت به عالم السينما وهو فيلم "عهد الهوى" الذي جسدت فيه دور شقيقة فريد وكان الفيلم من إخراج أحمد بدرخان، عن قصة وسيناريو وحوار لألكسندر دوماس الأب، وشاركت فيه الحسناء الراحلة غادة الكاميليا. وخلال تصوير هذا الفيلم أطلق عليها فريد الأطرش إسم "إيمان" وذلك إيمانا منه بموهبتها فاقترن بها هذا الإسم لحد اليوم.
 
خلال تلك الفترة تعرفت عليها بواسطة صديقي عبد الحليم حافظ الذي مثلت معه أنجح أفلامها ووقفت أمامه ليغني لها أعذب الأغاني في الأفلام التي جمعت بينها وبينه وخاصة فيلم "أيام وليالي". وداخل استوديو التصوير حيث كنت في زيارة لصديقي الحميم العندليب الراحل عبد الحليم حافظ وصديقي النجم أحمد رمزي وكانا يمثلان في هذا الفيلم الذي كان من بطولة "ليمو" وهو إسم الدلع الذي كنا نطلقه على عبد الحليم. وجلسنا في زاوية بالأستوديو نرتشف كؤوس الشاي ونتبادل الأحاديث الضاحكة. وفجأة التحقت بنا فتاة في مقتبل العمر يشع وجهها جمالا بلون أسمر دافئ وتتمتع بقوام مثل رشيق ومشية تعبق بالأنوثة، فوقفت احتراما لها لأحييها. ولكن "حليم" جذبني من قميصي بمرح وقال لي ضاحكا: "إجلس يا أخي دي إيمان للي هي من اليوم "سمراء النيل" وضحك الجميع بمرح وجلست معنا إيمان بخفر اوحياء. فصارت إيمان من تلك اللحظة صديقة عزيزة من صديقاتي وصارت تحكي لي الكثير عن حياتها الفنية والشخصية. وكانت سيدة محترمة وربة بيت متميزة. وكانت في تلك الفترة متزوجة من شقيق فريد الأطرش الذي يعتبر صانع نجوميتها الحقيقي. وذات يوم جلست مع إيمان في حوار صحفي شيق بادرتها فيه بسؤال أول كان يتهامس به الكثيرون وقلت لها: "ما هي حقيقة العلاقة التي تربط بينك وبين فريد الأطرش؟ وهل حقيقة أن
 
3
 
الزواج بينك وبين شقيقه فؤاد هو صوري لأن حبيبك الحقيقي هو فريد؟ فانتفضت وكأن السؤال أصابها بصعقة كهربائية وقالت لي: "أستغفر الله العظيم من هذه التهمة التي هي أكبر من مجرد شائعة. من قال هذا الكلام؟ وهل يعتقدون بأنني امرأة ساقطة حتى أتزوج من رجل وأعاشر شقيقه؟ أنا ترعرعت في وسط عائلي محافظ وأعرف قيمة الزواج جيدا. ورغم غيرة زوجي فؤاد الأطرش علي فإنني أواصل مسيرتي السينمائية مع احترامي لبيتي ولزوجي فؤاد. وحقيقة علاقتي بفريد الأطرش هي أنني مدينة له بنجوميتي حيث كان هو من أقنع والدي بدخولي للمجال السينمائي. وبما أن والدي كان يثق ثقة عمياء في أفلام فريد الأطرش وكان يعرف قيمتها الفنية الهائلة فقد وافق فورا على مشاركتي في الفيلم الذي بدأت به مسيرتي الفنية مع فريد. وخلال تصوير هذا الفيلم تعرفت على شقيقه الأكبر الذي كان يدير أعماله ويجهز له كل عقوده وكان الزواج الذي لا زال لحد اليوم رغم المشاكل الكثيرة التي أتخبط فيها بسبب غيرة فؤاد وعدم رغبته في الإنجاب مني. ومن الممكن أن يكون هذا هو سبب طلاقي منه في يوم من الأيام" وسألتها: "وعبد الحليم؟ ما هي حقيقة علاقتك به؟" فقالت لي: "أرجوك أن تكتب بلساني بأنني زوجة مخلصة لزوجي و"ليمو" هو صديق عزيز جدا ولكن ما يربط بيني وبينه هو الصداقة فقط مثل علاقتي بأحمد رمزي وعمر الشريف اللذين أستشيرهما في كل صغيرة وكبيرة" وسألتها: "هل أنت مقتنعة بإسمك الفني "إيمان"؟ قالت: "بصراحة أنا مقتنعة أكثر باللقب الذي أطلقه علي عبد الحليم وهو "سمراء النيل" أما إسم إيمان فلم يجعلني أبدا أنسى إسمي الحقيقي الذي كنت أفضله والذي أتمنى من الله أن يمن علي بطفلة أطلقه عليها" فسألتها: "بكل صراحة، مع من ترتاحين أكثر في أفلامك: عبد الحليم حافظ أم فريد الأطرش؟" فسكتت قليلا ثم قالت لي: أنت طلبت مني الصراحة وأنا سأقول لك بأن نجاحي وشهرتي لم
 
يتحققا بشكل هائل إلا بعد وقوفي أمام عبد الحليم حافظ الذي غنى لي "عشانك يا قمر" كما غنى لي "أنا لك على طول". وسأقول لك سرّا كبيرا هو أنني كثيرا ما كنت أنسى الحوار الذي يجب أن أقوله عندما يقف أمامي عبد الحليم ويغني وهو ينظر في عيني. ساعتها كنت أصاب بما يشبه الشلل فأفقد كل حرف من حروف الحوار ونضطر لإعادة تصوير المشهد من جديد بعد أن أسترجع رباطة جأشي"
 
 
 
غيرة فؤاد الاطرش
 
4-
 
ومرت السنوات تباعا وشاء القدر أن تتطور نجومية إيمان لتتلقى عرضا مغريا للمشاركة في فيلم ألماني خلال سنة 1958 تحت عنوان "روميل ينادي القاهرة" من إخراج فولفانج شريف. وكانت إيمان تجسد فيه شخصية حكمت فهمي التي كانت ممثلة وراقصة استعراضية  مصرية اشتغلت كجاسوسة لحساب المخابرات الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية. وفي هذا الفيلم نجحت إيمان نجاحا باهرا حيث تمّ تكريمها في نفس السنة كواحدة من أفضل الممثلات في العالم. ولكنها كانت قد أدت رقصة تطلّبتها مشاهد الفيلم، فكانت تلك الرقصة هي سبب هياج زوجها فؤاد الأطرش بشكل كاد أن يتحول إلى كارثة حيث أطبق على رقبتها بعنف وكاد أن يخنقها لولا تدخل شقيقه فريد الأطرش الذي خلّصها من قبضته في آخر لحظة. وكانت تلك هي آخر لحظة في زواجهما حيث انفصلت عنه بعد زواج عمّر لمدة ست سنوات.
 
وواصلت إيمان حياتها بعيدا عن فؤاد وعصبية فؤاد حتى التقت سنة 1960 شابا ألمانيا وسيما يدعى ماكس شيلدين ويعمل مهندسا معماريا وخبيرا في الديكور إلى جانب كونه آنذاك القنصل الشرفي لمدينة ميونيخ. وكان لقاؤها به خلال حفل كانت قد أقامته زوجة منتج الفيلم. فدبّ الحب من أول نظرة إلى قلب إيمان وقلب ماكس ليدخلا في قصة غرامية قوية توجاها بالزواج في سنة 1962 بعد أن أشهر ماكس إسلامه.
 
 
 
 حياتها الزوجية  مع الالماني
 
5-
 
 وهنا انتهت الحياة السينمائية لسمراء النيل إيمان لتبدأ حياتها الزوجية بسعادة فائقة حيث رزقت من ماكس بثلاثة أبناء وعاشت معه بعيدا في ألمانيا ونسيت تماما أنها كانت في يوم من الأيام نجمة ذائعة الصيت. ويحمل كل واحد من أبناء إيمان وماكس إسمين الإسم الأول عربي والثاني أجنبي، وهكذا تحمل ابنتها الكبرى إسمي ليلى وكاثرين وابنها الأوسط إسمي هلال وتوماس  وابنها الأصغر إسم ماكس فقط.
 
ورغم الحياة السعيدة التي تعيشها إيمان في ألمانيا فقد ظلت بلادها حاضرة في قلبها وظلت صديقة وفية لأصدقائها وصديقتها في الوسط السينمائي المصري فكانت دائمة السؤال عن عبد الحليم حافظ خلال فترة مرضه وعندما اشتد به المرض وسافر نحو لندن في مطلع ربيع 1977 للعلاج هناك، لحقت به مع زوجها ماكس الذي تجمع بينها وبينه ثقة واحترام هائلين وجلست إلى جانب سرير عبد الحليم تذرف الدموع الحارة وتقول للنجوم الذين كانوا هناك "عبد الحليم راح..عبد الحليم راح" وفعلا لم تمر سوى ساعات قليلة حتى أعلن الأطباء عن وفاة عندليب الأغنية العربية فانهارت إيمان حزنا عليه. وظلت لمدة طويلة حزينة على وفاته.
 
وقبل وفاة عبد الحليم حافظ كانت إيمان قد صدمت يوم وفاة فريد الأطرش وقالت وهي تنعيه أمام الجميع: "فريد كان هو سندي لما كنت أعاني من قسوة أخوه فؤاد"
 
وظلت إيمان حاضرة بقلبها كلما احتاجها فنان أو فنانة يمر بضائقة مالية إلا ووجدها ترسل له مبلغا يفك به أزمته دون أن تذكر ذلك لأي شخص.
 
وكثيرا ما زارها الفنانون والفنانات في ألمانيا فوجدوا منها الترحيب وحسن الاستقبال كما لاحظوا بأنها تحافظ في بيتها على العادات العربية بحيث جعلت زوجها يعتاد على الأكل الشرقي إضافة لديكورات بيتها الفخم التي استوحتها كلها من جمال الذوق العربي.