Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Sep-2017

خفض التصعيد في سورية محور المباحثات الأردنية الروسية

 

ماهر الشوابكة
عمان-الغد-  بعد إخلاء جميع لاجئي مخيم الحدلات في المنطقة الحدودية الفاصلة بين الأردن وسورية إلى مخيم الركبان (70 كلم شرقا)، بدأت تتحقق على الارض شروط البيئة الملائمة لتنفيذ منطقة تخفيض التصعيد الرابعة والتي تتباحث الاردن وروسيا بشأن التوصل لها في البادية السورية.
وشهدت الأزمة السورية حتى الآن التوصل الى ثلاث مناطق لتخفيض التصعيد، كانت الاولى في الجنوب الغربي السوري واعلن عنها في عمان في التاسع من شهر تموز (يوليو) الماضي، وهي الأنجح حتى الآن لأنها جمعت الأطراف الفاعلة الأقوى على الساحة السورية وهي الولايات المتحدة الاميركية وروسيا والاردن، ومهدت الطريق فيما بعد الى التوصل للمنطقتين الأخريين وهما الغوطة الشرقية، وحمص، واللتن جرى التوصل لهما في القاهرة بمباحثات مباشرة بين روسيا والمعارضة، بيد انهما يشهدان اختراقات شبه يومية. 
ورغم أن معارضين سوريين يقرون بأن إخلاء الحدلات يوفر البيئة المناسبة لتنفيذ منطقة تخفيض التصعيد الرابعة، الا انهم يرون فيه انه يصب في مصلحة النظام السوري، على اعتبار ان الاخلاء يعطي صورة بأن من ضد النظام سيعاني التشرد والجوع، وهو ما يراه المحلل العسكري السوري العميد أحمد رحال.
إلا انه في الواقع يعد نجاحا اردنيا خالصا بحسب معارضين آخرين، وهو ما يؤكده الاعلامي والمحلل السياسي السوري عامر شهدا، بانه يأتي ضمن تعهدات حصل عليها الاردن من روسيا البلد الضامن بان لا تتواجد مليشيات ايران الشيعية ضمن المنطقة الحدودية التي ستسيطر عليها قوات الاسد، وهو ايضا ما يفسر الليونة الاردنية في التعاطي مع ملف البادية السورية واصدارها قرار بسحب فصائل المعارضة. 
وقال شهدا بأن اخلاء الحدلات يدلل على ان التوافقات الاردنية الروسية تمتد لخارج منطقة خفض التصعيد الجديدة؛ ولا سيما انه تم اتخاذ قرار بسحب الفصائل المسلحة منها، وتسليمها الى قوات النظام.
وفسر شهدا طلب غرفة الدعم "الموك" من فصائل البادية تسليم مواقعها بانه ياتي مع رسم حدود النفوذ والسيطرة في منطقة الجزيرة السورية، وتحديدا محافظة دير الزور آخر اكبر معاقل تنظيم داعش في شرقي سورية، والتي بموجبها ستكون المنطقة في شمال نهر الفرات لما تسمى قوات سورية الديمقراطية، التي تشكل ميليشيا الوحدات الكردية عمودها الفقري، ومنطقة وجنوب النهر التي ستكون تحت سيطرة  قوات الاسد المدعومة بمليشيات إيران والقوات الروسية؛ ولذلك فان فصائل المعارضة المسلحة باتت محاصرة جغرافيا وعسكريا في المناطق التي تسيطر عليها في البادية.  
وكانت مصادر أردنية قالت لـ"الغد" إن الأردن يحاول ان يحمي مصالحه في المنطقة، من خلال تحقيق وقف لإطلاق النار بين الجيش السوري وفصائل المعارضة على حدوده في البادية السورية، تمهيدا لجعلها منطقة تخفيض توتر، خاصة بعد   
 انقلاب الوضع العسكري الميداني مؤخرا في البادية لصالح الجيش السوري وحلفائه من المليشيات.
وأضافت ان الأردن الذي يتمتع بعلاقات وطيدة مع أغلب فصائل المعارضة السورية في الجنوب السوري بشقيه الغربي والشرقي، يجد نفسه مضطرا وتحت وطأة الخشية من مواجهة أزمة إنسانية، تتمثل بموجة لجوء إلى أراضيه من مخيم الحدلات، إلى التدخل بشكل مباشر لدى الفرقاء، لوقف تدهور الاوضاع العسكرية على حدوده وتداعياتها بهذه المنطقة.
بيد أن العميد رحال يعبر عن خشيته ان تتفاجأ الاردن بأن تكتشف بأن الورقة السورية ليست بيد روسيا بل هي بيد ايران، مؤكدا ان ايران تمارس في الحقيقة التقية السياسية مثلما تمارس التقية الدينية.
وقال ان روسيا في الواقع ليست قادرة على ضبط ايقاع قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الايراني اللواء قاسم سليماني في سورية، وهو ما سيؤدي الى فشل جميع المخططات الروسية بسورية.
واضاف رحال ان منطقة البادية هي منطقة عشائر وكرامتها غالية وان الضغوط التي تمارس عليها ربما ستؤدي الى انفجار كبير غير محسوب.
أما المسؤول العسكري في الجيش الحر العقيد أبو يعقوب فيؤكد ان اخلاء مخيم الحدلات جاء برغبة من فصائل المعارضة ومن يدعمها، حتى لا يكون ورقة ضغط عليها بعد تطبيق منطقة تخفيض التصعيد، خاصة وان معظم سكان المخيم هم من عوائل مقاتلي هذه الفصائل.
وقال إن "انسحاب الفصائل من مواقعها في البادية السورية هدفها الإعداد والتجهيز والتحضير للعودة ثانية الى سورية.
واكد ابو يعقوب ان انسحاب المقاتلين سيتم باتجاه الاردن لاعادة هيكلة الفصائل والتدريب لأعمال عسكرية جديدة.
اما المعارض والناطق الاعلامي باسم مجلس عشائر البادية السورية عمر البنية فيرى ان "اخلاء مخيم الحدلات مرتبط بتنفيذ منطقة خفض التصعيد التي يجري الحديث عنها في البادية السورية"، بيد انه قال بأن" الاخلاء وان كان يطمئن مقاتلي الفصائل على عوائلهم ويبعدهم عن قصف قوات النظام، إلا أنه يصب في صالح النظام السوري، وتم بضغط روسي ودولي".
لكن البنية يعبر عن استغرابه بأن" تضغط الدول بهذا الشكل لتعويم النظام السوري وحتى لو كان على حساب مخيمات النازحين".
ويتابع البنية قائلا "لكن السؤال هل سيكون اللاجئون في الركبان بأمن من النظام؟".
وقال ان النظام يريد إرغام المدنيين في المخيمات على اجراء تسويات معه، وهو ما يكسب النظام الارض والسكان"، موضحا ان النظام يريد ان يوجه رسالة للمدنيين انه افضل من الجوع والعطش والمرض بالمخيمات".