Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Dec-2018

محاولة للحديث بتفاؤل! - د. محمد عبدالكريم الحنيطي

 الراي - هناك حاجةٌ لمنح حكومة الدكتور عمر الرزاز مزيداً من الوقت، خاصة مع تصاعد حالة التشاؤم التي باتت تغطي مساحاتٍ واسعةٍ وتعبر عنها مواقع التواصل الاجتماعي وسواها من الوقفات الإحتجاجية.

وبالرغم من هذه التشاؤمية علينا، التي ندرك أنها تعود على صاحبها بالنقد الكثير إلا أن ما يجب إدراكه أن وتيرة العمل الحكومي تتسارع، بالرغم من حجم المشاكل الكبيرة التي واجهتها، وبعضها مرتبط بأمور في بنية عمل المؤسسات الحكومية ذاتها وأخرى مرتبطة بتقصير خارج عن إرادة الحكومة.
وبين مثالين من الممكن الحديث عن تعاطي الحكومة مع ما حدث عقب تسريب قائمة لإستثناءات للمقاعد الجامعية وتحرك رئيس الحكومة على الفور لاغياً هذه الاستثناءات وتأكيده على خطاب العدالة الإجتماعية الذي نتطلع إليه.
ومثال آخر، حادثة البحر الميت التي جزءٌ كبير من تبعاتها نتج عن قصورٍ في أداء مؤسسات وأقسام إدارية اعتادت على نمطية تغييرها ليس بالأمر الهين.
وهذه الأزمة بالرغم مما تركته من تركةٍ ثقيلة على الحكومة إلا أنها سعت لتجاوزها بتحملها المسؤولية الأدبية وما صحبها من اقالة وزيري التربية والتعليم والسياحة.
واليوم، وعقب نحو (6 (أشهر على تشكيلها تحاول حكومة الرزاز الإستفادة من الخبرة التي تحققت في التعامل مع مشهدٍ عامٍ شائكٍ ومزاج عام مثقلٌ بعدم الرضا ومشحون بالنقد.
ويرجع سبب هذه «السوداوية» التي تشوب تياراً من الأردنيين إلى ما مر به الوطن من ظواهر الفساد وظروف اقتصاديةٍ صعبة وتردٍ في البنى والخدمات التحتية، وسواها من الأسباب التي باتت معلومة لدى الأردنيين.
الحكومة حاولت التعبير عن مقدرتها على التعامل مع الأردنيين بما جاء على لسان رئيسها خلال لقاء المثقفين، ومحاولة رئيس الحكومة قراءة المزاج العام، وأصحابه وتصنيفهم بين (4 (فئات.
وهذه محاولة يجب أن تكون محل تقديرٍ لا محل نقدٍ، إذ هي محاولة لفهم الآراء التي يحتكم إليها الأردنيون في نظرتهم للشأن العام.
كما أنها تعبير عن وجود «ورشة عمل» تسعى للحاق بأمنيات الشارع، والمتطلع إلى تحقيق منجزٍ سريعٍ ولو بقطاعٍ يمكن أن ينعكس أثره على الأردنيين.
مقابل صف من المتشائمين وجب أن يكون صوتٌ آخر لمن يرى الأمور أنها تسير بايجابية على التباطؤ الذي تمتاز به، وعلينا إدراك أن السنوات الأخيرة والحالية هي مخاضٌ أردنيٌ نتج لظروف منطقةٍ حوصرت بمفاهيم الدمار بأشكاله كافة.
لذا فالتفاؤل للأردن، ليس لخطاب الحكومة على أهميته وحسب، بل هو أيضاً لبوادر انفراجٍ باتت تعبر عن نفسها في جوارنا..
حمى االله الأردن.
mohamadhuniti@yahoo.com