Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Sep-2017

إنفصال كردستان حلم إسرائيلي لتهميش تركيا وإيران - طايل الضامن
 
الراي - يرفض قادة كردستان العراق الاستماع الى كل النصائح والمبادرات، حتى التحذيرات الداعية الى تأجيل او الغاء استفتاء إنفصال الاقليم، المنوي تنفيذه يوم 25 أيلول الحالي.
 
تركيا التي ترفض بشدة هذه الخطوة، قرر رئيسها أردوغان تقديم اجتماع مجلس الامن القومي من يوم 27 أيلول الى 22 أيلول لبحث المسألة التي قال ان «قادة الاكراد سيرون ماذا يمكن ان نفعل»، ومن المؤكد ان تركيا سترفض هذه الخطوة ولو بالتدخل العسكري كون العملية تهدد أمنها القومي.
 
العراق، الذي أطلق مبادرة للحوار والتفاهم على لسان رئيسه ذي الاصول الكردية، محمد فؤاد معصوم، يحاول لملمة الموضوع سلمياً بوقت يقال انه استنفد ولم يعد مكان للصبر حسب قادة الاقليم الذين رفضوا تأجيل الاستفتاء، رغم معارضته للدستور الذي ينص على وحدة الاراضي العراقية.
 
كما دعت الامم المتحدة الى الحوار، فيما قالت واشنطن ان الاستفتاء يعرقل جهود محاربة الارهاب في شمال العراق، كما أن ايران منزعجة جداً من هذه الخطوة التي قد تشجع أكرادها على الفوضى، وقد حذرت من زيادة عزلة الاكراد.
 
اصرار كردي، في ظل اقليم مضطرب، وقوى كبرى ترفض الخطوة ولو تطلب الأمر تدخلاً عسكريا لاحباطها، لكن لماذا هذا الاصرار، وما هو دور تل ابيب؟
 
يرى الاكراد أن التعايش مع حكومة بغداد أصبح مستحيلاً وان الوقت قد فات على بدء أي حوار، كما يبدو أن قادة الاكراد حصلوا على دعم اسرائيلي قوي، وضوء أخضر أميركي غير معلن، لتحقيق الاهداف الاميركية في تحجيم الدور الايراني في المنطقة، وكسر شوكة تركيا المسلمة التي نمت بشكل لافت خلال السنوات الماضية، واخراج العراق للابد من معادلة القوى الاقليمية في المنطقة.
 
كما أن اسرائيل لن ولم تدخر جهداً في دعم حلفائها الأكراد بكل امكاناتها القوية ومن خلال علاقاتها العالمية لتحقيق مصالحها التاريخية في التوسع اقتصادياً وسياسياً في المنطقة.
 
فبقيام الدولة الكردية، التي من المؤكد انها ستكون عمقا استراتيجيا للكيان الصهيوني، حيث يضم اقليم كردستان مئات الشركات الاسرائيلية، ويتولى الاشراف عليها قادة متقاعدون في الموساد، الامر الذي سيغير خريطة المنطقة ويقلب موازين القوى لصالح اسرائيل على حساب تركيا وايران.
 
فموعد الاستفتاء 25 ايلول، ليس موجها ضد العراق، الذي خرج من المعادلة منذ اسقاط نظام صدام حسين، بقدر ما هو موجه ضد ايران الشيعية وتركيا ذات النفس العثماني الجديد، فاخماد أحلام تمدد هاتين القوميتين واعادة احياء امبراطوريات الماضي، لا بد من خلق كيان جديد يخلط جميع الاوراق، ويبقي اسرائيل في المقدمة، فالخطوة اولا واخيرا حرب اسرائيلية ضد انقرة وطهران، للسيادة منفردة على المنطقة، علما أن الدول العربية غائبة وليست في حسبان راسمي خرائط المنطقة.
 
فخطوة الاكراد، عبث في أمن المنطقة، وسيزيدها اشتعالا، وحروباً، ولن تعالج المسألة الا عبر الحوار الدبلوماسي، قبل أي عمل عسكري محتمل قد يسفر عن احتلال تركي لشمال العراق.