Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-May-2017

رؤية الملك الشاملة في قمة الرياض - فيصل ملكاوي
 
الراي - حمل خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني الى القمة العربية الاسلامية الاميركية في الرياض الرؤية الاردنية الشاملة لقضايا وتحديات المنطقة المتعددة في وقت تدخل فيه العلاقات العربية الاسلامية مرحلة تمثل عودة قوية للعلاقات العربية الاسلامية مع الولايات المتحدة الاميركية وادراك حيوي للرئيس الاميركي الجديد دونالد ترمب وادارته بانه لا يمكن الانسحاب وترك الفراغ في المنطقة اذ ان مثل هذه الحالة ثبت عدم جدواها بل انعكاسها بمزيد من التصعيد والحروب والازمات في المنطقة والذي يتطاير شررها الى العالم كله.
 
خطاب جلالته اعاد مجددا امام قادة الدول العربية والاسلامية وامام الرئيس الاميركي وصفة الحل التي لم تنطلق من فراغ بل بتحديد التحديات الاساسية في منطقة الشرق الاوسط لاسيما وان جل هذه التحديات تقع في قلب العالم العربي والاسلامي وتعاني منها الدول والشعوب والدول العربية والاسلامية وتدفع الاثمان الباهظة من دماء ابنائها ومقدراتها وتشيع فيها المظالم قبل ان تلقي هذه التحديات بظلالها واثمانها على اي دول وشعوب في العالم لكنها ليست بمنأى عن هذه الكلف والتداعيات الناشئة عن ابقاء ملفات الازمات مفتوحة بلا حلول عادلة وحاسمة وشاملة كما هو الحال في القضية الفلسطينية جوهر الصراع في المنطقة والمدخل لحل كافة القضايا والتحديات فيها.
 
وفي اللحظة التاريخية التي تزداد فيها المؤشرات المشجعة على الادراك الدولي خصوصا من الولايات المتحدة الاميركية ورئيسها دونالد ترمب الذي اعلن عزمه الانخراط في حل قضايا المنطقة وتحدياتها والتي تشكل زيارته الحالية الى المنطقة انطلاقة جديدة لهذا الانخراط في ظل تجدد روح العلاقات العربية الاسلامية الاميركية واضفاء روح الشراكة عليها فان جلالة الملك في خطابه الشامل اعاد طرح القضايا والتحديات والرؤية الشاملة للحل التي تشكل مصحلة حيوية ليس فقط للدول العربية والاسلامية وانما ايضا مصلحة مباشرة وحيوية للولايات المتحدة الاميركية ومصالحها ودورها الحيوي في المنطقة التي ثبت لها انه لا يمكن الانسحاب منها او ترك الفراغ فيها.
 
والرؤية الاردنية التي طرحها جلالة الملك في قمة الرياض، وهي الرؤية التي ثبت على الدوام صوابيتها كوصفة للحل والتي توفر ارضية صلبة لمقاربات تعتمد الشراكة في اتخاذ القرار والعمل وجاءت لتعيد التركيز على الاولويات التي لا يمكن البدء بحلها دون التركيز بشكل متزامن وبارادة جادة على مبادئ الشمولية التي تحقق النجاعة للحلول وقطع الطريق على الذرائع والاجندات الظلامية والظالمة والتدخلات في الشؤون العربية التي تريد ابقاء المنطقة في حالة صراع ودم ودمار ترزح الدول والشعوب العربية والاسلامية تحت وطأتها وتدفع كلفها الكبيرة قبل غيرها في اي مكان في العالم.
 
ولم تغفل رؤية جلالته التأكيد في القمة ان الدول العربية والاسلامية هي شريك فاعل يملك الارادة للعمل على حل قضايا المنطقة كافة اذ لديها فيما يخص جوهر الصراع في المنطقة مشروعاً متكامل لإحقاق السلام الشامل والعادل في المنطقة وهو المبادرة العربية للسلام التي اعيد اطلاقها في القمة العربية في عمان وتم طرحها ايضا على طاولة الرئيس الاميركي في البيت الابيض في زيارة جلالة الملك رئيس القمة العربية والقادة العرب الذين قاموا بزيارة الولايات المتحدة ومجددا اعاد طرحها جلالته في خطابة امام الرئيس الاميركي في قمة الرياض بتوافق واتفاق عربي واسلامي كامل على ان هذه المبادرة تقدم مشروع السلام والشريك وتحقق السلام الشامل والاستقرار لكافة دول المنطقة ومنها الى العالم ايضا.
 
هذه المبادرة التي بحاجة الى شريك على الجانب الاخر في اسرائيل، ما زال غائبا بل رافضا لها، ويواصل فرض الوقائع على الارض ومواصلة الاستيطان وقبل كل ذلك رفض الاقرار باسس السلام التي تقول على حل الدولتين باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية رمز السلام وجوهره التي تشكل الوصاية الهاشمية عليها ركنا اساسيا لحمايتها وحماية مقدساتها ومكانتها الجوهرية في احلال السلام والتوصل اليه.
 
شمولية الرؤية الملكية والتي كانت حاضرة في كل المناسبات بل وطرحها الملك مبكرا قدمت ومازالت تقدم بكل قوة وجهد بضرورة شمولية العمل لمكافحة الارهاب والتطرف واسقاط الاجندة الزائفة لهذه الآفة وانهاء اي فرصة للظلاميين في اختطاف القيم والقضايا العادلة تحت ذرائعها بل ومحاولة اختطاف رسالة الاسلام السمحة لفئة وصفها جلالته بدقة انها ليس على هامش الاسلام وحسب بل هي خارجه تماما في ابشع صورة لخوارج العصر في الظلامية والاجرام والفضائع.
 
هذه الشمولية تقتضي العمل الفوري مع هذا الزخم في العلاقات العربية الاسلامية الاميركية والذي سيتردد صداه الى العالم والعمل على مختلف الجبهات وتحت راية واحدة وبارادة جماعية صلبة عسكريا وفكريا واستخباريا مترافقا مع هذه الحرب الشاملة حل قضايا المنطقة و على راسها القضية الفلسطينية ليحل السلام الشامل والامن والاستقرار للمنطقة وما يتعداه على العالم باسره.
 
الرؤية الملكية هي وصفة نجاح عادلة وشاملة وعملية ايضا، والايجابي انها كانت محط اتفاق في القمة العربية الاسلامية الاميركية ويبقى ان تحقق الشراكة التي تم الاتفاق عليها في قمة الرياض الى أجندة عمل تنفذ بجدية و بلا تردد خلال المرحلة المقبلة حتى لا تضيع الفرصة مجددا.