Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Dec-2019

مجاز الصحو وقلق الهذيان

 الدستور-حلا السويدات

لا يسكب الشاعر مجازه كما يسكب السكران خمره، بل ينسكب في اللغة ويتمرس فيها لتخلق من نفسها الفينيق، خلقًا كاملًا يتجلى في العبور وليس في قهوة درويش وخمر بوكوفوسكي إلا بوابة، وأفيون، وليسا إلا ألسنة تلعقان التمر جذلًا قبل أكله..
هل (هو) اللغة؟
هو ألا يكون، كما الكائن في الكون، والحادث في الحدث، هو الذي لا يحدث ولا يكون، إلا أنه يجلي ثقل الأشياء، وينمّي الشجر حولها ويبسط تحتها الأرض، ويقيم فوقها السماء بلا أعمدة، هو أن لا يحدث .. إنما يتيح للحدث الحركة التي لا تنتهي، فتضج باللغة، وتريد التعبير، لو رقصًا على حواف المعنى، ودفئًا في حرق الظنون، لو خيبة الظهور، ولذة التخفي في قلق الحدث، وفي فضاء الكون وفي احتمال أن يكون المعنى رغم فراغه، هو من يصحو في نفسه دونما مادة مائعًا وثقيلًا... يرتجف في الرعد... ويبكي مطرًا، ويصير شجرة تنمّي ألف معنى قبل أن تموت، هو، الأجناس كلها التي تهمس على قلق في باطن التأويل، لا هي ظاهر الشكل حين تلح على الظهور، ولا هي ارتعاش الأنامل في برد الشقاء، ولا هي كلّ الذي ينبس به الرضيع عن سرّ السابق المخيف، وعن جنس البَدء المُريب، إنما الأجناس فتح وقافية، وفخر لأبِ الرضيع، بحياةٍ تخدش الصورة، وتنبو على صوت العالِم، بصوت الوجود، وقدرة الحركة، ضمن سكون الأسئلة.
هو أن لا يعيه إلا قلة.
والكثرة، تسير في ظل الحاضرين، في سيرة المسير، التي بدأها الخائن الحائر، صدفةً ينظرون نحو السماء، لحظة الشمس والمطر، فيتبتلون بعيدًا عن الغشاوة، وينظرون أسفل قدمهم كي لا يقعوا خانعين، مذلولينلما يخافونه، لا يخافون من علّهم؛ لأنهم لا يرونه، إلّا قلة، تمرس فيها المجاز، ساحر الكون، فرقصت على مرأى من الموت، وصارت تعربد فوق اللغة، كجندٍ أحرار، لحرب صامتة.
هو لا يكون إلا لمّا تعلو الكائنات، معًا لنظر يُراد، متخلين عن لذاتهم، وعن دغدغة الأرض الحاذقة.