Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Sep-2017

حماس تحل لجنتها الإدارية في غزة تمهيدا للحوار الفلسطيني

 اللقاءات المصرية الحمساوية تبحث ملفات المصالحة الفلسطينية وضبط الحدود والأمن و"صفقة" الأسرى

 
نادية سعد الدين
عمان- الغد- قال مسؤول مصري إن اللقاءات التي تجري بين قيادات أمنية مصرية ووفد من حركة "حماس"، برئاسة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، حالياً في القاهرة، ضمن أجواء إيجابية، تعد نقلة نوعية في العلاقة بين الطرفين، وتؤشر لانفتاح أكبر في المرحلة المقبلة.
وأضاف المسؤول والمطلع عن قرب على سير عمل لجنة المفاوضات المصرية- الفلسطينية، الدكتور طارق فهمي، لـ"الغد" من القاهرة، إن "زيارة "حماس" للقاهرة، التي تستمر حتى نهاية الأسبوع الجاري، تكتسب أهمية معتبرة، حيث تتناول المباحثات، التي تديرها مصر لوحدها بدون تواجد لطرف عربي آخر، ملفات ضبط الحدود والأمن والأسرى والمصالحة الفلسطينية".
وأكد حرص مصر على إنهاء الانقسام الفلسطيني، وإنجاز المصالحة، لافتاً إلى "تشديدها على أهمية استضافة إجراء حوار فلسطيني شامل ومنفتح أمام كافة القوى والفصائل الفلسطينية، من أجل أن يؤتي نتائجه المرجوة منه"، خلافاً لدعوة بعض الفصائل، مثل "الجهاد الإسلامي"، إلى لئمه بمن حضر، لتحقيق الوحدة الوطنية.
ونوه فهمي، وهو رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية والفلسطينية في المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، إلى أن "حماس ترى، حتى اللحظة، بضرورة توفر ضمانات وتعهدات قبل حل اللجنة الإدارية، المشكلة مؤخراً لإدارة شؤون قطاع غزة، تحسباً من ترك فراغ لن تستطيع حكومة الوفاق الوطني إشغاله، في ظل استمرار غياب عملها، بما يترك المجال واسعاً أمام عناصر أخرى لسده، مما يؤثر على استقرار القطاع".
وأوضح بأنه "لا تعديل على المخطط المستمر، والمتعلق بالمنطقة العازلة منزوعة السلاح، الممتدة، وفق الاتفاق، من الجدار المصري حتى شمالاً بعمق 100م وطول 13كم، بما تتضمن تسوية الأراضي المحاذية والأسلاك الشائكة وكاميرات المتابعة، وغيرها، حيث دخلت حماس في تنفيذ المرحلة الثانية منه".
وأشار إلى أنه "من المتوقع أن يتم فتح معبر رفح، في الفترة المقبلة، بصورة شبه دورية، أمام حركة تنقل البضائع والأفراد، في إطار تفاهمات وتقديم تسهيلات لسيولة التجارة فوق الأرض، وليس تحتها"، مبيناً أنه جرى فتح المعبر جزئياً في عيد الأضحى المبارك".
وأفاد بأن "البحث في منطقة التجارة الحرة وإقامة الميناء، وغيرها من المشاريع البنيوية الحيوية التي تسهم في تحريك الاقتصاد بالقطاع، سيتم في مرحلة متقدمة، حيث سيأخذ بعض الوقت".
وتحدث عن تناول المباحثات "لتحسين وضع غزة وتسريع تطبيق التفاهمات، التي أبرمت أخيراً بين الطرفين ذات العلاقة بإمداد غزة بالتيار الكهربائي وفتح معبر رفح".
ولفت إلى تمكن اللجنة الوطنية للتكافل الاجتماعي، التي تدور عجلة عملها حالياً في غزة، من "تحقيق جهد حقيقي في مساعيها، كفاتحة تحقيق المصالحة المجتمعية، ضمن سياق تحرك مهم تقوده مصر والإمارات، بما يخدم مصلحة قطاع غزة".
وبين "عدم ممانعة مصر من لعب دور الوسيط بين حركة حماس وسلطات الاحتلال الإسرائيلي، حول صفقة تبادل الأسرى، بعدما كانت الحركة تبدي تحفظاً على ذلك".
ولفت إلى شقي التفاهمات الثنائية بين حماس وبقية الفصائل الفلسطينية وبين "حماس" و"التيار الإصلاحي الفتحاوي"، (تيار القيادي المفصول من حركة "فتح" النائب محمد دحلان)، مؤكداً أن القاهرة منفتحة على الجميع ولها علاقات مباشرة معهم".
واعتبر أن "ليس غريباً لأن ترتب القاهرة لأي لقاءات فلسطينية أو التوفيق بين الفرقاء، حيث لا تقف في صف فصيل على حساب الآخر وإنما تقف على مسافة متساوية من جميع القوى والفصائل الفلسطينية، وهي منفتحة في علاقتها مع الجميع وتفتح بابها أمام الجميع، بما يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني".
وقال إن "الرئيس محمود عباس يتحفظ على بعض التحركات المباشرة لدولتي مصر والإمارات في هذا السياق، ولكنه استمع في زيارته الأخيرة للقاهرة إلى تأكيد رسمي مصري بأن عنوان الشرعية الفلسطينية هو الرئيس أبو مازن".
وأوضح أن "مصر تسعى لتقريب وجهات النظر وتهيئة الأجواء وتسهيل الإجراءات، لأن ذلك يؤدي إلى خدمة الشعب الفلسطيني، وأيضاً يحقق مصالح مرتبطة بمصر وتستفيد منه القاهرة ويشكل جزءاً من المصلحة الأمنية والاقتصادية والاستراتيجية لمصر".
واعتبر أن "هناك مناخاً جيداً بين مصر وحماس، ومن المرجح أن تشهد المرحلة المقبلة المزيد من زيارات حماس للقاهرة، وتنامي العلاقة بين الطرفين، في ظل استحسان القاهرة للإجراءات القائمة بين مصر والحركة".
 الى ذلك  أبلغ وفد حركة حماس المسؤولين المصريين بموافقة الحركة على حل اللجنة الإدارية التي أنشأت أخيرا وتتولى إدارة قطاع غزة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية كبادرة لاستئناف حوار المصالحة مع الرئيس محمود عباس، بحسب ما ذكر مسؤول في الحركة  امس الثلاثاء.
وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه "وافق وفد حماس على طرح تقدم به الإخوة المسؤولون المصريون بحل اللجنة الإدارية وتشكيل حكومة وحدة وطنية مهمتها حل الأزمات الداخلية الفلسطينية والتمهيد لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية كبادرة للحوار مع حركة فتح للمصالحة".
وقالت حماس في بيان لها امس الثلاثاء إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية التقى مع رئيس المخابرات العامة بمصر خالد فوزي، وأكد الوفد على "استعداده لعقد جلسات حوار مع حركة فتح في القاهرة فورا لإبرام اتفاق وتحديد آليات تنفيذه".
ودعا البيان إلى "تمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة مهامها وإجراء الانتخابات على أن يعقب ذلك عقد مؤتمر موسع للفصائل الفلسطينية بالقاهرة بهدف تشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني بالضفة والقطاع والقدس".
وقال المسؤول المطلع إن حماس "معنية أن تنجح مصر في انجاز المصالحة الفلسطينية، واعتقد لا حجة الآن لحركة فتح بتعطيل جهود مصر لتحقيق المصالحة وإلغاء حكومة السلطة للقرارات العقابية التي اتخذتها ضد غزة".
من جهته قال  القيادي في حركة فتح فايز أبو عيطة إن الرئيس عباس أكد أن وقف إجراءات السلطة الفلسطينية في قطاع غزة "مرتبط بحل الإدارية وتمكين حكومة التوافق برئاسة رامي الحمد الله القيام بمسؤولياتها ودورها في القطاع"، معتبرا تحقيق هاتين الخطوتين "المفتاح لانجاز المصالحة".-( وكالات)