Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Feb-2020

عن «مرجل إدلب» وطموحات أردوغان.. «الامبراطورية»!*محمد خروب

 الراي

مصطلح جديد نحته دبلوماسي روسي رفيع المستوى (على نحو لا يمكن تجاوز ما استبطنه ورمى اليه) جاء في سياق تأكيده, ان موسكو «لا يُمكنها» الوقوف مكتوفة اليدين امام ما يحدث في «مرجل ادلب»، حيث يقصف المسلحون يوميا مواقع الجيش السوري», ما يعني ضمن امور اخرى.. ان القصف الذي يطال الجيش السوري هو تركي ايضا, وهذا لم تخفه انقرة ولم تتستّر عليه، بل زعمت باستعلاء وغطرسة انها تُشارك الارهابيين (ليسوا كذلك في نظر انقرة) هجماتهم على الجيش السوري, الذي يقاتل على ارضه ويروم تحرير ما أسهمت تركيا في جعله امارة للارهابيين في ادلب, ?قبلها في حلب والغوطة الشرقية.
 
هل قلنا حلب؟.
 
نعم.. فهي هدف تركيا الأول كانت وستبقى, ولهذا تُباشر التحشيد العسكري الكثيف, الذي يراد من ورائه الضغط على موسكو تحديدا, بهدف تغيير قواعد اللعبة ونقصد هنا اتفاق سوتشي 17/9/2018، بخاصة بعد تحرير الجيش السوري اكثر من 50% من مساحة محافظة ادلب واستعادة السيطرة الكاملة على طريق حلب/دمشق M5 الدولي.
 
تحرير ادلب عندما يتم سيعني دحر المشروع العثماني الجديد, الذي تبنّاه وروّج له اردوغان, وبخاصة انه يتكئ في على (استعادة) مدينة حلب, درّة تاج الامبراطورية العثمانية (بعد اسطنبول/القسطنطينية), كونها ضمن الخط الواصل بين حمص والموصل, الذي يراه العثمانيون الجدد طمساً لـ«الظُلم» الذي لحق بتركيا بعد تقسيم الامبراطورية العثمانية, في معاهدة لوزان (1924) كتعديل لمعاهدة سيفر (1920).
 
موسكو تدرك ما يرومه اردوغان بدعوته حلف «الناتو» لدعمه، رغم ان الاراضي التركية لم تتعرّض لأي هجوم يستدعي نصرة الناتو لها، وإن كان الاخير لا ينتظر استهدافاً كهذا, بقدر سعيه لاستعادة تركيا من «الحضن الروسي», حيث تتهم بعض الاطراف الاطلسية اردوغان بالإرتماء فيه, بعد صفقة S-400 الروسية، لكنها -موسكو- لن تُغامِر تحت اي ظرف بالسماح لاردوغان تهديد الجيش السوري او إلحاق أَذىً بقدراته التي أكدتها معارك تحرير نصف محافظة إدلب ومعظم ريفي حلب وإدلب. كذلك إصرار موسكو على عدم السماح لانقرة تجاوز بنود اتفاق سوتشي, الذي يُؤكد احترام وحدة وسلامة الاراضي السورية. وهو أمر لم يؤمن به اردوغان ولا يوّد التزامه, رغم مكالمته الهاتفية مع بوتين أمس.
 
هنا تحضر الاسئلة التي يصعب تجاوز دلالاتها, في ما إذا كان اردوغان يرفع من وتيرة تصعيده وتهديداته, بهدف الوصول الى تهدئة ووقف النار, حتى لا يخسر أتباعه الارهابيون, ما تبقىّ لديهم من مراكز وبلدات وبخاصة إدلب المدينة؟ أم انه يريد إحداث قطيعة نهائية مع موسكو والإلتحاق بترمب ودفعه البقاء في سوريا, وربما إدخال قوات اميركية عبر معابِره, للتواجد في مناطق غزواتِه «الثلاث», ما يُعجّل بالطلاق البائن بين واشنطن وقوات «قسَد» الكُردية؟
 
اسئلة ما تزال قائمة.. رغم تهديدات أردوغان أمس, وبخاصة عند استهداف جنوده «المُحمديّين» وتلويحه عدم ترك «الحرية» للطائرات الحربية السورية, فتغدو الكرة في ملعب موسكو.