Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Nov-2019

مـذبحـة عائـلـة أبـو ملحـوس.. خاتمـة العـدوان الإسرائيلـي عـلى غـزة

 فلسطين المحتلة - توصلت المخابرات المصرية إلى اتفاق تهدئة وافقت عليه حركة الجهاد الاسلامي ودولة الاحتلال بدأ سريانه منذ الساعة الخامسة والنصف صباح أمس الخميس. وأكد مصعب البريم الناطق باسم الجهاد الاسلامي التوصل للاتفاق.

وينص الاتفاق على موافقة اسرائيل على شروط حركة الجهاد الاسلامي وأبرزها بوقف الاغتيالات وكذلك وقف اطلاق النار تجاه المتظاهرين في مسيرات العودة التي يجب ان تحافظ على سلميتها. وتم الاتفاق على وقف اطلاق النار بدءا من الساعة الخامسة والنصف من صباح أمس.
وذكر مصدر رسمي مصري أن وقفا لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ في قطاع غزة عند الساعة 05:30. وقال المسؤول المصري «تم التوصل إلى اتفاق تهدئة بعدما وافقت الحركة (الجهاد الإسلامي) على مقترح مصري بهذا الشأن، وذلك بعدما أبلغنا بموافقة الاحتلال الاسرائيلي على التهدئة».
جاء ذلك في لقاء تلفزيوني للأمن العام للحركة، زياد النخالة، مع قناة «الميادين» اللبنانية، حيث قال «من شروطنا للتهدئة وقف إسرائيل للاغتيالات، ووقف استهداف مسيرات العودة الأسبوعية قرب حدود قطاع غزة، والتزام إسرائيل بتفاهمات كسر الحصار عن غزة (جرت نهاية عام 2018 بوساطة أممية وقطرية ومصرية)».
وساد الهدوء الحذر أجواء قطاع غزة، بعد مرور أكثر من يوميْن دامييْن جّراء العدوان.
وتسبب العدوان على قطاع غزة باستشهاد 34 فلسطينيا، وإصابة 110 آخرين بجراح مختلفة، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. وكان آخر الهجمات العدوانية غارة استهدفت منزلا في مدينة دير البلح، وسط القطاع، أدت إلى استشهاد 8 من أفراد العائلة وإصابة 12 آخرين. وانتشلت الطواقم الطبية صباح أمس الخميس جثماني طفلين من تحت انقاض منزل عائلة أبو ملحوس الذي قصف قبل فجر أمس بدير البلح ليرتفع العدد من نفس العائلة إلى 8 شهداء. وأغارت طائرات الاحتلال على منزل أبو ملحوس في مدينة دير البلح في قطاع غزة ما ادى الى تدمير المنزل بالكامل واصابة واستشهاد من كانوا بداخله.
وقد كُتب على النساء والأطفال في غزة دفع فاتورة مُستحقة من دمائهم وأجسادهم في كل عدوان إسرائيلي على القطاع، فبات من المعتاد أن تعمَد «إسرائيل» إلى ضرب الخاصرة الرخوة للفلسطينيين، باستهداف المدنيين - وخاصة النساء والأطفال، حينما تعجز أن تُركّع المقاومة أو أن تفرض عليها قواعد اشتباك جديدة.
واستشهد خلال العدوان 34 فلسطينياً، بينهم ثمانية أطفال وثلاث سيدات. كما تسبب العدوان في جرح 111 آخرين بجروح متفاوتة، من ضمنهم 46 طفلاً و20 سيدة، وذلك بحسب إحصائية مُحدّثة أصدرتها وزارة الصحة الفلسطينية.
وحصّل جيش الاحتلال مُبكراً فاتورته من النساء والأطفال، خلال هذا العدوان، حينما اغتال «أسماء» زوجة القيادي «أبو العطا»، وهي التي لم تُكمل العقد الرابع من عُمرها، لتُستشهد برفقة زوجها جراء القصف الإسرائيلي لمنزلهما.
وبينما يُغيب الموت الأم «أسماء»، يقبع أبناؤها الخمسة بلا والدين– أُصيب اثنان منهم جراء القصف – ويُتركوا ليكابدوا أعباء الحياة ونكدها في سنّ مُبكرة هُم أحوج ما يكونون فيها إلى الرعاية والتوجيه.
وفي بُقعة غير بعيدةٍ عن مكان استهداف آل أبو العطا في مدينة غزة، وتحديداً في حي الزيتون، خطفت قذائف إسرائيل الصاروخية، الأربعاء، روح الطفل «أمير رأفت عياد» ذي الأعوام السبعة، حينما استشهد برفقة والده وأخيه «إسلام» 24 عاماً، لدى تواجدهم على باب منزلهم حينما باغتتهم قذيفة صاروخية إسرائيلية وأحالت أجسادهم أشلاءً. وللأخوين غير الشقيقين «إسلام» و»أمير عياد» قصة أخرى، فالأول فُجعت والدته بفقدانه حينما هرعت إلى باب منزلها لحظة سماعها صوت الانفجار، لتجده طريح الأرض، مُسجىً بدمائه برفقة والده وأخيه.
أما الطفل «أمير» فلم يمضٍ أكثر من أسبوع على فراق والدته إياه، بعد تسليمه لوالده - المنفصل عنها - على إثر انتهاء فترة حضانتها له عقب بلوغه الأعوام السبعة، فيُكتب له الموت بصحبة والده بفعل العدوان الإسرائيلي، فتُحرم الأم من طفلها، ويصبح الفراق أبدياً.
وفي حي التفاح بمدينة غزة، كانت فصول حياة أخرى تُختتم حينما استشهد الأشقاء الثلاثة: «إسماعيل (16 عاما)» و»إبراهيم (17 عاما)» و»أحمد (23 عاما) عبد العال»، جراء تعرضهم لصاروخ إسرائيلي أصابهم بشكل مباشر، صباح الأربعاء، أثناء توجههم لعملهم في المنجرة التي يكسبون رزقهم منها.
وبينما حصدت آلة الحرب الإسرائيلية أرواح الشباب الفلسطينيين، انتزعت في ذات الوقت الفرحة من قلبَي العروسَين «مروة الضابوس» و»ليزا البلبيسي» اللتين فقدتا عريسيهما – على التوالي - «أحمد الضابوس» و»عبد الله البلبيسي» في حادثي استهداف مُنفصلين، ظهر الأربعاء، وهما اللتان لم يمضِ على زواجهما سوى شهرين فقط، لتذوقا مُبكراً مرارة الفراق والحرمان.
ومع بزوغ فجر أمس الخميس، وتزامناً مع إعلان اتفاق التهدئة، يأبى جيش الاحتلال مُجدداً إلا أن يختم تغوّله على دماء الفلسطينيين بمجزرة جديدة في دير البلح وسط القطاع، حينما شقّت أصوات قنابله الصمت لتُدمّر منزل آل «أبو ملحوس – السواركة» فوق رؤوس ساكنيه، ويذهب ضحيتها ثمانية من أبناء العائلة. ومن بين الضحايا، سيدتان وأربعة أطفال لم يتجاوز عُمر أكبرهم 13 عاماً.
وإذا كان العدوان قد انتهى ولوبشكل مؤقت، فإن حكايات الألم والمعاناة - التي خلفتها آلة العدوان الإسرائيلية في كل بيت وزقاق - لم تنتهِ، ليتجرعها الكبير والصغير في غزة على حد سواء، ولا يعلمون متى ستكون ساعة الصفر لبدء العدوان القادم. (وكالات)