Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Nov-2019

إسرائيل..أفعى تغير جلدها!*رشاد ابو داود

 الدستور

الأفعى الصهيونية المسماة «اسرائيل» تغير جلدها لكن لا تتغير. والذين فرحوا لسقوط نتنياهو ينظرون بعين واحدة فيرون نصف المشهد. كما الأطفال يرددون الكلمة الأخيرة من الجملة و ينسون البداية والوسط.
المشروع الصهيوني لم يبدأ بنتنياهو. المجازر قبل و بعد نكبة 1948 لم تحدث في عهد نتنياهو. الاستيطان و تدمير القرى العربية في فلسطين 48 لم يحدث في زمن نتنياهو. كل قادة اسرائيل الذين وقعنا اتفاقيات «سلام» معهم كانوا أعضاء في العصابات الصهيونية الارهابية التي ارتكبت مذابح قبية و دير ياسين والطنطورة و الدوايمة و غيرها.
كلهم خلعوا الزي العسكري وغسلوا أيديهم من الدم الفلسطيني.ارتدوا البدلات الأنيقة و ربطات العنق الفاخرة لكن تحت جلودهم ظل المجرم والارهابي و»الصهيوني» الذي يرى في قتل العرب حلاً وحيداً لحياة اليهودي في فلسطين كمرحلة أولى.
اثنان من هؤلاء ، حازا على جائزة نوبل للسلام. اسحق رابين و شمعون بيريز.
رابين  عندما وصل الى رئاسة الحكومة في العام 1992 توصل الى استنتاج بضرورة مصارحة الاسرائيليين بحقيقة أن استمرار الاحتلال لا يمكن ان يدوم امام شعب يرفض الاحتلال وينتفض ضده ، في اشارة الى الانتفاضة الأولى (1987-1993 ). لذلك قام المتطرفون الصهاينة بقتله. ويقال أن لنتنياهو يدًا في الاغتيال في وسط تل أبيب.
لكن رابين لم يكن حمامة سلام، بل هو احد كبار جنرالات الحرب في اسرائيل؛ فقد كان رئيس أركان الحرب في عدوان الخامس من حزيران العام 1967، كما كان وزير الحرب منذ العام 1984 وحتى العام 1990، وهو الذي أصدر الاوامر الشهيرة الداعية الى تكسير عظام الفلسطينيين في الانتفاضة الفلسطينية الاولى!  بيريز قاد منذ الستينيات عملية تهويد الجليل والنقب، وطرد الفلسطينيين من أراضيهم. وعمل على إصدار قوانين تتيح هدم بيوتهم أو الاستيلاء على ممتلكاتهم. وطوال عقود، شجع بيريز انتقال الإسرائيليين إلى الجليل، للوقوف في وجه ما وصفه «بالتهديد الديموغرافي» الذي يمثله الفلسطينيون. في العام 2005، أطلق حملة رسمية بعنوان «تطوير (تهويد) الجليل»، واعتبر حينها أنّ «المشروع هو أهم عمل صهيوني في الوقت الراهن». وخلال توليه وزراة الحرب بين عامي 1974 و1977 شجع على الاستيطان في الضفة الغربية، وعمل على رفض أي قيود أو حواجز توضع في وجه بناء المستوطنات.
بيريز هذا هو الذي ارتكب مجزرة قانا في لبنان في كانون الثاني يناير 1996 ، أي بعد سنتين من منحه جائزة نوبل للسلام.تلك المجزرة التي استشهد فيها 106 لبنانيين كانوا لجأوا الى مقر الامم المتحدة في الجنوب «اليونيفيل» في عملية «عناقيد الغضب».
 ما قدمه نتنياهو لاسرائيل لا يقارن بما قدمه رابين وبيريز وشارون و قبلهم مناحيم بيغن. فالولد الذكي عرف كيف يستغل لعبة البعبع الايراني. وجعل من اسرائيل «دولة صديقة» للبعض لا عدواً احتل فلسطين والجولان و شبعا اللبنانية.
ومن حسن حظه أن رزق برئيس أميركي يشبهه. وتفاخر بأنه فعل ما لم يفعله رئيس أميركي من قبله. اعترف بالقدس عاصمة لاسرائيل، اعترف بالجولان السورية المحتلة لاسرائيل و..اخيراً، وليس آخراً طبعاً، بمسوطنات الضفة كجزء من اسرائيل.
كلهم صهاينة لكن للاسف لسنا كلنا عربًا!!