Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-Aug-2017

مشكلة الأكراد ليست عربية ! - صالح القلاب
 
الراي - يبدو أنه لا بد من التأكيد مجدداً، ومثنى وثلاث ورباع، على أن مشكلة الأكراد بالنسبة لحق تقرير المصير ليست مع العرب لا في العراق ولا في سورية وإنما مع الإيرانيين والأتراك وذلك على إعتبار أن الكتلتين الكرديتين الكبيرتين هما أولاً في تركيا وثانياً في إيران وأن المعروف هو أن كردستان العراقية غدت تنعم بحكم ذاتي فعلي قد لامس في حقيقة الأمر صيغة الدولة المستقلة منذ بدايات تسعينات القرن الماضي وحتى الآن .
 
إن الدافع إلى هذا الكلام الآن هو أن الأيام الأخيرة قد شهدت تحركاً عسكرياًّ إيرانياًّ – تركيا عنوانه الزيارة التي قام بها رئيس الأركان الإيراني اللواء محمد باقري إلى أنقرة وحيث أجرى محادثات مع زميله رئيس الأركان التركي الجنرال خلوصي أكار وصفها الرئيس رجب طيب أردوغان بأنها في غاية الأهمية وأنه تم الإتفاق على عمل مشترك ضد ما وصفه بـ «المجموعات الإرهابية المتطرفة» في كلا البلدين، أي حزب العمال الكردستاني – التركي الـ «P.K.K» وحزب الحياة الحرة الكردستاني- الإيراني الـ «Bijak» ..وهنا فإن الواضح أن كل هذا قد جاء أيضاً كإنذار للزعيم مسعود بارزاني للتراجع عن قرار «الإستفتاء» الذي من المفترض أن يتم في الخامس والعشرين من الشهر المقبل إذا لم يتم التراجع عنه أو تأجيله إلى موعد آخر.
 
إن المعروف هو أن دولة «مهاباد» الكردية، التي أقيمت في عام 1949 في كردستان – الإيرانية ، التي تم إغتيالها وإغتيال مؤسسها القاضي محمد في لعبة دولية قذرة، بقيت تشكل حافزاً للأكراد في كل أماكن ودول تواجدهم لمواصلة الكفاح من أجل تقرير المصير وأغلب الظن، لا بل حقيقة، أن هذا هو سبب كل هذا الإستنفار العسكري الإيراني – التركي الأخير وحيث ساد إحساس لدى الأتراك والإيرانيين بأن العدوى «الإنفصالية» ستنتقل إلى «أكرادهم» إنْ تم إستفتاء الخامس والعشرين من الشهر المقبل.. وإن انتهت الأمور إلى أن يصبح أقليم كردستان العراقي دولة مستقلة.
 
وهنا فإنه لا بد من التأكيد، ومجدداً، على أن العرب عموماً هم الأقل رفضاً لأن يقرر الشعب الكردي، الذي يعتبرونه شعباً شقيقاً وهو كذلك، مصيره وأن يقيم دولته أو دوله المستقلة ولعل ما هو معروف في هذا المجال أن غالبية العراقيين لا تمانع في أن يأخذ الحكم الذاتي لإقليم كردستان – العراق صيغة الدولة المستقلة لكن على أساس التفاهم المسبق على حدود هذه الدولة وعلى صلاحياتها السيادية وأيضاً على علاقاتها المستقبلية مع الدولة الإتحادية ومع العاصمة بغداد.
 
وهكذا فإنه غير جائز وعلى الإطلاق أن يبقى هذا الشعب محروما مما حصلت عليه شعوب المنطقة، بإستثناء الشعب الفلسطيني بالطبع، وهنا فإنه لا بد من إدراك أن اللجوء إلى العنف والقوة العسكرية لمواجهة تطلعات الأكراد المحقة سيؤدي إلى عنف مضاد وبخاصة بالنسبة لإيران التي هي في حقيقة الأمر لوحة فسيفسائية قومية يشكل فيها الكرد القومية الثالثة بعد الفرس والآذاريين ولكنها قومية مضطهدة ومحرومة ومصادرة كل حقوقها وهذا لا يمكن أن يستمر ويتواصل لفترة طويلة.