Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Mar-2018

محاولة اغتيال الحمد االله!! - صالح القلاب

الراي -  كان يجب أن تدرك القيادة الفلسطينية ومبكرا أن حركة «حماس» قد أُوجدت وتم الإعلان عن وجودها في عام 1987 كمشروع دوليٍّ وليس كمشروع فلسطيني وأن التنظيم العالمي بكل فروعه لم يلتحق بالكفاح المسلح في العام 1965 وبعد ذلك لأنَّ همه لم يكن فلسطين ولا تحريرها وإنما إنتصار «الفكرة» التي أوجد من أجلها وهي فكرة شمولية مضادة للدعوة القومية العربية التي كانت عنوان الثورة على العثمانيين (الطورانيين) الذين غيبوا العرب كأمة لنحو أربعة قرون متلاحقة وهذا في حقيقة الأمر هو ما شكل منهجاً للبريطانيين الذين سيطروا على جزء من الوطن العربي في فترة لاحقة.

وهكذا ومع أن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، رحمه االله، كان يدرك هذه الحقيقة منذ البدايات فإن الحرص على الوحدة الوطنية الفلسطينية، في إطار منظمة التحرير التي جرى تشكيلها في عام 1964 في أول مجلس وطني وهو المجلس الوطني الذي إنعقد في هذا العام نفسه، جعله يواصل مطارداته للإخوان المسلمين ولاحقاً لـ»حماس» كل هذه السنوات الطويلة ولكن دون أي نتيجة فهدف هؤلاء ليس هدفا فلسطينيا ولا عربيا وإنما هدف كوني عنوانه «إنتصار الفكرة» وليس لا إنتصار قضية فلسطين ولا تحقيق الوحدة العربية.
كان المجلس الوطني الذي إنعقد في الجزائر عام 1988 حاسماً بالنسبة لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ولكن ومع أن جميع الفصائل حتى «الرافضة» منها قد حضرته إلا أن «حماس» التي كان التنظيم العالمي الإخواني قد شكلها وأعلن عن تشكيلها قبل عام، أي في عام 1987 ،قد قاطعته ورفضت حضوره وهذا هو الموقف الذي بقي متلاحقا ومتواصلا بالنسبة لكل المجالس الوطنية اللاحقة بما في ذلك المجلس (الحاسم) الذي تقرر أن ينعقد في نهايات نيسان المقبل.
والمعروف أنَّ هذه الـ «حماس» نفسها وبقياداتها الحالية التي هي مجرد واجهة فلسطينية للتنظيم العالمي الإخواني قد نفذت ذلك الإنقلاب الدموي على السلطة الوطنية وعلى «فتح» وعلى منظمة التحرير في عام 2007 ومباشرة بعد توقيع إتفاق مكة المكرمة وبطريقة أسوأ الإنقلابات العسكرية ومن هنا كان يجب إدراك أنه تم إنشاء هذا التنظيم لقطع الطريق على قيام دولة الشعب الفلسطيني المنشودة وتحويل قطاع غزة، الواعد كمصدر للطاقة المتوسطية كـ «مثابة» لـ «الإخوان» في اتجاه مصر وفي اتجاه المشرق العربي وفي كل الإتجاهات.
والمؤكد أن الأشقاء المصريين قد أدركوا كل هذه الحقائق قبل وبعد وصول «الإخوان» إلى الحكم في مصر، إن البؤرة الإرهابية التي أنشئت في سيناء، والتي لا تزال تشكل صراعا موجعاً للدولة المصرية وللشعب المصري، هي بؤرة «إخوانية» رأس حربتها حركة «حماس» والمعروف أن هذه البؤرة هي مشروع «التنظيم العالمي» الذي غدت منخرطة فيه دول عربية معروفة ودول إسلامية باتت أبعاد توجهاتها مكشوفة وواضحة.. إلا لمن لا يريد رؤية هذه الحقيقة كحقيقة.
وعليه فإنه ما كان على السلطة الوطنية و»فتح» ومنظمة التحرير المُراهنة على هذا الذي سُمي زوراً وبهتاناً :»الحوار الوطني الفلسطيني» الذي كان واضحاً ومنذ البدايات أن هدفه حاجة «حماس» إلى مصر نحو عالمها الخارجي وأن هدفها هو إشغال القيادة الفلسطينية بهذا الهم على حساب همومها الكثيرة.. والآن فإن محاولة الإغتيال التي تعرض لها رئيس الوزراء الفلسطيني ومعه مدير المخابرات الفلسطينية.. وفي غزة نفسها هي الخطوة العريضة لإنشاء مجلس وطني غير المجلس الشرعي ومنظمة التحرير غير المنظمة الشرعية ..وبالتالي قيادة غير هذه القيادة وهذا واضح ومعلن وهو لا يخدم إلا إسرائيل التي تدعي، هروباً من استحقاقات الحل المنشود، أنه لا توجد جبهة فلسطينية واحدة وإن الفلسطينيين غير موحدين.. وأنهم لا يستحقون إلا دولة في قطاع غزة!!.