Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Dec-2019

عن «جيريمي كوربن»..السياسي البريطاني الشُجاع والنَّزيه*محمد خروب

 الراي

لم يسبِق ان تعرّض زعيم غربي لحملة تشويه ضارية ومُنسّقة, وبهذا الحجم والاتّساع ومشارَكة رهط من الحاخامات والكاردينالات والإعلاميين والسياسيين, وهيئات تدّعي الدفاع عن حقوق الانسان والتعددية وغيرها من الرطانة الغربية والصهيونية المعروفة, كتلك الحملة الشعواء التي يتعرّض لها زعيم حزب العمال البريطاني الشجاع والنزيه جيريمي كوربن (اللهم ربما الحملة التي تعرّض لها امين عام الامم المتحدة الاسبق والرئيس النمساوي الراحل كورت فالدهايم, ليس كما زُعم بأنه عمل في شبيبة هتلر في صباه, وإنما دائماً لأنه دافَع عن عدالة القضي? الفلسطينية ودعا الى تطبيق قرارات الشرعية الدولية).
 
كوربن مُتهَم - كما فالدهايم - بالعداء للسامِيّة, تُهمة جاهزة لكل من ينتقد اسرائيل, او يدعو الى احترام حقوق الشعب الفلسطيني وخصوصاً انتقاد السياسة العنصرية الاستيطانية, الامر الذي لا يتردّد داعمو اسرائيل في توجيهها لأي «يهودي» يُجاهر برفض سياسات الدولة العنصرية ومِثالها عبارة نتنياهو لمنتقدي سياساته العدوانية:(هؤلاء «نسوا» كيف يكونوا يهوداً).
 
منذ وصول كوربن الى زعامة هذا الحزب الذي تخلّى عن برامجه المُتعارِضة أقله مع حزب المحافظين, في ما خص السياسات الاقتصادية والاجتماعية وبخاصة في عهد المُتآمرِك/المُتصهين توني بلير, الذي تطابَقت سياساته بل تفوّقت في ضررها سياسة الخصخصة والانحياز للأثرياء والشركات متعددة الجنسية, التي يتبنّاها بحماس حزب المحافظين (حزب مرغريت تاتشر حتى لا ينسى أحد).
 
نقول: تعرّض كوربن منذ وصوله الزعامة(2015 لهجمات مسعورة وحاقدة, بعد فشل خصومه - داخل الحزب وخصوصاً جناح بلير - في إسقاطه, هجمات مصحوبة بموجة من التخويف تقول :إذا وصل كوربن الى 10 داوننغ ستريت, فإنه سيأخذ البلاد الى كوارث اقتصادية واجتماعية, ويُسهِم في «هجرة» اليهود (وهنا تكمن اسرار هذه الحملة العنصرية المحمولة على أكاذيب موصوفة), وهو ما حاول كوربن نفيه والتحذير منه وبخاصة ان لدى الحزب برنامجاً مُعلناً, لا يخشى الجهر به وطرحه على الملأ, غير عابئ بالتحذيرات التي تزعم تعزيز فرصه بالفوز في انتخابات الثاني عشر م? الشهر الجاري, والتي رغم كل استطلاعات الرأي التي تمنح حزب المحافظين وزعيمه المُهرّج بوريس جونسون أغلبية واضحة، إلاّ ان ثمة مَن يقول: استطلاعات الرأي في بريطانيا ليست دقيقة, خصوصاً تجربة «كاميرون» الذي وقع ضحية هذه الاستطلاعات, وخرَجَ من الحكم مهزوماً.
 
«جريمة» كوربن رفضه «الاعتذار» لليهود او مهادنتِهم, بعد إتّهامه بمعاداة السامية, وإصرارِه بالمقابل وفي برنامج حزبه, الإعتراف بدولة فلسطين حال فوزه, وإدانة سياسات اسرائيل العنصرية/الاستيطانية, ما أدّى لاتّهامه بأنه صديق لـِ«الإرهابيين», ناهيك عمّا انطوى عليه البرنامج من «تعهّدات» للجمهور البريطاني بتأميم شركات والسكك الحديدية, وعدم السماح بخصخصة القطاع الصحي والتأمينات الاجتماعية(وَصَفت الصحف اليمينية البريطانية برنامج الحزب, بأنه «الأكثر يسارية في تاريخ المملكة المُتحدة).
 
لهذا ليس غريباً والحال هذه, قيام افرايم ميرفيس الحاخام الاكبر في بريطانيا.. بوصف كوربن بأنه «كذّاب». فيما حاخام آخر أقل مَرتبَة يكتب في «ديلي ميل» :ان كوربن يُشكِّل تهديداً لليهود والبريطانيين.