Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Nov-2016

المكون الأردني الفلسطيني خارج حسابات المناصب العليا


القدس العربي
قد يحتاج البرلماني الأردني المخضرم عبد الكريم الدغمي لحظوظ سياسية إضافية لكي يصعد الدخان الأبيض المرتقب لصالحه في انتخابات رئاسة البرلمان الأسبوع المقبل بالرغم من أجواء التفاؤل التي يثيرها صعود دخان أبيض غامض من إحدى مناطق مدينة المفرق شرقي البلاد حيث يعتبر الدغمي الممثل الأول والدائم بلا منازع أو منافس.
الدغمي قالها مبكراً لـ«القدس العربي»: نعم أنا مترشح لرئاسة المجلس ولا يمكنكم حسابي على الصف العشائري أو المحافظ فقط وسأواصل حتى النهاية.
وقتها كان الدغمي يعلق على عبارة تحليلية في «القدس العربي» تصنفه في مستوى التيار المحافظ الكلاسيكي وهو ما نفاه الرجل بكل حال مؤكداً على ترشيحه للموقع الأهم برلمانياً بالرغم من كل ما يقال ضده داخل وخارج أروقة الدولة.
مشكلة الدغمي الوحيدة في هذا الترشيح المثير للجدل رغم الإقرار بقدراته التشريعية والقيادية قد تكون مع اقطاب في مركز ومطبخ القرار.
لا يبدو واستناداً إلى ما يصدر من مطبخ رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي ان السلطة التنفيذية ستكون «مرتاحة» لو أصبح الدغمي رئيساً للبرلمان.
مقربون من الملقي يشيرون الى انه أسمع جميع المرشحين «كلمات معسولة» وتجنب الوعد والإفتاء مع إشارة ملموسة إلى ان اتجاه حكومته مضاد لترشيح الدغمي.
في مقايسات المرشح البارز للموقع نفسه عاطف طراونة ثمة منافس وحيد له على الأرجح سيكمل للنهاية هو الدغمي .
الطراونة على نحو أو آخر لا يقر بمنافسين أقوياء خصوصاً بعد استبعاد ترشيح النائب مازن القاضي وعلى أساس ان بادية الوسط تترأس مجلس الأعيان عبر شيخ مشايخ بني صخر فيصل الفايز ومن غير المألوف ان يترأس بدو الشمال عبر رمزية القاضي رئاسة مجلس النواب ايضاً.
وكما فهمت «القدس العربي» من الطراونة نفسه فترشيحه مستند إلى كتلة برامجية تم تشكيلها مؤخراً وتستعد للتحالف مع كتلتين جديدتين وإلى برنامج شامل وكامل .
في أروقة السلطة لا يتردد كثيرون في الإشارة الى أن «كلفة «دعم خيار الطراونة «كبيرة جداً»، تلك حجة غامضة تقال دوماً ضد الرجل وبغموض والتباس وبدون مواجهة مباشرة معه.  لكن الطراونة يطالب عبر «القدس العربي» من لديه شيء محدد ضده لمواجهته شخصياً وفوراً وبدون ثرثرة.
في منطقة أعمق تطال «الذرائع المناطقية والعشائرية» حالة ترشيح الطراونة فقريبه وابن عشيرته الدكتور فايز طراونة يجلس مسترخياً للعام الرابع على التوالي في كرسي رئاسة الديوان الملكي وترشيح مواطنه لرئاسة البرلمان قد يعني لاحقاً تقليص فرصته في البقاء في الموقع نفسه ضمن سياقات المحاصصة المستقرة في وجدان المؤسسة البيروقراطية منذ نصف قرن.  معنى ذلك ان فايز الطراونة له مصلحة في إبعاد عاطف الطراونة.
وأن رئيس الوزراء هاني الملقي المصنف بدوره جغرافياً وديموغرافياً على مكونات الشمال الإجتماعية له مصلحة في إبعاد ترشيح شخصيات مثل القاضي والدغمي ما دام ابن إحدى محافظات الشمال قد اصبح مؤخراً رئيساً لهيئة الأركان وهو الجنرال محمود فريحات فيما يترأس سلطة القضاء ايضاً أحد ابرز شخصيات شمالي البلاد وهو المحامي والوزير هشام التل.
ومع وجود الطراونة رئيساً للديوان الملكي والدكتور خالد كلالده رئيساً لهيئة الإنتخاب خلفاً للمحامي رياض الشكعة يصبح «تمثيل محافظات الجنوب» مستقراً وكافياً في أعلى ستة مناصب في البلاد في إدارة الدولة العليا خلافا لجهاز المستشارين والمؤسسة الأمنية، الأمر الذي قد لا يساعد مرشح الإسلاميين الدكتور عبدالله العكايلة.لا يعرف العامة في الأردن مثل هذا التوزيع العمودي والأفقي للمناصب والمواقع العليا على اساس جهوي وأحياناً ديمغرافي وعشائري.
لكن في عمق مستويات الإدارة يتعامل الجميع وبدون استثناء على اساس مثل هذه التقسيمات خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالمناصب العليا ورؤساء السلطات الدستورية.
وسط هذه «الترنيمة» المتعلقة بمكونات المجتمع والتي لا يمكن الإقرار عموماً بجديتها وإنتاجيتها يكتشف الجميع بأن المكون الأردني الفلسطيني والذي يمثل نصف المجتمع تقريباً خارج حسابات المناصب العليا تماماً على الأقل وفقاً للوضع الحالي وبعد خروج الشكعة من رئاسة هيئة الانتخابات وطاهر المصري من رئاسة الأعيان.
هو على كل حال وضع ينطوي على «خلل» من الصعب تداركه أو تجاهله تماماً خصوصاً مع تنامي شعور ممثلي بعض المكونات الاجتماعية بالإقصاء والتهميش.
الملموس الآن وببساطة شديدة وقياساً باللغة التي يتحدث بها اصلاً علية القوم وليس المجتمع ثمة فرصة يتيمة في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر لتعديل وتصويب الأوضاع لأن المنصب الرفيع المتبقي هو حصرياً رئاسة مجلس النواب.
هنا تحديداً قد يبرز دور المترشح الأبرز للموقع نفسه حتى الآن وهو النائب احمد الصفدي احد ابرز رموز المجلس منذ عام 2007 والمحسوب تماماً على طبقة رجال الدولة والنظام وقد سبق له أن اكتسب خبرات اضافية في السياق عندما كان نائباً لرئيس المجلس لمرتين على الأقل مع قدرة على الاستقطاب.
وسط هذه الحسابات المغرقة في الحساسية الاجتماعية يستعد نواب الأردن لانتخاب رئيسهم في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر ويترقب الجميع صعود الدخان الأبيض المرجعي لكن بصفته السياسية هذه المرة وليس صفته الجيولوجية كما يحصل منذ 15 يوماً في موطن النائب الدغمي في المفرق شمالي البلاد.