Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Feb-2019

مآسي المعتمرين الأردنيين.. متى تتوقف؟*محمد عبدالجبار الزبن

 الراي

مكة المكرمة مهوى أفئدة المسلمين، يعشقون الارتحال إليها، ففيها يؤدون مناسك العمرة على مدار العام، ومناسك الحج في نهاية كلّ عام، ويزداد الشوق والمحبة عند الذين يرزقهم الله المرور بالمدينة المنورة، ونحن منهم في الأردنّ فبلادنا يسلك الذاهب فيها إلى مكة مرورا بالمدينة المنورة، فيصلي في المسجد النبوي الشريف ويذهب إلى زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ويسلم عليه ويصلي في الروضة الشريفة.
 
الصورة الإيمانية السابقة تزيد الناس فرحة بالذهاب والإياب، إلا أننا في الآونة الأخيرة أصبحنا نعيش هاجس حوادث الطرق، ما بين تصادم أو تهور أو انقلاب على جنبات الطريق وحوادث دهس للبشر أو دهس للإبل، فتتحول الفرحة إلى مأساة حقيقية خصوصا إذا كانت الوفيات أكثر من شخص وبالأخص إذا كانوا أقارب أو من قرية واحدة، كما حصل مع الحادث الأخير في منطقة تيماء، فكانت النتيجة وفاة اثنين فاضلين من منطقة بلعما شمال الزرقاء والتابعة للمفرق، فقد عمّ الحزن أرجاء الوطن عليهما، والدعاء لهما بالرحمة وللمصابين بالشفاء العاجل.
 
والسؤال: حتى متى تبقى المآسي تشكل الهاجس الذي يفقدنا لذة الرحلة المقدسة؟ وإنني أضع بين يدي وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، ومعالي وزيرها الأكرم الأستاذ الدكتور عبدالناصر أبو البصل، مقترحات من باب المناصحة:
 
أولًا: نحن نؤمن بقضاء الله وقدره، وأن تلك الحوادث على الطرقات لا تعدّ ظاهرة.
 
ثانيًا: الحوادث لا توعز لتقصير إداريّ أو ما شابه، فلا لوم فيه على أحد.
 
ثالثا: مقترحات لسير الرحلة، لمنع الحوادث الشنيعة، على النحو الآتي:
 
1) التأكيد على وجود أكثر من سائق مع كلّ حافلة.
 
2) ربط الحافلات بنظام: (الجي بي أس) لضرورة المتابعة بأدق التفاصيل.
 
3) إلزام المرشدين بأخذ دورات في ضبط النفس والثقة وكيفية إعطاء التعليمات وكيفية أخذ تعليمات الرحلة وتطبيقها والمقدرة الشرعية أساس في أن يكون مرشدا.
 
4) أخذ التعهدات على المشاركين في الرحلة بعدم التأخر في التسوق أو ما شابه، حتى لا يؤخر الرحلة.
 
5) أن يكون النظام والتنظيم أثناء قيادة الرحلة بقانون واضح يلزم الجميع.
 
6) لا نرهق سائق الرحلة، حتى إنه يكاد في كلّ حافلة مَن يتمتع بالتسوق والتأخر بحجة الضياع.
 
7) هذه المقترحات بعضها معروف، لكنها عند التطبيق العملي نادرة، وللأسف فعدم الانضباط –أحيانا- مع كثرة رحلاتنا إلى العمرات سيسبب حوادث ما لم نزدد حرصا وأخذا بالأسباب.
 
وأخيرا: السلامة على الطرق مطلب شرعيّ وإنسانيّ، يحتاج مثابرة الجهود من الجميع، وقد يكون بعض الأخطاء فيما مضى مستساغا، لكنه اليوم ليس كذلك، فلنكن أكثر وعيًا في ذهابنا وإيابنا وحلّنا وترحالنا، لنبتعد عن المآسي. مع دعائنا لكلّ من توفاه الله بالرحمة فيما مضى.
 
ولا ننس أن نشكر سيدَ البلاد الملك المفدى عبدالله الثاني ابن الحسين، الذي يوعز كلَّ مرة بتأمين عودة الحالات التي تتعرض للحوادث الاستثنائية، فتعاد إلى البلاد بطرق ملائمة، برا وجوًّا.