Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-May-2017

لنستغل تصميم ترامب - أسرة التحرير

 

هآرتس
 
الغد- دونالد ترامب هو رئيس الولايات المتحدة. ليست هذه حقيقة بديلة. شخصيته الذاتية وسلوكه الاستثنائي هما عاملان على إسرائيل والعالم أن يأخذانهما بالحسبان. ولكن لما كان الحديث يدور عن رئيس القوة العظمى الأقوى في العالم، فليس لأي دولة – وبالتأكيد ليس لإسرائيل، التي الولايات المتحدة هي حليفتها الأهم – ترف تجاهله أو الاستخفاف برسائله.
يصل الرئيس ترامب "اليوم" للزيارة في إسرائيل. يبدو أن رحلته إلى الشرق الأوسط تحسن مزاجه الذي تعكر عقب المصاعب التي تنتظره في واشنطن. هنا يتصرف بالشكل المحبب له: كرجل أعمال يعقد الصفقات. منذ انتخب وهو ثابت في تصميمه لتحقيق صفقة مثلى في الشرق الأوسط. ومن اقواله في المؤتمر الصحفي المشترك له ولرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في ختام لقائهما الرسمي الأول في البيت الابيض، فهم أن أقل أهمية في نظره كيف ستبدو الصفقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، المهم أن تكون صفقة. فقد قال: "أنا انظر إلى حل الدولتين وإلى الدولة الواحدة، انا أحب ما يحبه الطرفان".
هذا نهج منتعش، إذ أنه يذكر الإسرائيليين والفلسطينيين، والعالم بأسره، بان الهدف هو انهاء النزاع العربي الإسرائيلي المضرج بالدماء، وان رغبة الطرفين – وهي فقط – ذات صلة بمسألة شكل الحل. الولايات المتحدة، الدول الأوروبية وغيرها يمكنها بل وينبغي لها أن تحث الطرفين على الوصول إلى حل وسط تاريخي، اما كيف يبدو الحل الوسط هذا – فهو قبل كل شيء من شأن الإسرائيليين والفلسطينيين. ولكن حتى ترامب فهم منذ الآن بانه لا يوجد حل آخر غير حل الدولتين، والادلة على ذلك هي مطالبته إسرائيل لوقف البناء في المستوطنات، واعترافه بحق تقرير المصير للفلسطينيين.
في ثماني سنوات رئاسة باراك اوباما، اشتكت حكومة إسرائيل من موقف معاد من جانب الولايات المتحدة ومن سياسة إعلانية متحيزة من جانب الأمم المتحدة ومؤسساتها. وحتى الآن، على طريقته، أبدى ترامب حساسية لاعلام إسرائيل، حرص على اسناد طلباته منها (وقف البناء والتصرف بمنطق) بتصريحات محبة ومظاهر احترام. منذ انتخب، انتهت تماما النبرة التي يتخذونها في واشنطن بالنسبة لإسرائيل. هذا صحيح أيضا بالنسبة للأمم المتحدة، بفضل السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة، نيكي هيلي.
إذا كانت حكومة إسرائيل محبة للسلام مثلما تدعي، فان عليها أن تستغل تصميم ترامب كي تصيغ بشكل شجاع صيغتها للحل السياسي. اليمين الإسرائيلي ممزق بين جناح يميل إلى الضم وجناح يؤمن بان الحل الوحيد هو تقسيم البلاد بهذه الصيغة او تلك. معارضو الضم، الذين هم اغلبية الشعب، يجب أن يستغلوا المزاج الخاص لترامب كي يقولوا معا لا لليمين الذي يميل إلى الضم، وفتح فصل جديد في الشرق الاوسط.