Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Nov-2017

نجاحٌ من الصفر* ديما ماجد المجالي
مدونة -
 
   هذه سُنّة الحياة عندنا وقانونها غير المكتوب:كلّ منا  يفتقر إلى من  يدعمه.
 
مهما كان  الواحد منّا مقتنعٌا بنفسه وكفؤا الا انه يعوزُ لمن يساعده في شق الطريق والاهتداء  لمحطاتها ومنعطفاتها. والمسألة مسألة حظ:منّا من يصادف ذلك الشخص، وآخرون يمضون حياتهم يستقصون عنه , لإتمام هدفهم وأخذ فرصتهم  التي لا تاتي  الا بمؤازرة وتشجيع على متابعة سُلَّم الشجاعة والثقة المملوء بمختلف انواع الصعوبات والمحبطات.
 
 
 
في بلاد الدنيا المتقدمة يكون للرعاية ولتأهيل الكفاءات الشابة مؤسسات  رسمية او من القطاع الخاص ، تعمل ببرامج واضحة  وبشفافية وحيادية  لا تحكمها إلا المصلحة العامة  والتخطيط للمستقبل. يسمّونها  حواضن تفريخ القيادات وتصنيع الاجيال المتعاقبة من  الكفاءات الحقيقية التي  تبني المستقبل بكفاءة. الشركات ترعى  تأهيل هذه الكفاءات الصاعدة ، وكذلك  الحكومة  وايضا مؤسسات  الاعلام والرياضة والفنون.لديهم كلهم ثقافة تربوا عليها  بالمسؤولية تجاه الشباب  الكفؤ  لتسليمهم المستقبل من موقه الكفاءة والابداع.
 
 
 
عندنا  الوضع ليس بهذا الوضوح. الحظ  يلعب لعبته الازلية في  ان يضع الشابة او الشاب الطموح  أمام الفرصة التي يستحقها. والصدف  هي التي تتحكم بمستقبل الغالبية العظمى من هؤلاء الشباب. فمن يفشل في العثور على من يدعمه ويرعاه  ليحقق طموحه، فإنه سيكون امام تحدي مضاعف مكلف ،  ليصنع بنفسه سُلّمًا دون مساعدة من أحد و ليصبح منافسًا في غابة البحث عن الكفاية او التميز.
 
  جميعنا نمتلك أهدافا و نحتاج إلى من يشجعنا على الاقل،  ويترك لنا أن  نطور أنفسنا لنصبح أكثر ثقة, لا يهزنا أي رأي سلبي, حتى نبلغ مرحلة الراحة والإئتمان, ما دمنا نمتلك جينات الدرع الإيجابي ذي الثقة .
 
 هذا هو النجاحٌ من الصفر, الذي لا نريد اكثر منه: التشجيع الذي يجعل رقم  الصفر يتصاعد ويمنح صاحبه  الثقة  بالنفس التي يستحقها, ويصل إلى أرقام ليست معدودة في زمننا هذا...
 
 ..نعم  نستطيع أن نبدأ من الصفر, ونعيش رحلة القوة التي نستحقها ...وسنمتلكها.