Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Mar-2020

الحكومة تسن إجراءات قاسية بانتظار أسبوعي الحسم “كورونا”.. اختصاصيون يتخوفون من تضاعف الحالات المصابة
 
محمود الطراونة وحمزة دعنا
 
عمان –الغد-  تشدد الحكومة إجراءاتها يوما بعد يوم بانتظار أسبوعي الحسم وهما ما يتخوف منه اختصاصيون من انفجار الحالات الطبية لترتفع أضعاف الأرقام الحالية، وهو ما يرتب على الجهاز الطبي أعباء أكبر من قدرته.
الإجراءات الحكومية التي بدت بالنصائح تحولت أمس إلى لغة خشنة تحمل جانبي الحرص والتخويف، بيد انها بكل الأحوال تحاول كسب الوقت في إبقاء المواطنين أكبر فترة ممكنة بالحجر المنزلي رغم تأثيراته على الاقتصاد والميزانية العامة للدولة.
يقول هؤلاء الخبراء، في أحاديث منفصلة لـ”الغد”، إن حكومة عمر الرزاز تمازج بين الطبي والسياسي في قراراتها، إذ انه برغم نصائح القطاع الطبي ولجنة الأوبئة بالاستمرار في الحجر القاسي على المواطنين، لما له من آثار إيجابية في التقليل من عدد حالات الإصابة، إلا أن الدولة بمكوناتها لا تستطيع منع الناس من التزود بوسائل المعيشة، لكنها في الوقت نفسه تعول على إجراءاتها من جهة وتعميق حالة الوعي لدى المواطن والشعور بالخطر من ناحية ثانية وهو ما قد يستغرق وقتا.
الحكومة التي تتحفظ في الحجر الصحي على أكثر من 5 آلاف قادم للأردن قبل إغلاق الحدود، منهم 4300 أردني، والبقية من العرب والأجانب، يقيمون في فنادق فئة خمس وأربع نجوم بالعاصمة والبحر الميت والعقبة، تحتجز بالمقابل في غرف العزل نحو 172 حالة مصابة.
وليست هذه ابلغ مخاوف الحكومة، فهي تخشى من نتائج “ثلاثاء الخبز” و”يوم ما قبل الحظر” والتجمعات التي يخالف فيها الناس هنا وهناك، والتي قد تظهر آثارها السلبية نهاية الأسبوع المقبل والأسبوع الذي يليه.
رئيس لجنة الصحة النيابية السابق، النائب إبراهيم البدور، يشير إلى “مخاوف من ان تتضخم أعداد الإصابات في الأسبوعين المقبلين، بحيث لا يقوى النظام الطبي على احتمالها”.
ويقول “لا بد من الأخذ بتحذيرات الدولة على محمل الجد لان النتائج المتوقعة وخيمة لا سمح الله وهو ما تحرص الدولة على ان لا يحدث، حتى لو كان الثمن اتخاذ إجراءات أشد قسوة”.
بدوره، يؤكد رئيس لجنة الأوبئة الدكتور نذير عبيدات “ان الاعداد الآن مطمئنة، فيما لا يمكن معرفة تطوراتها مستقبلا، إذا ما انفجرت الحالات لا سمح الله”.
من جانبه، يعول وزير الصحة سعد جابر على استجابة المواطنين للتعليمات الحكومية، خاصة فيما يتعلق بالتزام البيوت وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، وعدم مخالطة الآخرين.
من جهته، يشير نائب، طلب عدم نشر اسمه، إلى أن الحكومة لم تألو جهدا منذ البداية فقد اتخذت الكثير من القرارات الضرورية واللازمة لمواجهة انتشار الفيروس، لتنتقل بعدها إلى جملة من الإجراءات الطارئة، ما أدخلت حالة من الهلع لدى مواطنين، فتهافتوا على الأسواق التجارية والمخابز وأسواق الخضار لتخزين السلع الغذائية والمأكولات، ثم تبدأ بتشديد الإجراءات شيئا فشيئا لمنع انتشار الفيروس.
ويقول إن الإجراءات الحكومية يتوجب أن تكون أكثر حزما على الأقل في المرحلة المقبلة لتلافي الأخطاء التي حدثت خلال الأسبوعين الماضيين.
مسؤول سياسي، يوضح ان رئيس الحكومة غير مسار الازمة، وبدا أكثر مرونة في التعاطي بين حاجة الناس من جهة وحاجة الدولة التزامهم بمنازلهم، فكان قرار الفك الجزئي للحظر مناسبا الى حد ما، لكنه يؤخر نتائج الحسم فيما يتعلق بالفيروس.
ويضيف أن إعلان العمل بقانون الدفاع يحتاج تفعيلا أكثر لبنود قانون الدفاع، متوقعا أن تصل الدولة إلى إعلان حالة الطوارئ إذا ما بقي عدد كبير من المواطنين في حالة انفلات من القانون لا يراعون ضرورة الالتزام بمنازلهم.
ويدعو، الحكومة إلى تقديم مساعدات عاجلة وسريعة ومجزية لاولئك المواطنين الذين لا يمتلكون أي عائد مالي او يعملون بشكل موسمي، فهؤلاء “هم بمثابة حالة تنتظر الانقضاض إذا لم تراعى أوضاعهم المادية خلال فترة الحظر وعندها يمكن ان تفقد الحكومة السيطرة لا سمح الله”.
وحذر عضو اللجنة الخاصة بمتابعة ملف فيروس كورونا واستشاري الأوبئة الدكتور بسام الحجاوي من خروج المواطنين من منازلهم خلال فترة الأيام العشرة المقبلة.
ووصف المرحلة المقبلة بالمصيرية، وهي فترة الحضانة لضمان عدم انتقال العدوى بين أفراد المجتمع، مشيرا لعدم وجود وسيلة لحماية المجتمع سوى الالتزام بالبيوت.
وحذر الحجاوي المواطنين من الأيام المقبلة لأنها فترة “عصيبة”، وأمامنا خياران اما مواجهة الفيروس ودحضه من خلال الالتزام بالتعليمات واما انتشاره لا قدر الله.
وأشار إلى أن الفيروس ثقيل الظل وباستطاعته دخول جميع المنازل التي لا تلتزم بالتعليمات، والفئة المعرضة للخطر هي كبار السن والحوامل والأطفال، مؤكدا ضرورة عدم خروجهم من المنازل مهما دعت الحاجة.
وشدد على ضرورة الانتباه من وجود إصابات بلا أعراض هي مكمن الخطر بحسب الحجاوي، وهو حامل الفيروس ويقوم بنقله للمجتمع دون العلم بذلك، لذا يجب عدم المخالطة تحت أي ظرف.
و”إن أي ثغرة من قبل بعض الأشخاص ستهدد عائلته والمجتمع بأكمل وسيؤدي إلى الهلاك”، بهذه الكلمات حذر الحجاوي من يتهاون في التعامل مع الفيروس.
وحول تقوية جهاز المناعة قال الحجاوي: يجب النوم لساعات طويلة والحصول على الأغذية السليمة لرفع قدرة الجهاز المناعي، مطالبا المجتمع بان يكونوا ككتلة واحدة لحماية الوطن والمجتمع من خلال اتباع التعليمات الرسمية.
وتشكل الإشاعات والصور المفبركة والتسجيلات المزورة على مواقع التواصل الاجتماعي والواتس اب أساس القلق وإثارة الهلع لدى المواطنين لذلك يجب علينا التحذير منه وعدم الالتفات له على حد قول الحجاوي.
وبالمحصلة فالاسبوعان المقبلان هما اسبوعا الحسم فيما يتعلق بانتشار الفيروس ما يتطلب من الدولة اكثر حزما ورعاية للمواطنين لينظر الرئيس الرزاز مرة بعين اللين وأخرى بالشدة حتى يخرج الأردن من هذه الازمة كسائر دول العالم.