Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Apr-2018

دولة قوية غير ديمقراطية من البحر إلى النهر - جدعون ليفي

 

هآرتس
 
الغد- في يوم الاستقلال السبعين، يعيش في إسرائيل 12 مليون نسمة. عدد منهم من مواطنيها وعدد آخر من سكانها وعدد منهم من معتقليها وكلهم رعاياها؛ مصيرهم جميعا تم تحديده من قبل مؤسسات حكمها. في يوم الاستقلال السبعين، يجب الاعتراف بأن حدود الدولة الحقيقية هي من البحر إلى النهر، بما في ذلك قطاع غزة. هي تسيطر على كل هذه الأراضي وعلى سكانها بوسائل مختلفة ومتنوعة، حتى لو لم يكن هناك من ناحية قانونية أي ذكر؛ اتركوا القوانين فإسرائيل تركتها منذ زمن بعيد. هي الحاكم الفعلي في إسرائيل وفي الضفة الغربية وفي قطاع غزة، الذي اكتفت بحكمه من الخارج لأن هذا الأمر أسهل بالنسبة لها.
في يوم الاستقلال السبعين، يحين الوقت للاعتراف بأن وضع احتلال مناطق 1967 ليس مؤقتا، ولم يكن في أي يوم معدا ليكون هكذا ولن يكون إلى الأبد هكذا. الخط الأخضر محي، الفرق بين 1948 و1967 غير موجود. فقط 19 سنة من عمرها، كلمح بصر تاريخي، عاشت الدولة بدونه، وفي باقي سنوات عمرها تحول الاحتلال إلى جزء لا ينفصل عنها، عن طابعها، عن نظامها، عن جوهرها، عن جيناتها. ما كان هنا في لحظة وذهب، لن يعود.
إن تمزيق القناع المؤقت، لجزء من الإسرائيليين كان وهما جميلا، ولجزء آخر كان تهديدا خطيرا -هو أمر ضروري وحتى مصيريا. هناك فجوة عميقة تفصل بين احتلال مؤقت واحتلال دائم. في شبابها كانت إسرائيل حقا صغيرة في مساحتها وعدد سكانها، لكن شبابها مثل كل الشباب مضى بسرعة. في معظم سنواتها لم تشبه الفتاة الشابة التي توجد في الذاكرة. أيامها كدولة صغيرة ذات أغلبية يهودية انقضت وعقارب الساعة لا يمكن إرجاعها إلى الوراء. هي لم تعد المرأة الصغيرة التي في الأحلام، لقد أصبحت المرأة الكبيرة من الكوابيس.
في يوم الاستقلال السبعين، يحين الوقت للاعتراف بأن إسرائيل دولة ثنائية القومية، تحت حكمها يعيش شعبان متساويان في حجمهما، وهي تستخدم عليهما نظامين منفصلين، ديمقراطية لليهود وقمع للعرب وديكتاتورية للفلسطينيين. هي ليست ديمقراطية متساوية لكل رعاياها، لذلك هي بالطبع ليست ديمقراطية. لا توجد ديمقراطية كهذه، للشعب الأول نعم وللشعب الآخر لا.
لهذا أن نسمي إسرائيل ابنة السبعين ديمقراطية في الوقت الذي أقل من نصف رعاياها يعيشون في حرية، ليس أكثر من خدعة دعائية، نجحت أكثر من المتوقع. ليس الإسرائيليون فقط ينفون الواقع، أيضا من السهل على الغرب أن يرى الجانب المضيء لإسرائيل وأن يتجاهل الجانب المظلم ويواصل تسميتها ديمقراطية. حيث إنه من منهم في ماضيه لم تكن له ساحة خلفية كولونيالية مثل هذه. من يستطيع انتقاد إسرائيل فعليا، التي قامت من الدمار. لهذا فإن إسرائيل هي عزيزة الغرب، رغم الضريبة الكلامية الفارغة للفلسطينيين. لهذا فقد تمسك الغرب بذريعة الاحتلال المؤقت. انتظروا، انتظروا، بعد قليل "عملية سلام" وسيترك الإسرائيليون المناطق. لذلك من المهم جدا قطع دابر كذب المؤقت.
إذا كان الاحتلال غير مؤقت، عندها من الواضح أن الأمر لا يتعلق بالديمقراطية، بل بدولة ابرتهايد واضح. شعبان، نظام حقوق لكل شعب، هكذا يبدو ابرتهايد، حتى لو اختفى خلق حجج مختلفة من المؤقت وحتى الأمن، من الحق على الأرض وحتى الشعب المختار، بما في ذلك وعد إلهي وخلاص مسيحاني. هذه الذرائع لا تغير الصورة. أيضا في جنوب افريقيا، الذي لم يكن هناك شك بخصوص كونه دولة ابرتهايد، استخدم النظام ذرائع مشابهة لتبرير وجوده. لم يقتنع أحد بذلك هناك. وهنا من يقتنعون بذلك. أحد الفروق بين إسرائيل وجنوب افريقيا هو أن إسرائيل قوية ومحكمة ولها علاقات قوية مع العالم ونجحت في أن تطمس أكثر عنصريتها.
كبيرة وقوية وغير ديمقراطية، إسرائيل تستعبد الفلسطينيين بطرق مختلفة. النتيجة واحدة: ليس هناك فلسطيني واحد حر في الضفة الغربية ولا في قطاع غزة. مصيرهم حسم في مقر الحكومة في القدس أو مقر الجيش في تل أبيب، وهذان المقران ليس لهما حقوق. أليس أبرتهايد؟ هل هذه ديمقراطية؟.
والآن، احتفالات الفخر والاستعراض لميري ريغيف، علينا أن لا نلغيها.