Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Jan-2020

فَتح وحَماسْ: عامٌ من «العَدمِيّة» والإفّلاس*محمد خروب

 الراي

فيما تتواصَل إجراءات الثنائي الصهيوني الاستيطاني المتطرف نتنياهو كزعيم لليكود ونفتالي بينيت كقائد لحزب المستوطنين (اليمين الجديد) لقضم وضم ما تبقّى من المنطقة المعروفة «C», والتي هي وِفق «بروتوكولات» أوسلو خاضِعة لأمن وإدارة قوات الاحتلال, بتصميم لا يخشى بالطبع غضبة سلطة رام الله أو يعير أهمية لبيانات التنديد المُتكررة التي تُصدرها، وفيما تستعد حركة فتح/ السلطة لـِ«الاحتفال» بالذكرى «25» لانطلاقة ما كان ذات يوم موضع اعتزاز وفخر لدى عموم الشعب الفلسطيني وهي «الثورة الفلسطينية»، تخوض حركة حماس -في الوقت نفسه- لعبة استذكاء طويلة لم تنجح في تسويقها أو اقتناع أحد بجدواها, ومدى قدرتها المساهمة في إنقاذ المشروع الوطني الفلسطيني, الذي يعيش حالاً غير مسبوقة من التراجع وانعدام الاهتمام, الذي يجب أن يوليه مَن وَضعَ الفلسطينيون ثقتهم ذات يوم فيهم, وائتمنَهُم عليه, ظنّاً منهم أنهم أهل للثقة وأصحاب وعد بتسليم «الأمانة», عندما يتقدّمون في السن, أو يعجزون عن تحقيق الأهداف أو يُبدون تقصيراً وتفريطاً على النحو الذي «عاشه» المشروع الوطني الفلسطيني منذ نكبة أوسلو على الأقلّ.
 
وإذ تَروج أنباء متواترة عن قرب التوصّل إلى «صفقة أسرى» بين الاحتلال و حماس لم يبقَ لإشهارها سوى «تخريجة» لا تُفقِد نتنياهو «ماء وجهه» في شأن الأسرى المُحرّرين في صفقة شاليط, الذين أعاد العدو اعتقالهم عبر استصدار أحكام عليهم من مَحاكِم الاحتلال, تخص الفترة التي قضوها خلف القضبان منذ الاعتقال (الجديد)، فإنّ «جدل» التهدئة طويلة الأمد التي ستكون الخطوة التالية لاتمام الصفقة الجديدة، قد تتجدَّد (الجدل) على نحو أشد وأكثر تخويناً بين فتح وحماس, تراجعت فيه سجالات الانتخابات الرئاسية والبرلمانية, التي تبدو فتح غير متحمسة لها، فيما وجدت فيها حماس فرصة للتصويب على فتح ورئيس السلطة, الذي ربط إشراك أهالي القدس بملف الانتخابات شرطاً لازباً لإتمامها, بخاصة بعدما أدار نتنياهو ظهره لطلب رئيس السلطة «الرسمي» له «السماح» لأهالي القدس بالمشاركة, ولم يرد نتنياهوعلى الطلب الفلسطيني سلباً أو ايجاباً, ما شكّل صفعة جديدة للسلطة. صفعة محمولة على اقتطاع نحو 45مليون دولار من أموال (المقاصة) كمبلغ مُخصّص لأسر الشهداء.
 
حماس تنفي أنباء «الهدنة طويلة الأمد» مع العدو, وتزعم أن ليس هناك أي محادثات من هذا القبيل, رغم ما تقوله أوساط إسرائيلية وأخرى إعلامية مصرية عن قرب التوصّل إلى هدنة, في صدد استكمال بعض النقاط وعلى رأسها الميناء والمطار كهدف لاحق, فيما تُمنح صفة الاستعجال لتخفيف الحصار وفتح المعابر وإدخال البضائع والشاحنات والسماح لمزيد من عُمّال القطاع بالعمل داخل بلدات الكيان ومستوطناته.
 
عام من العدم والإفلاس السياسي انقضى, وتدخل القضية الفلسطينية عامها الجديد في ظل تشاؤم يفرض نفسه على المشهد الفلسطيني بعد أن فَقدَ قادة الحركتين, كل ما يُمكِن للخيال السياسي إفرازه من فرص وحلول وسط وتكتيك لا يَخلّ بالاستراتيجية, ويحفظ المشروع الوطني من الانهيار والسقوط.