Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Sep-2017

ذكرى استشهاد أبو علي: لا للتكسُّب السياسي ! - صالح القلاب
 
الراي - ما كان على «الرفاق» في حزب الوحدة الشعبية الديموقراطي الأردني أن يزجوا باسم القائد الفلسطيني الكبير الشهيد أبو علي مصطفى في استعراض لا يمكن للكثيرين حتى في أحزاب وتنظيمات المعارضة إلا اعتباره من قبيل «التكسُّب السياسي» فهذا المناضل حقاًّ وفعلاً، مثله مثل الدكتور جورج حبش ومعظم قادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، له كل التقدير والاحترام رغم الاختلاف معه على بعض الأمور والقضايا غير الرئيسية ولعل ما يعرفه هؤلاء «الرفاق» الأعزاء أن استشهاده في رام الله وبالطريقة التي أستشهد بها، أي الاغتيال بالصواريخ، قد آلمت الأردنيين بمعظمهم إن ليس كلهم الذين يعرفونه عن قرب والذين يسمعون به فقط وآلمت الدولة الأردنية ورموزها الرئيسيين.
 
إنَّ هؤلاء «الرفاق» يعرفون أن مكانة هذا المناضل والقائد الفلسطيني الكبير حتى عند الذين يخالفونه في بعض المواقف والآراء محترمة ومقدرة ولذلك ولأن حزبهم، رغم «أُخُوَّته» المعروفة والمؤكدة مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهذا لا يعيبه إطلاقاً، حزبٌ أردنيٌّ فقد كان عليه ألا يزج باسم «أبو علي مصطفى»، الذي هناك إجماع على أنه مناضل فلسطيني كبير تاريخه ناصع وأخلاقه عالية، في عملية استعراضية لا يمكن لكثيرين من رفاق المسيرة الفلسطينية العسيرة إلا اعتبارها تكسباًّ سياسياًّ لا ضرورة له على الإطلاق وإحراجاً للدولة الأردنية التي من المعروف أنها وبدون «منيّة» بقيت تتعامل مع عائلة الدكتور جورج حبش بعد عام 1970 كعائلة أردنية لها حق الإقامة في بلدها وبغض النظر عن كل خلافات ذلك الحين السياسية.
 
لا مشكلة إطلاقاً في إحياء ذكرى استشهاد هذا القائد الفلسطيني الكبير في عمان وفي كل المدن الأردنية لا بل أن هذا واجب وطني وقومي لكن المشكلة أن هناك في هذا البلد عشرات الأحزاب السياسية، الفعلية والوهمية، ذات الإرتباطات الخارجية ومما يعني أنه إذا فتح هذا الباب لحزب الوحدة الشعبية، الذي له ولرفاقه ولإنتماءاته كل التقديرات والإحترام فيجب أن تفتح الأبواب لغيره مما يعني أنَّ السنوات الأردنية ستتحول كلها إلى مهرجانات جماهيرية فعلية أو شكلية وهذا في حقيقة الأمر سيشكل أعباءً أمنية في ظل كل هذه الظروف الإستثنائية التي تمر بها هذه المنطقة.
 
وهكذا فإن الإستجابة لطلب الرفاق الأعزاء في حزب الوحدة ستكون بادرة يجب ألا تحرم منها الأحزاب والقوى وحتى التنظيمات الفلسطينية وإذْ سيصبح من حق حزب البعث، الذي كان يوصف بأنه عراقي وهو وصف غير صحيح على الإطلاق، بأنْ يحيي ذكرى استشهاد، نعم «إستشهاد» صدام حسين وهذا ينطبق على حزب البعث التابع لسوريا كما ينطبق على حركة «فتح» التي قدمت عدداً كبيراً من أعضاء لجنتها المركزية كشهداء وعلى رأسهم الرئيس ياسر عرفات (أبو عمار) وخليل الوزير (أبو جهاد) وصلاح خلف (أبو إياد) وهايل عبدالحميد (أبو رضا) وقبل ذلك سعد صايل (أبو الوليد) وكمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار..وغيرهم.
 
ولذلك.. ويقيناً أنه إذا فتح هذا الباب فإن من حق أي حزب من «أحزابنا» التي إقتربت من الأربعين حزباً أن تطالب هي بدورها بإقامة مهرجانات لرموزها وقادتها الذين تعتبرهم شهداء عند ربهم يرزقون وعندها فإن من حق الإخوان المسلمين «الشرعيين» و»غير الشرعيين» أن يطالبوا بإحياء ذكرى «إستشهاد» مؤسسهم حسن البنا وأن من حق أحزاب وتشكيلات أخرى فعلية ووهمية أن تطالب بمهرجانات «تكسب سياسي» لـ «غيفارا» و»لينيين» و»ماركس» ولـ «تقي الدين النبهاني».. فهل يصح هذا يا ترى؟ ومع التأكيد مرة أخرى على أن الشهيد الكبير أبوعلي مصطفى يستحق التكريم والإحترام والتقدير ولكن بعيداً عن أي استخدام لذكرى استشهاده لأغراض حزبية وسياسية.