Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Dec-2017

صندوق دعم البحث العلمي قصة نجاح يجب ان تستمر - د. محمد القضاة

الراي - في العيد العاشر لصندوق دعم البحث العلمي نستذكر البدايات والانجازات والمشاريع البحثية الكثيرة التي دعمها الصندوق وغدت حقيقة ناصعة في مجتمعنا الاردني، لا اريد ان اتحدث عن ادارات الصندوق المتتابعة التي اسهمت جميعها في دفع الصندوق الى الامام، ولا عن دعم وزراء التعليم العالي الذين دعموا الصندوق بوتيرة مستمرة، وإنما الحديث عن نقطتين أساسيتين؛ الاستقلالية والابتكار، وهما لب النجاح والاستمرار.

 
والسؤال المنطقي ما الذي دفع لجنة هيكلة المؤسسات المستقلة لإلغاء استقلالية الصندوق وإعادته مديرية داخل وزارة التعليم العالي في وقت يسجل فيه الصندوق النجاح تلو النجاح؟ ولعل المشاريع العلمية التي يدعمها الصندوق من خلال لجانه العلمية المتعددة تؤكد مدى الحاجة للابقاء على استقلالية الصندوق؛ خاصة أنّ وزير التعليم العالي الحالي وراء إعادة تسمية الصندوق لكي يتواءم مع متطلبات الحياة العلمية ومتطلباتها العصرية، والتي تنطلق من الابداع والابتكار وكل شيء جديد يضيف للمعرفة الانسانية والتميز الذي يرغب به الصندوق، وبالتالي لا يجوز مقارنة مؤسسة علمية بحثية ناجحة تحقق شروط التنافسية الدولية بمؤسسة خدمية، ولذلك من المؤمل على مجلس الوزراء والمعنيين بتطوير البحث العلمي ان يبقى الصندوق متمتعا بالاستقلالية، ووفقا لاخر دراسة للبنك الدولي حصل الصندوق على المرتبة الرابعة بحثيا على كافة الدول العربية، وهذا يؤكد ضرورة الحفاظ على استقلالية الصندوق لكي يستمر في اداء دوره على أكمل وجه؛ خاصة أنه لم يخضع لأي مخالفات طيلة فترة عمله، والصندوق منذ انطلاقته يهدف إلى تشجيع البحث العلمي في المملكة ويدعمه ويرفع مستواه؛ خاصةً البحث العلمي التطبيقي الموجه لخدمة المجتمع وتنميته وحل مشكلاته، وتوحيد الجهود العلمية والبحثية في مؤسسات التعليم العالي، وتوجيه الباحثين نحو البحوث العلمية الأكثر فائدة لتلبية حاجات المجتمع الأردني، وتقديم الدعم المالي لمشروعات البحث العلمي التي تقدمها الجامعات الأردنية والمؤسسات العامة والخاصة ذات العلاقة، ومنح الباحثين المتميزين جوائز عما يقدمونه من بحوث مميزة، ودعم إصدار المجلات العلمية الأردنية المتخصصة والمُحكمة، والاسهام في دعم المؤتمرات العلمية المُحكّمة التي تعقدها الجامعات الأردنية والمؤسسات ذات العلاقة داخل الأردن، إضافة إلى تقديم المساعدة لحل المشكلات الفنية التي تواجهها المؤسسات والشركات الأردنية لتطوير صناعتها ومنتجاتها وخدماتها وتمكينها من تحسين قدراتها التنافسية بالتعاون مع الجامعات الأردنية، والتعاون مع الهيئات المحلية والعربية والمنظمات العالمية والدولية للتنسيق في مجال دعم البحوث العلمية والتطوير التقني، وتقديم الدعم بما يخدم توظيف العلوم والمعارف في البحوث العلمية لتطوير التكنولوجيا وتوجيهها إلى حل المشكلات بما في ذلك مراكز البحوث وحاضنات الأعمال القادرة على تطوير الإبداع وتسويق نتائج البحوث العلمية، وتشجيع الشركات والمؤسسات الوطنية على المزيد من الإنفاق على نشاطات البحث والتطوير، وغيرها من الأهداف.
 
يسعى الصندوق الى تطوير البحث العلمي في مجالات استراتيجية ذات تأثيرات كبيرة على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الأردن، وبناء البحث وتقويته لتمكين الأردن من المنافسة على المدى البعيد لاسيما في مجالات الطاقة والمياه والبيئة والتطبيقات التكنولوجية، وعند النظر في حجم المشاريع المقدمة للصندوق نجد سياسة الصندوق تنسجم مع دعوات الملك عبداالله في دعم البحث العلمي وإيمانه بان البحث العلمي عصب تنمية الدولة وتطورها في مجلات الحياة كلها. ولذلك ينطلق الصندوق من رؤية أن الأمم المتقدمة لم تصل إلى ما وصلت إليه إلا من خلال دعم البحوث العلمية والإفادة من نتائجها. ومما يحسب للوزير انه قاتل لاجل انجاز القانون الجديد حيث اعاد تسمية الصندوق واعاد نسبة ال 1 %من ارباح الشركات الخاصة مما يوفر للصندوق عدة ملايين سنويا تساعد الصندوق الاستمرار في دعم مشاريعه العلمية.
 
ان الاستثمار بالبحث العلمي من شأنه أن ينعش قطاعات الدولة الاردنية كلها، فضلا عن دوره المهم في بناء مستقبل هذه الأجيال، ولذلك لا بد من نشر ثقافة البحث العلمي لترسيخ قيم علمية نوعية، تنطلق من ثقافة وطنية عالية تراعي مصلحة الوطن وتعترف أنّ التقدم والرقي الإنساني لا يتحقق دون بحث علمي حقيقي ينعكس في مفاصل المجتمع كله. وحين أتوقف عند صندوق دعم البحث العلمي الذي يفتح أبوابه سنويًّا لدورتين بحثيّتين يستقبل فيهما مشروعات البحوث العلميّة المتنوّعة والإنسانيّة، فإنني أشعر بالاعتزاز لانفتاح الصندوق على مختلف الانشطة البحثية والرغبة الحقيقية في دعم الباحثين والبحث العلمي، وللحقّ فقد اطّلعت إدارة الصندوق وناقشتُ مرّات ومرّات سياساتِ البحث العلميّ في الصندوق والفرص المتاحة أمام الباحثين، فوجدتها جادّة وعمليّة وعلميّة؛ إذ تنظر إلى الباحثين بموضوعيّة، تحدوها الرغبة الصادقة في خدمتهم على اختلاف توجّهاتهم.
 
وهنا يجب عليّ أن أسجّل لوزير التعليم العالي والبحث العلمي ولمديرة الصندوق وللقائمين على الصندوق التقدير والعرفان على الجهود الكبيرة المبذولة لتخطي الصعوبات وتجاوز العثرات، سعيًا منهم إلى تحقيق الأمنيات وتنفيذ الخطط والوصول إلى مراحلَ متقدّمة من التطبيق، والشاهد الدّالّ على ذلك أنّ هناك عشرات المشروعات التي تجاوزت النور إلى الحياة، ومؤمّلاً في الوقت نفسه أن يستمرّ الصُندوق في عطائه المتميّز على جميع الصُّعُد، وأن يحظى بدعم المخلصين من أبناء وطننا الحبيب، لكي يبقى الصندوق المظلة العلمية التي ترعى الباحثين من ابناء الوطن كافة.
mohamadq2002@yahoo.com