Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Sep-2017

الحرب القادمة! - رجا طلب
 
الراي - إذا ما أجرينا تحليلا لمضمون الصحافة الإسرائيلية خلال الأسبوعين الماضيين من أخبار وتعليقات ومقالات، سنجد أن أجواء الحرب تسيطر عليها وعلى العقول الإستراتيجية الإسرائيلية، وسنجد أن الأفعال على الأرض تُبرمج في تناغم كبير مع تلك الأجواء. فيوم الثلاثاء الماضي بدأ الجيش الإسرائيلي اكبر مناورة له منذ عقدين على الحدود الشمالية مع لبنان، ومما تسرب عن هذه المناورة أنها ستحاكي تماما احتمالية مواجهة بين إسرائيل من جهة وإيران وحزب الله من جهة أخرى على الاراضي اللبنانية، وكان من الواضح ان التخطيط لهذه المناورة المسماة «نور داغان» نسبة لمدير الموساد السابق «مئير داغان» قد خطط لها منذ وقت ليس بقصير لكونها مناورة يشارك فيها فيلق من كافة صنوف الاسلحة في الجيش الاسرائيلي بحسب معلومات صحيفة «يديعوت أحرونوت»، وبخاصة قوات هندسية من وحدة القوات الهندسية للمهمات الخاصة، ومن وحدة «عوكتس» وهي فرقة تستخدم الكلاب البوليسية في مهمات عسكرية، كما سيزود كل قائد لواء بطائرة من دون طيار من طراز «سكاي رايدر»، وستشارك في التدريبات أيضاً قوات من شعبة التكنولوجيا واللوجستيك بحجم أكبر مما جرت عليه العادة منذ 20 عاماً، وذلك للتدرب على تزويد القوات بالمعدات الضرورية من خلال استخدام مئات المركبات ووسائل الشحن من بينها وسائل نقل جديدة مثل شاحنات من دون سائق من نوع هامر أتوماتيكية، واستخدام أشخاص آليين في نقل العتاد، والامداد من الجو، واستخدام الطائرات من دون طيار في مهمات لوجستية.
 
المناورة المذكورة لها عنوان سياسي مهم للغاية مفاده ان اسرائيل لن تسمح ببقاء نفوذ خطير لايران في سوريا ولبنان عبر حزب الله بعد التوصل لمعادلة سياسية ما تنهي الصراع داخل سوريا، ومعنى انها لن تسمح يعني انها جاهزة لخوض حرب ضخمة على جبهة الجولان بالاضافة لجبهة جنوب لبنان، وهو الامر الذي جعل عددا من الكتاب في اسرائيل يطرحون اسئلة استراتيجية ومن ابرزها ما طرحه الكاتب والمحلل السياسي إيال زيسر، ونائب رئيس جامعة تل ابيب في مقال له في صحيفة «اسرائيل اليوم» (أنه إذا كان هدف إسرائيل في مواجهة مستقبلية مع حزب الله يتلخص بالمحافظة على الوضع القائم وإعادة الهدوء المتوتر والمتزعزع على طول الحدود، مع التسليم باستمرار تعاظم قوة الحزب ومؤيديه في لبنان، فإنه من الأفضل لها توظيف جميع جهودها لمنع وقوع حرب جديدة).
 
طبول الحرب التى يقرعها الاسرائيليون ليست حربا نفسية فحسب بل في تقديري هي تهيئة نفسية للمجتمع الاسرائيلي لخوض حرب حقيقة شاملة ضد ايران وحزب الله في سوريا ولبنان ولربما في اجزاء من العراق، ويبدوان فشل نتنياهو في اخذ وعد حاسم من الرئيس الروسي بوتين بمنع تشكيل نفوذ ايراني دائم عسكري وامني في سوريا بعد التوصل «لحل سياسي»، وفشله ايضا في الحصول على وعد كهذا من قبل ادارة صديقه دونالد ترامب، دفعه الى التفكير جديا بالاعتماد على عامله الذاتي، وقيامه بالايعاز للجهات العسكرية قبل ايام بقصف موقع للتصنيع العسكري لنوع من السلاح الحساس «لم يكشف عن طبيعته وعلى الاغلب هو نوع من الغازات السامة شديدة الفاعلية».
 
هذه العملية كانت هي الاخرى رسالة غاضبة للرئيس بوتين بالدرجة الاولى ومفادها (بان استقرار الوضع في سوريا هو رهينة اشتراطاتنا الامنية والعسكرية ومن ابرزها ابعاد الخطر الايراني وتوابعه عن حدود الجولان وبغير ذلك فان سلاح الجو الاسرائيلي لن يتوانى عن قصف اي هدف يرى فيه خطرا على اسرائيل).
 
ما يهمنا في هذه المعادلة المعقدة هو «الامن القومي الاردني»، والذي يتطلب جهدا عمليا وعلى كل المستويات المتاحة من اجل ايجاد معادلة توازن بين مصالحنا الاقليمية وعلاقتنا بنظام الاسد وبأركان الصراع الحالي في سوريا وروسيا وواشنطن وعلى ارضية (ان الاردن ليس طرفا في الصراع المفتوح في سوريا)!!
 
Rajatalab5@gmail.com