Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Sep-2017

عام جامعي جديد.. تحديات وتساؤلات - د. محمد القضاة
 
الغد- قبل البدء بالحديث عن العام الجامعي الجديد لا بد من القول إن الجامعات الاردنية تقوم بجهود أكاديمية غير عادية؛ بخاصة الرسمية منها، وتواجه هجمة غير مسبوقة من قبل أشخاص من خارج الوسط الاكاديمي أقل ما يقال فيهم أنهم لا يعرفون التحديات الحقيقية التي تواجه الجامعات، وهي تحديات خلقتها ذهنيات تبحث عن الاضواء والتوسع الافقي على حساب التميز والابداع والكيف، ما علينا توسعت الجامعات وغرقت بالدين وصارت برامج الجامعات على المحك بسبب نقص التمويل، وحين تقرأ سيل المقالات والتعليقات اليومية عن الجامعات تتعجب لانفصام بعض الكتابات عن واقع الجامعات ومنجزاتها وتحدياتها، لا نريد ان ندخل في حوار هؤلاء، لأننا نريد ان نؤكد على حقيقة واحدة ان الجامعات جزء من المجتمع تتأثر وتؤثر، وهي جامعات ليست ملك أحد؛ إنها جامعات وطنية تقودها قيادات أكاديمية سواء اتتفقون معها أم تختلفون، لا بد لها ان تأخذ فرصها في الاجتهاد والعمل، ولا يهم درجة رضا الناس؛ لان الجامعات ليست مكانا للتوظيف او لتصفية الحسابات او قبول طلبة فوق الطاقة الاستيعابية؛ انها جامعات تقوم بواجباتها في إطار الخطط الاستراتيجية التي وضعتها كل جامعة، وتوازن بين مخرجات اللجنة الوطنية للموارد البشرية واستراتيجياتها لخدمة الجامعات ومتطلباتها الاكاديمية والبحثية، وان كان من كلمة شكر فهي لوزير التعليم العالي وبعض رؤساء الجامعات الذين آثروا ان يستمعوا لخلوة البحر الميت وقد أحسنوا الاستماع...وانا ضد اي نوع من الخلوات فما بالكم اذا كان موضوعها الجامعات الاردنية، واذا كان الهدف الفائدة فلماذا لا تكون مفتوحة لإثراء الحوار؛ بخاصة ان تحديات الميدان في الجامعات تعرفه الجامعات وليس تنظيرات ووجهات نظر مكتوبة لا علاقة لها بالجامعات، وكنت اتمنى ان نسمع آراء ناجزة تضع القاطرة على سكة الإصلاح، ما اسهل التنظير وما اجمل مصطلحات المنظرين! غير ان التطبيق يحتاج إصلاحيين واقعيين جادين ينسون أنفسهم في سبيل نجاح الإصلاح.
 
ومع بدء هذا العام الجامعي الجديد لماذا لا نتفاءل ونطلق عنان الامل للقادم ، بعيدا عن لعنة الأسئلة ومديونية الجامعات التي تتقاطع مع احلام طلبة الجامعات وحلمهم بالمستقبل والرغبة الاكيدة في التعلم والتعليم والابداع، وهذه الرغبة لا بد ان يسندها التصميم والابتكار والبحث والاستقصاء والمعرفة، وعدم التسليم بالأمر الواقع والمسلمات دون التقميش والحوار والتنقيب عن مصادر الوعي والتحديث، وأن هدفا بانتظارهم، ووطنا ينتظرهم لكي يرفعوا من سويته وتقدمه، والأمل بهم ان يكونوا مسلحين بالوعي والحب والانتماء والابداع، وان يبتعدوا عن التطرّف والافكار المسمومة والآراء المتشنجة؛لأننا اليوم أمام استحقاقات صعبة تؤثر على أوضاع الجميع، وعلينا ان نكون مع أنفسنا ومجتمعنا، وأن نقف ضد كل موتور أو حاقد يؤثر على جامعاتنا ووعينا وابداعنا، والأمل بالاساتذة والطلبة ان يكونوا في سوية واحدة، وفي هدف واحد، التميز والابداع وحسن الانتماء.
 
العام الجامعي الجديد يقرأ التحديات والتداعيات والواقع بأسئلة المنطق، ويضع الجميع امام دورة جديدة تستقي مركزيتها من المعرفة والعلم والشك العلمي ، بعيدا عن وصفات ممن يعتقدون انهم قطب الرحى في التفكير الاكاديمي، او ان امهاتنا لم تنجب مثلهم، وان غيابهم يعيد الجامعات الى درجة الصفر، اقول تعالوا واقرأوا تاريخ الجامعات العريقة في كل أنحاء العالم لنرى كيف استمرت تلك الجامعات في البناء والعطاء وحوار الأجيال على مدار مئات السنين، وهو ما يؤكد فشل التنظير دون التطبيق، وتاريخ الأكاديميا الاردنية لم يتجاوز نصف قرن وكلنا يعرف مآلاته وتحدياته وإنجازه وظروفه، وكل ما يحتاجه القطاع الاكاديمي اليوم ان يقرأ أطراف المعادلة واجباتهم الحقيقية بواقعية ورغبة في العمل، لكي يعيدوا ضخ محفزات الحياة في الحياة الجامعية لكي تدب الحياة في المدرجات والقاعات والاقسام الاكاديمية والكليات والحرم الجامعي برمته، ما اجمل ان نبدأ من جديد في ردم الهوة بين الأجيال ، وان نفتح الحوار والنقاش العلمي الهادف مع هذا الجيل؛ لانه هو المستقبل، والمستقبل لا يقبل أدوات بالية وافكارا مهترئة وإنما الحقيقة العلمية الناجزة التي تنطلق من واقع أكاديمي يعرف ما له وما عليه، وبعد اقول: الجامعات الاردنية تحتاج من صانع القرار الاكاديمي خارج الجامعة الى مزيد من الدعم، ومن داخل الجامعة ان يشمر الجميع عن سواعد الجد والابتكار والابداع ، لبناء جيل مسلح بالموضوعية والعلم والمعرفة، اما السادرون في غيهم، القابعون في اقبية الظلام، عليهم ان يعرفوا ان الحق لا يقبل الظلم، وان الصدق عدو الكذب، وان البناء نظير الهدم، وان الجامعات ستبقى منارات مضيئة للاجيال.
 
mohamadq2002@yahoo.com