ھآرتس

الغد- یجب تغییر طریقة الانتخابات، لیس التحول إلى انتخابات مناطقیة، یجب تبني طریقة انتخابات تبدأ ربما في علاج النظام السیاسي المریض لدینا.

عندما كان بنیامین نتنیاھو وزیرا للمالیة تحدث معي عن الاستطلاعات ”حتى عندما تم انتخابي في 1996 ،كنت سلبیا“. ”سلبي“ أي في الاستطلاعات معظم الجمھور الإسرائیلي لم یكن یؤیده، مع ذلك ھو انتخب لرئاسة الحكومة في انتخابات شخصیة. السلبي كان دائما اعلى من الایجابي، واصل نتنیاھو، الآن أنا للمرة الأولى ایجابي أكثر مما أنا سلبي.

نتنیاھو كوزیر للمالیة كان سیاسیا، حاول أن یتصالح قلیلا مع المعسكر الذي اغضبھ جدا في ولایتھ الأولى كرئیس للحكومة. لقد تصالح مع مراسلین وخصوم، طبق بفعالیة اجندة اقتصادیة، لم یحارب النخبة وبقي معتدلا نسبیا من ناحیة سیاسیة. النتیجة بالنسبة لھ جاءت في انتخابات 2006 .الفشل الأكبر في تاریخ اللیكود، 12 مقعدا.

في انتخابات 2015 فعل نتنیاھو العكس: لم یحاول أن یكون محبوبا على المعسكر المقابل، في سلم فیھ الصفر ھو الكراھیة الشدیدة و10 ھي المحبة الكبیرة. من ناحیة نتنیاھو 2019 لیس ھناك مشكلة في أن 50 في المائة من الجمھور یعطونھ صفر أو واحد، طالما أن 25 في المائة من الجمھور الذي یحبھ، أي القاعدة، یعطونھ 8 و9 .ھذه سیاسة ترامبیة. شحذ الاطراف، تطرف الخطاب، خونة، یساریون. باختصار، كل ما شاھدناه ھنا في السنوات الأربع الأخیرة.

طریقة الانتخابات لدینا تشجع ھذه السیاسة المشوھة. أنت یمكنك أن تحكم حتى عندما یكون 52 في المائة من الجمھور حسب الاستطلاع الذي نشر مؤخرا، لا یریدونك رئیسا للحكومة القادمة.

لیس ھناك أي أھمیة لمستوى تحفظ الجمھور الذي لا ینتخبك. أصلا ھم لا یصوتون لك. نتنیاھو فقط یحتاج إلى أن یكون لدیھ 30 مقعدا فقط، والباقي سیتدبر تلقائیا. یجب حدوث معجزة من اجل أن لا یكون لكتلة الیمین- وسط اكثر من 60 مقعدا.

ھذا حدث مرة واحدة في السنوات الثلاثین الاخیرة. في اللحظة التي لكتلة الیمین- وسط أكثر من 60 مقعدا ولنتنیاھو 30 مقعدا، لیس ھناك سبیل لئلا یكون رئیسا للحكومة. ولا یھمھ بأن الجانب الآخر سیشعر بأنھم سرقوا منھ الدولة ثانیة.

طریقة انتخابات أكثر حكمة كانت ستكافئ مرشحین یمارسون سیاسة مختلفة. في ایرلندا ومالطا

مثلا توجد طریقة انتخابات أكثر تعقیدا. فیھا صوتك لھ اھمیة أكبر. أنت تقوم بترتیب المرشحین حسب تفضیلك. رجل اللیكود یمكنھ أن یرتب نتنیاھو في المكان الأول، لكن ایضا یسجل تفضیلاتھ بالنسبة لباقي المرشحین. بینیت ربما یكون في المكان الثاني ولیبرمان في الثالث وھكذا. مصوتو الوسط – یسار یرتبون على كل الاحوال نتنیاھو في المكان الأخیر.

فرز الاصوات بھذه الطریقة یعطي تعبیرا ایضا عن الخیار الثاني والثالث. ھكذا ینشأ وضع بحیث أن كتلة الوسط – یسار ستتحد تلقائیا خلف مرشح واحد. كل الاصوات التي انتخبت غباي/غانتس/ لبید ستنتقل إلى من سیحظى بالأماكن الأولى أكثر. لھذه الطریقة افضلیة ھامة:

اثناء الانتخابات من تكون لھ مصلحة بمھاجمة غانتس وبالعكس. ھذا تغییر مطلق ازاء الدوافع الحالیة. في إسرائیل ھناك حافز كبیر لدى نتنیاھو وبینیت لمحاربة أحدھما الآخر.

في إحدى الولایات الأمیركیة التي تتبع فیھا ھذه الطریقة (بالعبریة تسمى ”الصوت الواحد المتحرك“)، أنھى المتنافسان المواجھة بینھما وھما یمسكان بیدي بعضھما ویغنیان معا. خلال المواجھة تعاملا باحترام كي لا یغضب أحدھما، لا سمح الله، من یؤیدون المرشح الآخر.

خلال الحملة الانتخابیة، السیاسیون یتباكون على قوانین الانتخابات القدیمة. ولكن تقریبا لا یفعلون أي شيء. من جھة، یوجد الكثیر من الاحزاب الجدیدة والسیاسیین الذین یتفاخرون باحضار أفكار جدیدة. نأمل أن أحدھم یرید محاولة احداث تغییر في الطریقة التي أوصلت النظام السیاسي إلى نقطة حضیض صعبة جدا.