Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Jan-2019

الملك في بغداد .. ترحيب يتعدى حدود السياسة - صدام الخوالده

 الراي - زيارة ذات أهمية كبيرة وترحيب اكبر حظي بهما جلالة الملك عبداالله الثاني لدى اشقائنا العراقيين ومن كل مكونات الدولة والشعب سيما وأن هذه الزيارة تاتي بعد اكثر من عشر سنوات على زيارة جلالته الأولى وجميعنا يعلم ما شهدته تلك السنوات من تحولات ومتغيرات في المنطقة و على ساحة الإقليم العربي برمته و الشرق الأوسط و الساحة العراقية حيث حكمت تجاذبات الساسة في العراق وما رافق ذلك من فقدان البوصلة الوطنية للدولة العراقية التي نريدها جميعا والتي يجب أن تبقى فوق كل الاعتبارات والصراعات السياسية وما يدفعها ومن يدعمها وخلال تلك المرحلة والتي ظلت الأيادي الأردنية ممدودة للأشقاء العراقيين من الخارج خشية أن يكون اي تقدم الى داخل التجاذب في السنوات تلك تدخلا في خصوصية الدولة الشقيقة وهذا بطبيعة الحال ما يميز السياسية الخارجية الأردنية التي لم يسجل عليها يوما التدخل في شؤون الأشقاء الا باتجاه الخير والإصلاح تدخلا وامام أعين الجميع وهذا جوهر الدور الدولي للأردن في الموقف الداعم والداعي للسلام والأمن والاستقرار وهذا ما جعل الاردن و في ظل كل المعطيات والأزمات من حوله ان يبقى ملاذاً في المنطقة والاقليم مشكلا نموذجا للتوازن والثبات حيث ظلت مواقفنا الوطنية الثابتة والتي لم يهزها اي ابتزاز ومحاولات استفزاز يعرفها الجميع ولكن بقي الأردن محافظا على هذا الارث من التوازن الذي يأتي ثمرة انسجام ما بين قيادة حكيمة وشعب واعٍ.

بالعودة إلى العراق الشقيق هذا البلد الذي تربطنا فيه نحن الأردنيون الكثير الكثير من أواصر محبة واحترام وعلاقة شعبية عميقة ومواقف لن تنسى ما بين الاردن والعراق وبالتاكيد ان سنوات العراق الأخيرة وكل ما شهدته وصولا إلى اليوم والذي كان ايماننا المطلق بأن أبناء العراق عائدون يوما لتوجيه بوصلة الدولة العراقية نحو محيطهم العربي وممارسة دورهم المحوري الهام في المنطقة والإقليم، والكل يدرك أنه لن يكون يكون هناك طريقاً أكثر أمانا وأكثر عمقا إلا من خلال بوابة المملكة الهاشمية إلى جانب علاقات متوازنة على الصعيد الإقليمي والدولي وهذا ما شهدته العاصمة بغداد من حراك سياسي عربيا جسدته زيارة الملك عبداالله الثاني ودوليا بزيارات لمسؤولين غربيين.
بقي أن نقول أن كلمات الترحيب العميقة من الساسة العراقيين تجاه جلالة الملك عبداالله الثاني وبكل مكوناتهم سنة وشيعة واكرادا تبعث برسائل كثيرة وكبيرة تتعدى حدود المصالح المشتركة بين البلدين سيما الاقتصادية منها ولكن رسائل دولة باكملها واشبه ما تكون بصورة شقيق غاب عن شقيقه رغما عنه وما ان عاد يحاول القيام وجد يداً تحاول اسناده قبل أن يتوجه لها طالبا المساعدة لان تلك اليد تؤمن ان يد الشقيق تلك ستعود أقوى بعد أن تقوم من جديد، والعقود الأخيرة من عمر البلدين تجعلنا ندرك جيداً معنى علاقة الأردن بالعراق حيث تبادل البلدين دور الرئة التي تنفسنا منها معاً لسنوات طويلة، وبالتأكيد هذه العلاقة هي امتداد للأرض والإنسان معا والعلاقات الأخوية الراسخة وأكثر الإشارات عن جوهر هذه العلاقة، ما نُقل من تصريحات على لسان الملك » أنا والأردن نريد أن نكون لكل العراق ولكل العراقيين، ونختم القول بكل الأمنيات أن يستعيد العراق دوره و استقراره السياسي والاجتماعي بعد ما حققه من نجاحات على صعيد الاستقرار الأمني في الآونة الأخيرة.