Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Dec-2019

أسوأ أنواع النفاق، النفاق السياسي ومثله النفاق التاريخي ..!*د.عبد الرحيم جاموس

 الدستور

النفاق وصف ممقوت بكل اشكاله ومستوياته، وقد جاء وصف المنافق على لسان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في قوله (آية المنافق ثلاث ،اذا حدث كذب وإذا أؤتمن خان......) الحديث.
فأول صفات المنافق هي صفة الكذب، وهي ابشع الصفات التي يتصف بها البعض، وقال فيها الرسول الكريم (المسلم لا يكذب) وقال صلى الله عليه وسلم (المسلم من سلم الناس من لسانه ويده) نعم لهذه الدرجة الكذب صفة سيئة.
تجد للأسف الكثيرين يبررون لأنفسهم الكذب ليمارسوا أبشع صور النفاق والتضليل، من الخاصة والنخبة ذوي التأثير في السياسة والاقتصاد ...الخ.
يستوقفني السياسيون حينما يكذبون، لما لأكاذيبهم من خطورة بالغة تلحقُ بالعامة، جراء كذبهم أو تضليلهم لأصحاب القرار من مسؤولين وحكام، ويدفعونهم لإتخاذ قرارات خاطئة او مواقف خاطئة بناء على اكاذيبهم، يكون وقعها واثرها بالغ الخطورة على المجتمع وربما على الدولة بأكملها.
من أخطر اشكال النفاق والمنافقين أولئك الكتاب والبحاثة الذين يمارسون النفاق وبالتالي الكذب على الاحياء والاموات في آن واحد، وهنا اقول: أن من ابشع صور النفاق هو النفاق التاريخي، عندما يقوم الكاتب او الباحث او المؤرخ بقلب الحقائق التاريخية وتزويرها، ونسج حقائق مغايرة لما حصل وما وقع من احداث سالفة .. ويضلل العامة، هنا تتجلى أهمية الموضوعية في تسجيل الاحداث والوقائع على اختلافها سواء منها المعاصرة أو الماضية أي التاريخية ...!
لذا تأتي الصدمة بالغة عندما يكون النفاق والكذب ممن يجب أن يكونوا أمناء على الحقيقة ونقل وتسجيل الحقائق على اختلافها بكل شفافية وموضوعية، كي يستقيم الفهم لها وكي تؤخذ منها العبر دون تزوير أو تضليل...
إن سيادة النفاق والمجاملة على حساب الحقيقة وقلبها أو تغييرها، سواء كانت حقائق تتعلق بالتاريخ ودروسه أو تتعلق بالحاضر، وما ينتج عنها من كذب وتضليل وما يترتب عليها من خداع، يعتبر من أخطر الآفات التي تقود إلى ابشع صور الفساد المدمر للثقافة والسياسة بكل مستوياتها ..
إن الباحثين والكتاب والأدباء والصحفيين والمستشارين مسؤوليتهم في هذا الشأن بالغة في الدفاع عن الحقيقة والموضوعية العلمية، التي تتجلى فيما يكتبون أو ما يسجلون أو ينقلون من آراء أو حقائق، إنهم يتحملون وزر كذبهم إن حادوا عن نقل الحقائق كما هي بكل تجرد ومسؤولية وموضوعية بعيدة عن الهوى والنفاق ..!
للأسف في ظل الثورة الاعلامية وثورة الاتصالات التي يعيشها عالمنا المعاصر ... بات الكذب والنفاق مستشريين، والاعلام الكاذب حرفة وارتزاق للكثيرين، ممن يزورون ويكذبون ويعملون على تغيير الحقائق وتزويرها خدمة أو تضليلا لمشغليهم وارباب نعمهم ولغيرهم ... فتضيع الحقيقة ويتوه العامة في معرفة الصدق من الكذب ويفقدون القدرة على الفصل بينهما...!
لذا إن من أسوء أنواع النفاق وما يترتب عليه من كذب بواح وتضليل خطير هما (النفاق السياسي والنفاق التاريخي) لإتساع دائرة ضررهما واثرهما على العامة..
ليس كل ما يكتب أو ينشر عبر أية وسيلة من وسائل النشر والاعلام يعتبر حقيقة، بل الأكثر منه بات كذبا ونفاقا وتزويرا أو تشويهاً للحقيقة ...
بناء عليه يجب التعامل بحذر شديد مع كل ما يكتب أو ينشر سواء عن الماضي أو الحاضر وضرورة التحقق من صدقيته وموضوعيته قبل البناء عليه .. وعدم الأخذ به كمسلمات دون محاكمتها والتأكد منها ..!