الراي - التحق والدي رحمه الله في سن مبكرة من عمره في سلاح الهندسة الملكي وقد انضم مع رفاقه في صفوف الجيش العربي الصرح العظيم ليصبح ضابطاً وقائداً محترفاً لوحدة الآليات الثقيلة في سلاح الهندسة.

 

لقد روى لي أبي الكثير من قصص الجيش العربي عن الرجال الأشاوس الاحرار الذين عملوا لأجلِ الوطن ونمت الحرية في نفوسهم كما تنمو الغرسة في الارض الطيبة. كثيراً ما حدثنا والدي عن تعريب قيادة الجيش العربي في الاول من آذار عام 1956 لندرك منذ نعومة أظفارنا أن المؤسسة العسكرية هي كبرى مؤسسات الوطن وان منتسبيها هم سيوف الأمة وسياج الوطن ولقد بذلوا الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عن الوطن ومنجزاته.

 

ما أذكره من كلمات جميلة ترسخت بعقلي ووجداني كأجمل الصور ولقد تمت كتابة سيرة والدي في أحد المؤلفات الذي يصدر سنوياً بعنوان أعلام في ذاكرة الوطن للكاتب والصحفي أحمد الحوراني.

 

لقد كتب أحد أصدقاء والدي ممن خدموا معه في سلاح الهندسة الملكي عن أعمال والدي مع رفاقه في سد الملك طلال، وعن الدورات العديدة التي كان يعقدها سلاح الهندسة الملكي لمنتسبي الجيش العربي رحم الله من أنتقل الى الرفيق الأعلى منهم وأطال الله بعمر من هو على قيد الحياة. ذكريات جميلة عن مشاركة سلاح الهندسة الملكي دائرة الاثار العامة في أعمال الحفر والتنقيب عن الأثار والتي أسفرت عن العثور على ما يقارب عن 250 عاموداً ضخماً مع التيجان المزخرفة الجميلة والتي كانت مدفونة في باطن الأرض نتيجة للظروف الطبيعية التي أصابت المنطقة في سنين خلت، وقد تم نصب العمدان من قبل نشامى سلاح الهندسة الملكي.

 

إن ما حققه منتسبو سلاح الهندسة الملكي من إنجازات في السلم والحرب لهو مثار للفخر والأعتزاز وحريٌّ بنا أن نتذكره وأن نسطره تاريخاً جميلاً وحاضراً مشرفاً وبالذات في هذه الايام التي نتفيأ فيها ذكري الاستقلال التي كانت في الخامس والعشرين من عام 1946 في ذلك التاريخ أعتبرت الاردن دولة مستقلة وأنضمت لجامعة الدول العربية وبعد استقلال المملكة بعشر سنوات في عام 1956 تم تعريب قيادة الجيش وأصبح يسمى الجيش العربي.

 

وبهذه المناسبة الطيبة العزيزة على قلب كل أردني وأردنية لا أملك أجمل من كلمات قائد الوطن وسيده القائد الاعلى للجيش العربي جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم في خطاباته لأبناء الوطن أن الانسان بدون أنتماء وولاء للماضي لن يستطيع أن يصنع حاضراً ولا أن يستشرق مستقبلاً فلنفتخر ولنعتز دائماً وعبر الزمن وبكل الأجيال بالجيش العربي الأردني الذي تسلح بالعلم والفكر والعدة والعتاد تأهيلاً وتدريباً وسمعة عالمية صنعها رجال الوطن الغر الميامين أصحاب الجباه العالية والقامات المرفوعة والسواعد القوية.

 

إن القيادة الهاشمية المظفرة هي هبة الله للإردن المناضل الرابط لما لها من دور عظيم في تسجيل تاريخ يخط بماء الذهب وحاضر أمن مستقر ومستقبل واعد.

 

ذكرى الاستقلال مناسبة وطنية لتذكر إنجازات ونهضة الأردن وتعزيز للمعاني السامية والغايات النبيلة التي تؤكد المعنى الحقيقي للمواطنة الصالحة.

 

في هذه المناسبة الغالية على قلوب الاردنيين نزف التهنئة الى قائد الوطن جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم معزز النهضة الأردنية الذي أستطاع أن يجعل من الأردن أنموذجاً يحتذى به في مختلف النواحي الاقتصادية والثقافية والسياسية حمى الله الاردن قيادة وشعباً وارضاً.

 

A_altaher68@hotmail.com