Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Apr-2018

تصفية الكفاءات العربية - د. محمود عبابنة

الراي -  ينضم الأستاذ الجامعي الفلسطيني أمجد البطش إلى قائمة الشهداء من العلماء والخبراء العرب الذين استهدفتهم عناصر الموساد الإسرائيلي، وعلى غرار ما حصل للعالم المصري/العراقي يحيى المشد والتونسي محمد الزواري، ويتضح للجميع ما يرسم ويخطط لهذه الأمة، وتأتي حلقة

تصفية البطش ضمن مسلسل تصفية الكفاءات والطاقات العربية، وتؤكد نظرية أعداء الأمة وفحواها أن ما هو مسموح ومتاح لأبناء هذه الأمة هو ليس أكثر من أن يكونوا مستهلكين للطعام والتكنولوجيا، وأن يقتصر إبداعهم في مختبرات جماعات التكفير والتقتيل على اختراع الفتاوى والأدعية المعطلة للعقل والمعادية للتفكير.
برنامج رصد وتتبع العلماء العرب في علوم الفيزياء، والكيمياء، والرياضيات، والذرة، والهندسة النووية، وكل
ما من شأنه أن ينهض بالتقدم العلمي العربي اينما تواجدوا وتصفيتهم واغتنام أي فرصة للإيقاع بهم هي
احدى غايات و اهداف مؤسسة الموساد الاسرائيلية وقد نجحت للأسف بمئات عمليات التصفية الجسدية بواسطة كواتم الصوت أو التسميم أو حوادث السير المفتعلة وغيرها من الطرق، و تاريخ هذه العمليات
تعود إلى منتصف القرن الماضي عندما تم تصفية العلماء العرب، ونذكر منهم على سبيل المثال وليس الحصر كل من سميرة موسى، وحسن كامل الصباح، وسمير نجيب، ونبيل فليفل، وعلي مشرفة، وغيرهم الكثيرون.
عمليات الموساد لا تخلو من تواطؤ خفي مع أجهزة المخابرات العالمية، فقد تعاونت الموساد مع المخابرات
الاميركية ونجحت في البطش بمئات العلماء العراقيين في أعقاب سقوط بغداد بيد قوات الإحتلال الأميركي،
فقد قامت بتهيئة الأدوات وتجنيد أياد محلية لتنفيذ عمليات التصفية الجسدية، وتشكلت فرق الموت على
خلفيات طائفية وعرقية، للإجهاز على النابغين من فرسان التصنيع العسكري، و خبراء الطاقة والاطباء،
وغيرهم من المبدعين في مختلف الحقول العلمية، وتشير الدراسات المتخصصة على نجاح مجزرة العلماء
العراقيين في الإجهاز على أكثر من 350 عالماً وخبيراً عراقياً في مختلف مجالات العلوم من خريجي أهم
وأشهر الجامعات الغربية، ووجدت جثثهم ملقاة قي نهر دجلة او على الأرصفة، ومن لم يقض نحبه برصاصة
في الرأس، قضى نحبه بالتهجير والتشريد في أصقاع الأرض بحثاً عن حق الأمن والحياة، وقد ترافق مع ذلك
تقديم الإغراءات والوعود لاستقطاب بعضهم والإستفادة من خبراتهم في مراكز ومعاهد الولايات المتحدة،
على غرار ما تم إتباعه مع العلماء الألمان بعد الحرب العالمية الثانية، وإستدعى ذلك إصدار تشريع من الكونجرس الأميركي يمنح الإقامة الفورية وبعض المزايا للعلماء العراقيين الذين يدلون بمعلومات عن برامج العراق العلمية.
ظاهرة استهداف العقول والكفاءات العربية لم تنل حقها من الدراسة، وتضيع طاسة التحقيق في كل
عملية تصفية، وينجو المتواطئون من القوى الإقليمية والمحلية المشاركة في قتل العقل العلمي العربي
الذي هو أغلى وأكثر قيمة من النفط والغاز، لأنه هو الذي يصنع الحضارة ولا يستوردها، وهذا ما يخشاه الأعداء
الذين يعدون البرامج، لرصد ومتابعة كل من يفكر في المعادلة العلمية البحتة، لتطوير أوجه الحياة العربية
والإسهام في التنمية وتطوير المنعة، وهو ما سعى إليه العالم أمجد البطش خارج نطاق الأرض والبيئة
العربية غير الآمنة والمعادية للعلم والعلماء.