Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Jun-2019

الشباب والعنف والتواصل الاجتماعي* فارس بريزات

 الغد-يوجد علاقة بين التواجد على وسائل التواصل الاجتماعي وتأييد إستخدام العنف السياسي. ولا يعني هذا أن كل من يتواجد على وسائل التواصل الاجتماعي يؤيد استخدام العنف السياسي. تشير نتائج دراسة ميدانية نفذتها نماء للاستشارات الاستراتيجية على عينة وطنية ممثلة لشريحة من الشباب والشابات ممن أعمارهم 16-26 عاما وشملت 1811 مقابلة وجاهية، إلى أن 3.3 % ممن لديهم حساب على “فيسبوك” يؤيدون “استخدام العنف دائماً” لتغيير سياسة حكومية ما. بالمقابل، يؤيد 3.6 % من الذين لا يمتلكون حساب فيسبوك “استخدام العنف دائماً” لذات الغاية. وهذا يعني أن قبول “استخدام العنف دائماً” لا يتأثر جوهرياً بوجود حساب لدى الشخص على فيسبوك. أي أن هناك مجموعة من الشباب مُقَرِرة ومُقِرّة “باستخدام العنف دائماً” لغايات سياسية.

إلا أن هذا الحال يتغير عندم يُصبح الخيار هو “استخدام العنف في بعض الحالات” لتغيير سياسة حكومية ما. إذ يؤيد “استخدام العنف في بعض الحالات” 26 % من الشباب الذين لديهم حساب على فيسبوك، مقابل 21 % ممن لا يوجد لديهم حساب. أما الذين يرفضون “استخدام العنف بتاتاً” من الشباب 71 % ممن لديهم حساب على فيسبوك، و 75 % بين من لا يوجد لديهم حساب على فيسبوك.
ولا يختلف الحال كثيراً بين مستخدمي تويتر. إلا أن تأييد استخدام العنف سواء بشكل دائم او في بعض الحالات لتغيير سياسة حكومية يبدو أعلى عموماً بين من لديهم حساب على تويتر، مقارنة بمستخدمي فيسبوك، إذا أيد 5 % ممن لديهم حساب على تويتر “استخدام العنف دائماً”، مقابل 3 % ممن لا يوجد لديهم حساب على تويتر. وبلغت نسبة الذين يؤيدون “استخدام العنف في بعض الحالات” 32 % بين من لديهم حساب تويتر، مقارنة بـ 23 % ممن لا حساب تويتر لديهم. أما الذين يرفضون إستخدام العنف بتاتاً فبلغت نسبتهم
64 % بين من لديهم حساب على تويتر،
74 % بين من لا يوجد لديهم حساب على تويتر.
تشير هذه الأدلة وأخرى لم نعرضها هنا من الدراسة إلى أن استخدام العنف “مرفوض بتاتاً” من قبل الشباب الذين لا يمتلكون حساب على أي من فيسبوك وتويتر وانستغرام ويوتيوب وسناب تشات. بالمقابل فإن نسبة الرافضين منهم ممن لديهم حسابات على هذه المنصات هي أقل وتتراوح بين 64 % – 71 %.
ويعني هذا أن وجود أي شاب او شابة على أي من هذه المنصات يجعله أقل ميلا “لرفض العنف السياسي بتاتاً” وأكثر ميلا لقبول استخدامه في “بعض الحالات”. وهذا يتطلب أن تقوم الجهات المعنية بمكافحة التطرف العنيف بأشكاله كافة بتوجيه محتوى إعلامي على وسائل التواصل الاجتماعي يقلل من جاذبية العنف السياسي ويرفع من سوية العمل السياسي السلمي لتغيير السياسات الحكومية لتقليص حجم البيئة الحاضنة للعنف.