Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Mar-2017

البخيت: تعريب قيادة الجيش شكل مفاجأة للبريطانيين

 نائب رئيس مجلس الأعيان يدعو لإعادة قراءة التاريخ الأردني

 
عمان- قال رئيس الوزراء الأسبق، نائب رئيس مجلس الأعيان، معروف البخيت إن قرار تعريب قيادة الجيش، جاء في وقت كان الأردنُ أحوجَ ما يكون فيه للمعونة الاقتصادية البريطانية، في ظل غياب بدائل عربية أو دولية، ومع ذلك، اتخذ قرار التعريب من وحي المبادئ والمصالح العليا للأردن.
وبين البخيت بمحاضرة ألقاها ضمن احتفالات الجامعة الأردنية بذكرى تعريب قيادة الجيش العربي ومعركة الكرامة، حضرها رئيس الجامعة الدكتور عزمي محافظة وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية والطلبة أن الأوراق المفرج عنها حديثا والمراسلات السياسية والدبلوماسية تكشف معلومات وتفاصيل مهمة، عن قرار تعريب الجيش، وسياقه وظروفه، وكلُها تؤكد أن هذا القرار التاريخي مثّل مفاجأة كبيرة، بلغت حد الصدمة، للمسؤولين البريطانيين من دبلوماسيين وعسكريين، حيث اتسم بالسريّة التامة.
وقال إن جهات عديدة سعت لثني المغفور له الملك الحسين طيب له ثراه عن متابعة القرار، والسماح بعودة الجنرال غلوب، إلا أن جابه كل المحاولات بشجاعة وظل متمسكا بقراره، ضمن ظروف إقليمية ودولية شائكة ومعقدة، مع تحديات جسيمة ألقت بظلالها على الأردن.
وحول معركة الكرامة، قال البخيت أنه لا بد من استحضار الظرف التاريخي الذي جاءت ضمن سياقه؛ حيث كانت قواتنا المسلحة، قد خرجت للتو، من هزيمة لا تستحقها، هي هزيمة الأمة العربية، التي استدرجت إلى الحرب، تحت ضغط فلسفة التوريط والخطابات الرنانة، متسلحة بالإعلام والهتافات والوعيد، بدلا من العتاد والخطط والجيوش.
وقال "كانت هزيمة عام 1967م، بالفعل، جرحا عميقا في وجدان الجيش العربي، الذي أبلى البلاء الأفضل، وقدم التضحيات المشهودة، وهو نفس الجيش الذي سبق له أن حقق الانتصارات الميدانية الوحيدة، العام 1948م، محافظا على القدس وأراضي الضفة الغربية".
وأوضح البخيت أن أداء الجيش العربي في معركة الكرامة، ونمط القتال غير الكلاسيكي الذي خاضه بنجاح، وبطريقة كبدت العدو خسائر غير متوقعة دفعته للانسحاب؛ قد أسس، تاليا، لنمط جديد في أداء الجيوش العربية، وفي الاشتباك مع العدو، فبدأت منذ ذلك العام "حرب الاستنزاف"، والتي اعتمدت النمط القتالي ذاتُه الذي اعتمده جيشُنا في تصديه للعدو..
وقال: في حرب الكرامة، واجه الأردنيون تفوق الدروع الإسرائيلة بمجموعات صغيرة من قانصي الدروع (2-3 افراد) تم تشكيلها من مرتبات المشاة، في محور وادي شعيب، بالانتشار بين المزارع في الشونة الجنوبية، والتمركز والكمون لحين وصول الدبابات لمدى أسلحتهم، فأوقعوا خسائر غير مسبوقة في دروع وآليات الإسرائيليين.
واشار الى ان جيشنا العربي استطاع في الكرامة أن يمنع العدو من تحقيق هدفه العسكري المباشر باجتثاث قواعد الفدائيين والقضاء عليها نهائيّا، وقدم الفدائيون صورا من التضحية والإقدام في المواجهة، التي تكرّس بعدها العمل الفدائي كقوة على الأرض، تحول دون تصفية القضية الفلسطينية، واستغلال موازين القوى الناشئة عن هزيمة حزيران 67، لتكريس الهزيمة في مستويات أخرى.
من جهة ثانية، قال البخيت إن المنطقة شهدت تغيرات عميقة خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، ونجم عنها واقع جديد لا بد من قراءته في ضوء هذه التحولات.
ودعا  لإعادة قراءة التاريخ الأردني وتكثيف الدراسات والأبحاث ومواصلة عملية التوثيق، لما من شأنه إبراز الشخصية الوطنية المنتمية لأمتها وثقافتها، والمتمكنة عبر سلاح الوعي من مجابهة التحديات التي تمر بها المنطقة.
جاء ذلك .
وقال إن شهر آذار (مارس) ارتبط تاريخيا لدى الأردنيين بأحداث كبيرة وخالدة ومهمة لا بد من إعادة قراءتها وتسليط الضوء عليها ضمن ظروفها التاريخية وبمقتضيات زمانها.
واضاف إن هذا البلد ورث رسالة الثورة العربية الكبرى، ولن يكون إلا في المقدمة دفاعا عن مصالحه وثوابته وعن قضايا أمته العادلة.
وأضاف أن الملف الفلسطيني كان الأكثر تأثرا بفعل الارتباط العضوي بين القضية الفلسطينية وسائر قضايا وتطورات الأحداث في المنطقة عموما، وهو ما نبّه له جلالة الملك عبدالله الثاني مرارا وتكرارا، مشدّدا على أولوية أن تبقى القضيةُ الفلسطينية القضيّةَ المركزية، وأن لا تلفت التطورات المتتالية في اكثر من مكان في الشرق الأوسط النظرَ والاهتمامَ عن القضية الفلسطينية.
وأوضح أن هذه القضية المحورية تواجه اليوم جملةً من التحديات الجسيمة، فاستمرار الانقسام الفلسطيني – الفلسطيني هو أخطرها وأكثرها ضرراً على مستقبل المشروع الوطني الفلسطيني وعلى المصالح العليا للدولة الأردنية في الوقت ذاته، وألحق أذا بالغا بالمشروع الوطني الفلسطيني، وبمسألة التمثيل الفلسطيني، وبجوهر العلاقة بين القضية الفلسطينية ومحيطها العربي والإقليمي.
وكان محافظة قد قدم البخيت في مداخلة عرج فيها على سيرته الأكاديمية والمهنية والعسكرية والسياسية.-(بترا)