Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Apr-2014

الانفصال قبل الزفاف: إنقاذ من ورطة أم تدمير لعلاقة يمكن أن تدوم؟
الغد - منى أبو صبح - بعد مرور ستة أشهر على عقد قران أحمد عبدالله (34 عاما) على زميلته في العمل، واتفاقهما على أمور كثيرة لإتمام حفلة زواجهما، فوجئ عبدالله أن زوجته تطلب منه الطلاق لتدخل والدته في أمور عدة بحياتهما أحدها متطلبات الزفاف من اختيار صالون التجميل وحجز الصالة وغيرها.
يقول عبدالله “من هنا وجدت خطيبتي أن بداية تدخل والدتي قد يكون حجر عثرة في حياتنا الزوجية مستقبلا”، منوها إلى أنها أصرت على الانفصال “رغم قيام والدتي بالاعتذار لها، ورغم تدخلات الكثير من المقربين من كلتا الأسرتين لتجنب الطلاق”.
يصف عبدالله تلك التجربة بأنها درس له، وهذه الفترة التي تسبق الزواج هي فرصة للشاب والفتاة لأن يعرف كل منهما الآخر أكثر من جميع الجوانب، رائيا أن الانفصال في هذه الفترة “أفضل منه بعد الزواج”، على حد قوله.
كثير من الشباب والشابات بعد الاتفاق على الزواج وتجهيز ما يلزم للخطبة، وربما بعد عقد القران بفترة قصيرة أو طويلة يقرر أحد الشركاء الانفصال عن الآخر قبل الزواج، ما يدفع للتساؤل من قبل الأهل هل هذا الانفصال أفضل في هذه المرحلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن يقع “الفاس بالراس” وتحمل تبعات وجود أطفال؟ أم أن الانفصال في هذه الفترة تدمير لعلاقة كان يمكن لها أن تدوم؟
سلوى (28 عاما)، التي تعرضت لتجربة الانفصال في الخطبة، ترى أن الانفصال قبل الزواج، على حد قولها، “من النعم العظيمة” حيث يكتشف العروسان مدى تناسبهما، مستدركة “لكن المعضلة الكبرى في مجتمعنا هي كيفية تعرف الطرفين على طباع وسلوكيات البعض دون عقد القران، حيث لا يسمح في عادات غالبية الأردنيين الجلوس مع الخاطب دون عقد قران، وهنا تكون المشكلة، حيث يصبح الانفصال طلاقا رسميا”.
وتروي سلوى تجربتها قائلة: أنا إحدى ضحايا هذه القصص حيث لم يسمح لي أهلي برؤية خطيبي أكثر من خمس دقائق فضلا عن عدم التواصل والحديث معه، متابعة “كيف لي أن أعرف مدى تناسبنا كزوجين قبل عقد القران، وبعد ثلاثة شهور من عقد قراني جلست وتحدثت وخرجت معه وشاهدت منه ما لم يعجبني في شخصيته من بخل وقسوة واستهتار بكرامتي وسلوكيات كثيرة لا أستطيع التكيف معها”.
وتضيف “حين أخبرت أهلي بالموضوع جن جنون أخي الكبير لاسيما وهو صديقه ومديره أيضا في عمله، وأيضاً أمي غضبت غضبا شديدا”، وقالوا: ماذا نقول للناس وكيف سنقابل أهل العريس بعدما جهز الزوج بيت الزوجية، واستطاع كسب ود الأسرة وبقيت أكثر من شهرين أحاول إقناعهم ولم أفلح إلا أنهم لم يستطيعوا إجباري، ولكن غضبهم مني ما يزال حتى هذه اللحظة، رغم أنه مر على قصتي أكثر من عامين”.
ويرجح الاختصاصي النفسي د. خليل أبو زناد أن أسباب الانفصال قبل الزواج كثيرة، ومن أهمها “وضوح” شخصية الطرفين في فترة ما بعد عقد القِران أو الخطبة، حيث تشكل مرحلة “تصادم” في شخصيتيهما المختلفة ويظهر في هذه المرحلة بطريقة واضحة اختلاف النفسيات وعدم التوافق أو العكس.
ويؤكد أبو زناد أنه في صالح الطرفين انكشاف الصور الحقيقية واتخاذ القرار بناء على هذه الحقائق، ويشير إلى أنه بالرغم من ذلك تبقى أمورا لا يمكن أن يعرفها طرف عن الآخر إلا بالعشرة، وأن اختلافات المستويات المعيشية أو التعليمية يظهر في هذه المرحلة وكذلك تدخل الأهل في خصوصيات الزوجين.
وينصح أبو زناد أهل الخطيبين أن يقدروا مشاعر أبنائهم بعيدا عن همهم الكبير في ماذا سيقول الناس وهي المعضلة الكبرى في مجتمعنا، والتي كانت سببا في أفعال كثيرة تحدث عن عدم قناعة لمجرد الحفاظ على الصورة الخارجية بمواصفات معينة.
يقول هاشم (38 عاما) “تقدمت لخطبة فتاة من معارفنا منذ عام تقريبا، واستمرت الخطبة ثلاثة أشهر ثم قررت الانفصال، فوجدت أنها فتاة سطحية ولا نشترك معا بأي حوار، ولا تجمعنا أي اهتمامات مشتركة بالرغم من أنها فتاة خلوقة وطيبة، إلا أن الانسجام معدوم والملل تسرب إلى حياتنا منذ الأيام الأولى للخطبة”.
ويضيف “رغم معاناتي في تبرير موقفي لأسرتي، إلا أن الأمر في النهاية كان لصالحي فالحياة مع الشريك ليس بالأمر السهل، حيث سبق إعلان قرار الانفصال الكثير من التفكير والحيرة والتردد، وأعتقد أن الانفصال في هذه المرحلة أفضل وأسهل منه لاحقا، ولم يشرع فترة الخطبة إلا من أجل إعطاء فرصة لمعرفة كل واحد للآخر”.
من جانبه يشير استشاري الاجتماع الأسري مفيد سرحان إلى أن الحرص على الأسرة يبدأ قبل الزواج أي عند الاختيار، ومع اهتمام الإسلام بالأسرة إلا أنه مع ذلك شرع الطلاق إذا استحالت الحياة الزوجية التي تحقق أهداف الأسرة، والطلاق يجب أن يكون آخر الحلول.
وتشير الإحصائيات، وفق سرحان، إلى أن أعلى نسب الطلاق في الأردن هي قبل الدخول (قبل إتمام مراسم الزواج) وهنالك أسباب متعددة لهذا الطلاق، ومن أبرزها التسرع في الاختيار (سوء الاختيار) من كلا الطرفين إذ لا يتم الاختيار على أسس صحيحة وسليمة ولا يراعى فيه حاجات الطرفين، ومن الأسباب الأخرى الأمور المادية وارتفاع التكاليف، ومنها أيضا تدخل الأهل في فترة الخطبة ونظرا لتزايد أعداد حالات الطلاق قبل الدخول فإنه لا بد من العمل على الحد من هذه الأعداد.
ويتابع سرحان من الوسائل التي يمكن أن تسهم في ذلك الدورات التوعوية للمقبلين على الزواج، حيث يتم المشاركة في دورات للشباب والفتيات لتأهيلهم وإعدادهم للزواج بحيث تتضمن هذه الدورات موضوعات شرعية واجتماعية وقانونية ونفسية كأسس الاختيار والحوار والتعامل مع الطرف الآخر والتعامل مع أهل الزوج وأهل الزوجة والذوقيات وغيرها والحقوق والواجبات وغيرها من الموضوعات.
ويمكن أن تكون هذه الدورات من خلال الجامعات والمؤسسات التعليمية وفق سرحان، أو من خلال المؤسسات الأهلية كما تقوم بذلك جمعية العفاف الخيرية حيث تنظم مثل هذه الدورات مجانا دون مقابل، ومن الاقتراحات الأخرى أن يتم تضمين المناهج الدراسية موضوعات حول الأسرة والزواج لتساهم في توعية وتثقيف الفتيات والشباب وبناء الأسرة. وعدم اللجوء إلى الطلاق إلى كحل أخير بعد استنفاذ وسائل الإصلاح المتعددة.
ويلفت سرحان إلى أن هناك أثرا اجتماعيا للطلاق وخصوصا على الفتاة إذ إن فرصة الشاب المطلق “أكبر” من الفتاة المطلقة من حيث الزواج مرة أخرى، وينظر المجتمع للفتاة المطلقة نظرة “سلبية” حيث يتم تسجيل ذلك في عقد الزواج لكل من الشاب والفتاة.