Tuesday 19th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Oct-2018

على اليسار أن يهاجم - إيريس ليعال

 

هآرتس
 
الغد- كيف يجب الرد على القذارة العنصرية، والتي تأخذ مصادرها من الدعاية النازية، عندما تخرج من فم عضو كنيست إسرائيل؟ كيف يجب أن تواجه مرشحين للسلطات المحلية يتعهدون بالمحافظة على فضاء نقي- اثنياً ("لنحافظ على حي موتسكين يهودياً")، يعلنون الحرب على مجموعات اثنية ("اما نحن او هم")، ويعدون بنشر قائمة للمحلات اليهودية تحت شعار "الاخوة قبل ابناء العم"، والذي يدعو فعليا لمقاطعة المحلات العربية؟ فكيف يردون على ابن رئيس الحكومة الذي يهاجم صحافيا كبيرا ويدعوه (حاوية قمامة، غبي، رجل دعاية سوفييتي)؟. 
وبهذا، ليس بواسطة ادعاءات ذكية ولا على يد تجاهل أيضا - وهما ممارستان مقبولتان من قبل معسكر اليسار الليبرالي الايجابي- العدواني. الحفاظ على قواعد الآداب، وعلى تصرف محترم وعلى جنتلمانية هي نكتة مضى عهدها. 
من الغريب ان قلة فقط يفهمون ذلك. في مقابلة اجرتها مع هيلاري كلينتون الصحافية كرستيان أمنفور، صاغت هيلاري هذا بصورة واضحة: "انت لا تستطيع ان تكون مؤدبا مع حزب سياسي يريد تدمير كل ما تؤمن به. فقط إذا نجحنا في الفوز بالأغلبية في مجلس النواب او مجلس الشيوخ نستطيع التصرف بصورة مؤدبة. حتى ذلك الحين كل ما يحترمه الجمهوريون هو القوة".
لسنا بحاجة إلى جهود كبيرة من اجل ترجمة اقوال كلينتون إلى لغة السياسة الإسرائيلية. اما عهد المناقشات الجادة في مسائل حاسمة حول الطابع المرغوب للدولة، سياتي فيما بعد. الان هذا هو وقت القوة. 
بنيامين نتنياهو يعرف هذا. ابنه يائير يعرف هذا أيضا. كذلك البرلماني الضجر حتى الموت، اورن حزان يعرف هذا. زعيمة النضال من اجل طرد طالبي اللجوء شافي باز، مع وقاحتها منفلتة العقال، بإمكانها تسميع ذلك وهي نائمة. حتى أييليت شكيد تعرف هذا. حيث انها تتحدث عن الثورة لتغيير هوية اجهزة القضاء، الاعلام والاكاديمية التي احدثتها تقريبا بدون ان يزعجها أحد. 
يقوم تسميم الوعي العام لليمين برئاسة نتنياهو على أمرين: على كراهية العرب واليساريين وعلى الشك تجاه مؤسسات الدولة واجهزتها، المسيطر عليها بالطبع من قبل اليسار او معارضي نظام الحكم والمتآمرين. ومن اجل التنازل عن وساطة الشخص الوسطي، يجب تشويه مصداقية الاعلام واضعافه. لهذا فإن المنشور الذي كتبه يائير نتنياهو لم يكن شيئا كتبه أحد ما بعد ليلة من الشرب في نادي للتعري، ويجب علينا عدم التعامل معه بهذه الصورة. لو كنت انا امنون أبراموفيتش لكنت بدأت بالقلق. هذا فقط بداية البلطجة لحملة نزع الشرعية له، وللأسف هذا سينجح. لانه لا يوجد من يوقفه.
رد العديد من اليساريين على الهجوم على أبراموفيتش كان الحديث التفصيلي عن بطولته في الحرب وجرحه فيها. هل هذا جاد؟ امكانية لف كتلة القذارة هذه ورميها ثانية على رئيس الحكومة والتذكير بان ابنه يعمل لصالحه، الا تبدو لكم افضل؟ انا آمل بانه عندما ينهي اليسار الليبرالي تناول الشاي والبسكويت ويمسح طرف فمه بالمنديل سوف يرد بحرب ضروس، لأنه الان يتعرض لخسارة فادحة.