Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Jun-2019

رسالة رفض لصفقة القرن*كمال زكارنة

 الدستور-الاضراب الفلسطيني العام والشامل الذي ساد امس عموم الاراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، يؤكد من جديد الاجماع الفلسطيني الشعبي والرسمي الفصائلي والتنظيمي والحزبي وجميع القوى الفلسطينية على رفض صفقة القرن وجميع الانشطة المرتبطة بها.

ويشكل الالتزام الشعبي العام الذي دعت له قوى فلسطينية متعددة بالاضراب الشامل تعبيرا عن الرفض المطلق لصفقة القرن ومخرجاتها موقفا فلسطينيا عاما منها، ورسالة واضحة موجهة الى جميع دول العالم والمؤسسات والهيئات الدولية، وعلى رأسها مجلس الامن الدولي وهيئة الامم المتحدة، يجدد الشعب الفلسطيني فيها رفضه العام للصفقة والقرارات والاجراءات السياسية والاقتصادية التي سبقت الاعلان عنها والمتصلة بها والتي ستتخذ لاحقا مهما كان نوعها وشكلها، وتؤكد تمسك الشعب الفلسطيني بثوابته الوطنية وحقوقه المشروعة، وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف، وحق عودة اللاجئين الى وطنهم وممتلكاتهم ومدنهم وقراهم التي هجروا منها بالقوة، وعدم التنازل عن ذرة تراب من ارض الوطن، مهما بلغ حجم الضغوط والتحديات.
وعبر الشعب الفلسطيني في هذا الاضراب الذي يعتبر، اول ردة فعل شعبية عارمة بهذا الحجم على صفقة القرن التصفوية، عن التفافه الكامل حول القيادة الفلسطينية الرافضة للصفقة منذ البداية ووقوفه خلفها ودعمه لقراراتها واجراءات التي اتخذتها وتتخذها في التصدي لهذه المؤامرة التصفوية الخطيرة التي تستهدف فلسطين ارضا وشعبا وقضية.
يدرك الشعب الفلسطيني ان امامه فرصة تاريخية ربما لن تتكرر في المدى المنظور، تتمثل في الصمود في وجه المؤامرة الحالية التي تحاك ضده، فاذا صمد وصبر وتحمل، فإن آفاق المستقبل سوف تفتح امامه وسيصبح اقرب من اي وقت مضى من امكانية تحقيق اهدافه واحلامه الوطنية، لان صموده يعني افشال المؤامرة واسقاطها، والحفاظ على الحقوق السياسية والجغرافية والديمغرافية والاقتصادية والانسانية.
وهو يوجه رسالة للعالم يؤكد من خلالها، بأن الوطن لا ثمن له، والاوطان لا اسواق لبيعها، ولا معارض لمزادات علنية بخصوصها، وان الوجود البشري مرتبط في الاساس بوجود الوطن الذي يعني الكرامة والشرف وكل شيء في هذه الحياة.
حروف الرسالة التي كتبها الشعب الفلسطيني امس، تقول ان لا خيار لنا الا البقاء على ارضنا اعزاء كرماء، او الفناء والغوص الى قاع الارض ننزرع في قبورنا بشرفنا وكرامتنا، رافضين كل الاغراءات المادية ومحاولات الاقناع السياسية التي تهدف الى انتزاع الارض من اصحابها الشرعيين القابضين عليها وعلى جمر الاحتلال.
الخطر الداهم الذي يجتاح القضية الفلسطينية في هذه المرحلة، يستنهض القوى والهمم الفلسطينية ويوحدها، في صفوف متراصة تذكرنا بسنوات الانتفاضة الاولى التي شكلت معجزة القرن العشرين النضالية المتميزة على مستوى العالم عندما اتحد الجميع في مقاومة العدو المحتل، واثبت الشعب الفلسطيني قدرات فائقة على مواجهة الاحتلال وهزيمته وتحطيم اسطورة الجيش الذي لا يقهر، رغم محدودية الامكانات وبطش المحتل.
ربما يكون الشعب الفلسطيني وضع برنامجا تصعيديا متكاملا، يتزامن ويتناسب مع التحرك الامريكي الاسرائيلي، سياسيا واقتصاديا.