Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Jun-2019

الرهان على الأردن*علي ابو حبلة

 الدستور-الأردن بلد محوري في المنطقة واستقراره مطلوب وهناك من راهن ويراهن  على الأردن في تغيير مواقفه وثوابته من القضية الفلسطينية وصفقة القرن. 

الأردن محط الأنظار اليوم لأهمية موقفه ومعارضته لصفقة القرن خاصة وان الأردن على مواقفه وثوابته من القضية الفلسطينية وهي موضع اهتمام القيادة الاردنية في كل المحافل. 
إن مواقف الأردن وجهوده بقيادة الملك عبد الله الثاني، حيال القدس والقضيّة الفلسطينيّة مركزية ومهمة، وهي واضحة ومعلنة وساهمت بوضع القضية الفلسطينية بصدارة اهتمامات المجتمع الدولي.
 لقد كانت لاءات الملك الثلاثة واضحة حول التوطين والوطن البديل والقدس، فلا تنازل عن الثوابت في هذا الجانب، وسيواصل الأردن دوره بموجب الوصاية الهاشمية على المقدّسات الإسلاميّة والمسيحيّة في القدس، وأن  القضية الفلسطينية قضية أردنية عربية عالمية مشتركة.
ضغوطات إقليمية ودولية يتعرض لها الأردن نتيجة تمسكه بالثوابت العزوبية تجاه فلسطين بهدف التشكيك بالموقف الأردني، والتي تتزامن مع التحديات والصعوبات التي يمر بها الأردن في الوقت الحالي والمتعلقة بالشأن الاقتصادي، البعض يحاول التشكيك بمواقف الأردن القومية والعروبية، وزرع الفرقة بين أفراد الصف الواحد، والتشكيك بالموقف الأردني الذي لا مساومة عليه»، وأن «التضحيات الكبيرة التي قدمها الأردن في سبيل الدفاع عن عروبة القدس والكلف العالية التي تحملها نتيجة الثبات على مواقفه الداعمة لقضايا الأمة العربية» ما زالت على ما هي عليه .
الأردن يشكل ركيزة أساسية في نظرية  الامن القومي العربي وهو يعد البوابة الشرقية للأمن القومي الخليجي والسوري والعراقي.
إن عودة العلاقات الاردنية السورية وعوده العلاقات الاردنية العراقية تفتح آفاقا أمام الاقتصاد الأردني للتخفيف من الازمة الاقتصادية وتخفف من عبء المهاجرين السوريين والعراقيين على الأردن وتسهل عودتهم إلى بلادهم. 
اليمين الإسرائيلي المتطرف الموجود في إسرائيل وفي الولايات المتحدة الأميركية والذي عاد للنغمة القديمة، وهي أن الأردن هو الوطن البديل للفلسطينيين، وأنه قد آن الأوان «لتغيير فوري وحازم» ينهي الجدل في قضية وطن للفلسطينيين بشكل «نهائي وكامل». هذه السيفونيه هي  بفعل الموقف الأردني الثابت تجاه موقفه من القضية الفلسطينية. 
الأردن وفلسطين  في موقع وخندق واحد ينسقان لمواجهة المخططات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية لإسقاط صفقة القرن  رغم الإغراءات التي أعلنت عنها واشنطن لجهة دعم الاقتصاد الأردني والمصري  وهذه لم تثنِ الأردن عن مواقفه وظلت القضية الفلسطينية  في أولى أولويات السياسة الاردنية وثوابتها الحفاظ على القدس والمقدسات فيها كون الأردن صاحب الولاية على هذه الأماكن بموجب اتفاقات تكتسب أهمية وشرعية دولية رغم محاولات إسرائيل للتنكر لهذه الولاية وخاصة بعد قرار ترمب الاعتراف في القدس عاصمة إسرائيل.
 ويتصدى الأردن لهذا القرار ومواقفه ثابتة  وراسخة من عروبة وإسلامية القدس وهي عاصمة فلسطين ،وترتكز الوصاية الهاشمية على جوانب دينية وقانونية، كما يقول مدير شؤون الأقصى في وزارة الأوقاف الأردنية، عبد الله العبادي، مبينا أن «الوصاية الهاشمية مثبتة من ناحية دينية وعقائدية وسياسية؛ فالملك هاشمي من حفدة الرسول عليه السلام، والمسجد الأقصى والمسجد الحرام مربوطان معا عقائديا في القرآن الكريم».
أما سياسيا، فيقول: «القدس والضفة الغربية كانتا تابعتين للمملكة الأردنية الهاشمية في عام 1967، ثم جاء قرار فك الارتباط القانوني والإداري، لكن بقيت القدس والمقدسات تابعة قانونيا للمملكة، ومنصوص على ذلك في المادة التاسعة من اتفاقية السلام، ولولا ذلك لأصبح هناك فراغ كبير، ولسيطر الاحتلال على كل المقدسات، وغيرت الوضع القائم، خلافا للقانون الدولي». 
وتعود الأصول التاريخية لسيادة الأردن على المقدسات في القدس لعام 1924، عندما بويع الشريف حسين، مطلق الثورة العربية الكبرى، وصيا على القدس، مرورا بسيادة الأردن على القدس الشرقية عام 1948 و1967.. وحتى بعد فك الارتباط بين الضفتين عام 1988، فإنه لم يتخل الأردن عن السيادة على المقدسات.
وثبتت المملكة الأردنية وصايتها على المقدسات قانونيا؛ من خلال الاتفاقية الموقعة بين الملك عبد الله الثاني ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في عام 2013، بالإضافة لإعلان واشنطن، الذي أكد على هذا الحق. 
ونصت الاتفاقية مع عباس على المبادئ التاريخية المتفق عليها أردنيا وفلسطينيا حول القدس، التي تمكّن الأردن وفلسطين «من بذل جميع الجهود بشكل مشترك لحماية القدس والأماكن المقدّسة من محاولات التهويد الإسرائيلية».
هذا الموقف التاريخي والثوابت التي عليها السياسة الاردنية عرض الأردن  لضغوط  لتغيير مواقفه  وبات الاردن في مقدمة المواجهة لكل المخططات التي باتت تستهدف الشعبين وتستهدف فلسطين والأردن ضمن  ما  يعرف بصفقة القرن  وتستهدف المنطقة والشرق الأوسط برمته.  
الفلسطينيون يقدرون عاليا مواقف الملك عبد الله الثاني الثابتة والداعمة للحقوق الوطنية الفلسطينية ودعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس. وحرصه على مواجهة كل المخططات التي تستهدف تهويد القدس بصفة الأردن صاحب الولاية على القدس والمقدسات، ويثمنون عاليا التسهيلات التي تقدم للفلسطينيين على الجسور وحسن التعامل وتقديم كل التسهيلات والتي تجسد فعلا وقولا الوحدة بكل معانيها ومضمونها  التي تربط الأردنيين بالفلسطينيين.